«حزب الله» يؤكد قدرة الجيش على حسم المعركة في عرسال

«جبهة النصرة» تسيطر على معقل «ثوار سورية» في إدلب

مقاتل من المعارضة ينادي رفاقه خلال اشتباكات مع قوات النظام في حلب. أ.ف.ب

سيطرت «جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، أمس، على معقل تنظيم «جبهة ثوار سورية»، إحدى أكبر القوى المقاتلة في المعارضة السورية، في منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب (شمال غرب) بعد نحو أسبوع من اندلاع معارك بين الطرفين، استولت فيها على أسلحة ودبابات. في حين أكد «حزب الله» أن الجيش اللبناني يستطيع حسم المعركة في جرود عرسال «إذا توافر له الغطاء السياسي».

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، أمس، إن «جبهة النصرة» سيطرت، صباح أمس، على بلدة دير سنبل، المعقل الرئيس لـ«جبهة ثوار سورية»، لتصبح بذلك معظم قرى وبلدات جبل الزاوية تحت سيطرتها.

وأضاف المرصد، أن «العشرات من عناصر جبهة ثوار سورية انشقوا عنها وانضموا إلى جبهة النصرة»، مشيراً إلى أن «عدداً من عناصر تنظيم داعش وصلوا بشكل فردي، لمؤازرة جبهة النصرة».

وأكد مدير المرصد، رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، أن الاشتباكات توقفت صباح أمس «مع سيطرة جبهة النصرة على بلدة دير سنبل». وأوضح أن «جبهة النصرة» استولت على أسلحة «جبهة ثوار سورية»، وعلى دبابات لها.

وتمكنت «النصرة» من طرد «جبهة ثوار سورية» من معقلها، بعد نحو ستة أيام من المعارك الدامية بين الطرفين في المنطقة، نجحت خلالها في البداية من انتزاع السيطرة على سبع قرى وبلدات في جبل الزاوية شرق إدلب. ولم يعرف السبب الرئيس لهذه المواجهات التي بدأت في 26 أكتوبر، واستمرت يومين، قبل أن يتم التوصل، أول من أمس، إلى اتفاق على نشر «قوة صلح» مؤلفة من 15 فصيلاً مقاتلاً بينها فصائل إسلامية في جبل الزاوية. إلا أن تجدد الاشتباكات سبق انتشار القوة.

وكانت كل هذه الفصائل تقاتل جنباً إلى جنب في بداية النزاع العسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وكان ريف إدلب المنطقة الأولى التي تمكن مقاتلو المعارضة من إخراج قوات النظام منها في الأشهر الأولى للحرب.

وحصلت جولة أولى من المعارك بين «جبهة النصرة» ومقاتلي عدد من الكتائب في يوليو، لكنها ما لبثت أن هدأت. وتعرف «جبهة ثوار سورية» بأنها جزء من الجيش السوري الحر، ولا تحظى هذه الجماعات بالكثير من التنسيق المركزي، وكثيراً ما تتنافس فيما بينها. ويعرف مقاتلو «جبهة ثوار سورية» بتأييدهم لسورية علمانية وديمقراطية، وانتقادهم للكتائب الإسلامية.

وبعد ساعات من انسحابه، أمس، أصدر قائد «جبهة ثوار سورية»، جمال معروف، بياناً مصوراً تعهد فيه بمواصلة قتال «النصرة»، وقال إن جماعته ستعود إلى جبل الزاوية. وأضاف أن «جبهة النصرة فرضت الحصار لمدة أسبوع على قرى جبل الزاوية، كما لو كانت نظام الأسد».

وأوضح أن قواته «انسحبت من قرى جبل الزاوية حرصاً على دماء المدنيين لأن جبهة النصرة لا تتردد في قتلهم».

ونفى مصدر في جماعة تابعة لمعروف انشقاق مقاتلين وانضمامهم لـ«جبهة النصرة».

وفي بيروت، قال رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» التابعة لـ«حزب الله» محمد رعد إن «الجيش يستطيع حسم المعركة مع التكفيريين في جرود عرسال إذا توافر له الغطاء السياسي».

وأضاف أن «الجيش اللبناني يستطيع أن يحسم المعركة في جرود عرسال إذا ما توافر له الغطاء السياسي، وقد تبين أن ليس لهؤلاء الإرهابيين فئة شعبية حاضنة، وإنما لهم بيئة سياسية حاضنة، عندما يزيلها صاحب القرار السياسي وينزع الستارة عن مسرحهم يسقط كل من على المسرح من الإرهابيين». وأكد أن «أي تسامح مع العقل التكفيري سيفضي إلى كارثة على مستوى قضية العسكريين المخطوفين».

تويتر