تركيا تطالب بتوسيع رقعة المواجهة مع «داعش» في سورية

غارات لـ «التحالف» تمهيداً لــدخول البشمركة إلى عين العرب

صورة

شنّت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارات على مواقع لتنظيم «داعش» في مدينة عين العرب (كوباني) السورية، في مسعى لتمهيد الطريق لدخول قوات من البشمركة الكردية، تحمل أسلحة ثقيلة إلى البلدة من تركيا المجاورة. في وقت دعت تركيا إلى التحرك ضد التنظيم في مناطق أخرى من سورية، وعدم التركيز على عين العرب فقط.

وقالت القيادة المركزية الأميركية، إن الجيش الأميركي واصل استهداف مواقع لتنظيم «داعش» قرب مدينة عين العرب، أمس وأول من أمس. وأضافت في بيان، أنها شنّت أربع غارات قرب عين العرب على مقربة من حدود تركيا، أوقعت أضراراً بأربعة مواقع قتالية وأحد المباني التي يستخدمها التنظيم المتشدد. وفي العراق استهدفت أربع ضربات جوية قادتها الولايات المتحدة التنظيم المتشدد.

وغداة دخول قوة متقدمة مكونة من 10 أفراد من البشمركة إلى عين العرب، لتضع استراتيجية مشتركة مع وحدات حماية الشعب، أمس، تسارعت حركة دخول وخروج العربات المدرعة من مخزن سابق لمعالجة القطن قرب بلدة سروج الحدودية التركية، حيث تستعد فرقة أكبر من قوات البشمركة قوامها نحو 150 فرداً للانتشار.

وخرجت دبابات جاءت مع القافلة من المجمع في حراسة قوات أمن تركية للتزود بالوقود من محطة محلية قريبة.

وقال المسؤول الكردي في عين العرب أنور مسلم، لـ«رويترز»، أمس، إنه «على مدى الـ15 يوماً الماضية ظل (داعش) يشنّ هجمات محاولاً السيطرة على البوابة الحدودية، وشمل ذلك تفجير سيارات. لكننا نقاوم». وأضاف أنه «بينما تمر قافلة البشمركة ستحلق الطائرات الأميركية في الجو، كما ستطير طائرات من التحالف فوق كوباني لدعم المعركة ضد التنظيم».

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعلومات الأولية تشير إلى مقتل 21 من «داعش» في ضربات جوية للتحالف حول عين العرب، بينهم دنماركي.

وقال صحافي من البلدة إنه حدثت غارات خلال الليلة قبل الماضية ورصد مراسل لـ«رويترز» ضربة جوية، أمس، إلى الشرق من عين العرب.

بدوره، قال مصور من «فرانس برس»، إن مقاتلي البشمركة الذين تجمعوا في سورج، التي تبعد نحو 10 كيلومترات عن الحدود السورية، تحت مراقبة صارمة من قبل القوات التركية.

وقال المرصد ووكالة «فرات» للأنباء القريبة من الأكراد، إن 10 من هؤلاء البشمركة امضوا بضع ساعات في كوباني لمناقشة طرق دخول الرجال والأسلحة إلى المدينة.

وشنّ التنظيم الذي يحاول الاستيلاء على الأحياء الشمالية للمدينة لعزلها عبر قطع المحور الذي يربطها بتركيا، قصفاً عنيفاً على هذا القطاع أول من امس.

وفي باريس، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إنه يعتقد أن التحالف الدولي ضد «داعش» يركز أكثر من اللازم على مدينة عين العرب السورية القريبة من الحدود التركية، وينبغي أن يهتم بمناطق أخرى.

وأضاف في مؤتمر صحافي في باريس، بعد محادثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند «لماذا كوباني دون مدن أخرى مثل إدلب أو حماة أوحمص، بينما تخضع 40% من الأراضي العراقية لسيطرة (داعش)». وتساءل «لماذا لم يتحرك التحالف في مناطق أخرى؟» .

من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس، ان المقاتلين الأجانب يواصلون التوجه إلى سورية بمعدل 1000 في الشهر، على الرغم من الحملة الجوية التي تقوم بها الولايات المتحدة ضد «داعش». ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الاستخبارات قولهم إن عمليات القصف اليومية التي تقوم بها القوات الأميركية وحلفاؤها ضد الإرهابيين في سورية والعراق، لا تردع الأجانب من الذهاب إلى هناك من اجل القتال، لكنها لا تتسبب أيضاً في «موجة سخط» تؤدي إلى تشجيع المزيد على حمل السلاح. وقال احد المسؤولين، طالباً عدم الكشف عن هويته، ان «تدفق المقاتلين الذين يتوجهون إلى سورية مازال ثابتاً، لذلك يواصل عددهم الإجمالي الارتفاع».

إلى ذلك، أكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل، الحاجة إلى «الأمانة» في المناقشات داخل الحكومة، مع امتناعه عن التعقيب على مذكرة داخلية كتبها بشأن السياسة تجاه سورية.

والمذكرة التي بعث بها هاغل إلى مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس، أوردتها أولاً صحيفة «نيويورك تايمز»، التي قالت انه حذر فيها من ان سياسة الرئيس باراك أوباما في خطر، بسبب فشلها في توضيح نياتها تجاه الرئيس السوري بشار الأسد. وقال شخصان على دراية بمحتوياتها تحدثا لـ«رويترز»، شريطة عدم الكشف عن هويتهما، انهما يتفقان مع وصف الصحيفة للمذكرة بأنها انتقادية.

وفي مؤتمر صحافي بوازة الدفاع، أول من أمس، سئل هاغل التعقيب على المذكرة فقال «نحن مدينون للرئيس ومدينون لمجلس الأمن القومي بأن نقدم أفضل أفكارنا في هذا الشأن». وأضاف من دون ان يذكر مجالات الاختلاف «يجب ان يكون ذلك بأمانة وبشكل مباشر».

وأشار إلى أن مستقبل الحكم في سورية يجب أن يكون في صميم التحركات الأميركية التي تركز الآن على ضربات جوية ضد «داعش» وخطط لتدريب المعارضة السورية.

وقال إن «القتال يمكن أن يستمر لسنوات وسنوات، (لكن) ما هو الهدف؟ من مصلحتنا ألا يكون الشرق الأوسط غير مستقر»، مؤكداً الحاجة إلى التصدي للتهديدات الحالية مع التركيز على «بعض الاستراتيجيات والأهداف الطويلة الأجل».

تويتر