دمشق تتهم تركيا بـ «انتهاك سيادتها».. والنمسا تحذر من هجمات لـ «داعش» على أراضيها

طليعة مقاتلي «البشمركة» يدخلون عين العرب

صورة

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس دخول عناصر قوات البشمركة الكردية إلى مدينة عين العرب «كوباني» عبر المعبر الحدودي الواصل بين المدينة والأراضي التركية، في حين قالت دمشق إن سماح تركيا بدخول «قوات أجنبية» إلى عين العرب «انتهاك سافر» للسيادة السورية. من جهتها، حذرت النمسا من هجمات إرهابية على أراضيها من قبل تنظيم «داعش» على غرار الحوادث التي تعرض لها رجال شرطة أخيراً في كل من كندا والولايات المتحدة.

وتفصيلاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، إنه دخل أمس نحو 10 عناصر من قوات البشمركة الكردية إلى مدينة عين العرب «كوباني»، ومن المنتظر دخول بقية عناصر البشمركة خلال الساعات المقبلة إلى المدينة. كما دخل العشرات من مقاتلي الجيش السوري الحر مدينة عين العرب عبر تركيا لدعم وحدات حماية الشعب الكردية المدافعة عن المدينة في مواجهة تنظيم «داعش». وذكرت وكالة الأناضول أن قوات الأمن التركية اتخذت تدابير أمنية مشددة أثناء مرافقة الرتل الذي كانت بانتظاره مجموعات من الأكراد لتحيته. ويتكون الرتل من 38 مركبة، بينها سيارة واحدة للإسعاف، ومن المنتظر أن يتوجه إلى عين العرب من خلال معبر مرشد بينار الحدودي بعد الانتهاء من الإجراءات المطلوبة. وقد شوهد اصطحاب ذلك الرتل أنواعاً عدة من الأسلحة الثقيلة، منها الدوشكا وصواريخ كاتيوشا ومدافع الهاون، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر.

وكان مسؤول في الجيش التركي أكد أن الدفعة الأولى من قوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق التي وصلت إلى مطار أورفا (جنوب شرق تركيا) توجد حالياً في ثكنة تابعة للجيش التركي في معبر مرشد بينار الحدودي، في انتظار الأسلحة الثقيلة التي ستصل براً من إقليم كردستان العراق.

من ناحية أخرى، أشار المرصد إلى أن اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «داعش» في منطقة مسجد الحاج رشاد في محاولة من التنظيم للتقدم نحو حي الجمرك الواقع في شمال مدينة عين العرب «كوباني»، إلا أن الهجوم باء بالفشل.

من جهتها، اعتبرت دمشق أن سماح تركيا بدخول «قوات أجنبية» عبر أراضيها إلى عين العرب السورية الحدودية يشكل «انتهاكاً سافراً» للسيادة السورية. وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) «مرة أخرى تؤكد تركيا حقيقة دورها ونياتها المبيتة وتدخلها السافر في الشأن السوري من خلال خرق الحدود السورية في منطقة عين العرب بالسماح لقوات أجنبية وعناصر تقيم على أراضيها بدخول الأراضي السورية». واعتبرت ان ذلك «يشكل انتهاكاً سافراً للسيادة السورية».

ورأت الخارجية السورية أن تركيا «كشفت عن نياتها العدوانية ضد وحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية بمحاولة استغلالها لصمود اهلنا في عين العرب لتمرير مخططاتها التوسعية من خلال إدخالها عناصر تأتمر بأمرها وسعيها لإقامة منطقة عازلة على الأراضي السورية».

وجاء في البيان «لم يعد خافياً على احد حقيقة الارتباط القائم بين حكومة حزب العدالة والتنمية التركي والتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيما «داعش» و«جبهة النصرة».

وعبرت الخارجية عن إدانتها ورفضها «هذا السلوك المشين للحكومة التركية والأطراف المتواطئة معها المسؤولة بشكل أساسي عن الأزمة في سورية من خلال دعم التنظيمات الإرهابية».

وفي فيينا حذرت وزارة الداخلية النمساوية الليلة قبل الماضية - في منشور وزعته على جميع مراكز الشرطة في ولايات النمسا المختلفة - من احتمال وقوع هجمات إرهابية على غرار الحوادث التي تعرض لها رجال شرطة أخيرا في كل من كندا والولايات المتحدة مطالبة عناصر الشرطة بالاهتمام بأمنهم الشخصي.

وربط خبراء متخصصون في الشؤون الأمنية بين التحذير والخطر المحتمل تجاه احتمال وقوع هجمات إرهابية قد يلجأ إليها متعاطفون مع فكر تنظيم «داعش» في النمسا.

يأتي ذلك، في وقت كشفت فيه الصحف النمساوية النقاب عن أن جهاز المخابرات النمساوي أصدر أيضاً تحذيراً بشأن احتمال امتلاك تنظيم «داعش» صواريخ متطورة مضادة للطائرات تحمل على الأكتاف كان قد تم الاستيلاء عليها من قوات الجيش السوري، مشيرة إلى خطورة استخدام التنظيم لهذا النوع من الصواريخ في استهداف الطائرات المدنية التي تحلق في الأجواء القريبة من الأماكن التي يسيطر عليها التنظيم.

وفي واشنطن قالت القيادة المركزية الأميركية إن الجيش الأميركي شن 14 ضربة جوية يومي الثلاثاء والأربعاء على «داعش» في سورية والعراق. وأوضحت القيادة أن القوات الأميركية شنت ثماني ضربات في سورية قرب مدينة عين العرب ودمرت وحدة لمقاتلي التنظيم ونقطة للقيادة والتحكم ومباني أخرى وعربات ومواقع قتال للتنظيم.

 

تويتر