«كردستان» ينتظر موقف تركيا قبل إرسال البشمركة إلى «عين العرب».. و11 غارة للتحالف في العراق وسورية

هجوم واسع لـ «جبهة النصرة» ومقاتلي المعارضة على مدينة إدلب

انفجار كبير يهز «عين العرب» إثر غارة لقوات التحالف على مواقع لـ«داعش» في المدينة. إي.بي.إيه

شنت «جبهة النصرة» وكتائب من المعارضة السورية، فجر أمس، هجوماً واسعاً على مدينة إدلب، أحد آخر معاقل النظام السوري في شمال غرب سورية، في أعنف هجوم على المدينة منذ بدء المعارك في المنطقة في النصف الثاني من عام 2011. في حين نفذت قوات التحالف 11 غارة ضد تنظيم «داعش» في العراق وسورية، بينما ينتظر إقليم كردستان العراق موقف تركيا قبل إرسال عناصر من البشمركة للدفاع عن مدينة عين العرب (كوباني) السورية، في وجه هجوم يشنه التنظيم عليها منذ 40 يوماً.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية و«جبهة النصرة» من جهة أخرى عند أطراف مدينة إدلب.

وأكد مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، أن «خلايا نائمة» للمعارضة المسلحة داخل المدينة نفذت الهجوم.

وتسيطر قوات النظام على المدينة، بينما تقع المناطق المتبقية من محافظة إدلب إجمالاً تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.

وقال عبدالرحمن إن 10 قتلى سقطوا بين قوات النظام، وتسعة من «جبهة النصرة» و«الكتائب».

وأوضح أن مقاتلي المعارضة تمكنوا بعد اندلاع المعارك من دخول مبنيي قصر المحافظ وقيادة الشرطة في المدينة «بمؤازرة من عناصر من الشرطة التابعة للنظام واللجان الشعبية الموالية له تمردوا على النظام». وأكد أن قوات النظام تمكنت من استعادة السيطرة على المبنيين.

ووصف المرصد الهجوم بأنه «الأعنف على المدينة» منذ بدء المعارك في المنطقة في النصف الثاني من عام 2011.

في المقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن القوات المسلحة «بالتعاون مع قوات من الدفاع الشعبية، أحبطت محاولة تسلل مجموعات إرهابية من تنظيم جبهة النصرة الإرهابي إلى مدينة إدلب من اتجاهات عدة»، و«قضت على أعداد كبيرة من الإرهابيين». وأشار إلى «عودة الحياة الطبيعية إلى أرجاء المدينة».

من جهتها ذكرت «الهيئة العامة للثورة» أن الهجوم كناية عن «عملية نوعية وسرية للغاية» وتخللتها اقتحامات «من محاور عدة». وقالت إن المعارك أسفرت عن سقوط العديد من القتلى في صفوف النظام، وعن مشاهدة «العديد من جثث القتلى في الشوارع»، مشيرة إلى أن «قوات النظام ردت بقصف جوي مكثف» على المدينة.

من ناحية أخرى، أعلن إقليم كردستان العراق أنه يتنظر «موقف الدولة التركية» قبل إرسال عناصر من البشمركة للدفاع عن مدينة عين العرب. وقال وزير البشمركة، مصطفى سيد قادر، للصحافيين في برلمان كردستان «حتى الآن لم تتوجه قوات البشمركة إلى كوباني، ونحن على استعداد لإرسالها». وأضاف «ننتظر موقف الدولة التركية، ولذا لم نرسل أي قوات إلى غرب كردستان»، في إشارة إلى المناطق الكردية في شمال وشمال شرق سورية.

ولم يقدم قادر أي تفاصيل إضافية في تصريحاته المقتضبة، قبيل مشاركته في جلسة للجنة شؤون البشمركة في البرلمان، مخصصة للاطلاع على وضع القوات على الجبهات التي تقاتل فيها «داعش» في شمال العراق.

يأتي ذلك غداة إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي وافقت بلاده على عبور المقاتلين الأكراد العراقيين أراضيها إلى شمال سورية، أن الأكراد السوريين لا يريدون المساعدة من أقرانهم العراقيين.

وكان المتحدث باسم قوات البشمركة، هلكورد حكمت، قال، يوم الجمعة الماضي، إن 200 عنصر من البشمركة سيتوجهون إلى «عين العرب» خلال هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن هؤلاء سيشكلون «قوات دعم» مزودة برشاشات ومدافع هاون وراجمات صواريخ.

إلا أن أردوغان أكد أن حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تتبع له «وحدات حماية الشعب» الكردية، وهو بمثابة الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، غير متمسك بـ«وصول البشمركة إلى كوباني والسيطرة عليها».

في السياق، قال الجيش الأميركي، أمس، إن الولايات المتحدة قادت 11 غارة جوية ضد «داعش» في العراق وسورية، أمس وأول من أمس.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان، إن القوات الأميركية نفذت أربع ضربات في سورية قرب مدينة عين العرب القريبة من الحدود التركية، وأصابت خمس عربات ومبنى يستخدمه التنظيم. وأضافت أن الولايات المتحدة ودول التحالف شنت سبع غارات جوية في العراق، منها ثلاث ضربات قرب منطقة سد الموصل، استهدفت وحدة صغيرة من «داعش»، مشيرة إلى أن الغارات الأخرى في العراق استهدفت مناطق قريبة من الفلوجة وبيجي وزمار. وقالت إنه تم قصف وحدة كبيرة من «داعش» جنوب شرق الفلوجة، بالإضافة إلى مبنى وعربة. وأكدت أن الطائرات قصفت مقاتلي التنظيم قرب بيجي، ومن بينهم وحدة صغيرة، إلى جانب شحنة ناسفة بدائية الصنع.

 

تويتر