عملية كبيرة للجيش اللبناني ضد مسلحين في طرابلس

مقاتلو المعارضة يدافعون عن خطوط إمداداتهم إلى حلب

صورة

شن مقاتلو المعارضة السورية الموجودون شمال حلب، أمس، ضربات لتأمين خطوط إمداداتهم إلى المدينة، التي تعد ثاني مدن البلاد، بعد التقدم الذي أحرزته القوات النظامية أخيراً. في حين اقتحم الجيش اللبناني صباح أمس، مواقع لإسلاميين مسلحين وسط مدينة طرابلس، في أكبر معركة من نوعها تشهدها المدينة على خلفية النزاع السوري.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن مقاتلي المعارضة المنتمين إلى ألوية عدة نفذوا عملية من أجل تأمين منطقة حندرات، مضيفاً أنهم «يحاولون طرد الجيش من التلال التي استعادها في الأيام الأخيرة».

وقد تكون هذه المعركة حاسمة بالنسبة لمقاتلي المعارضة.

وأشار إلى أنه «في حال سيطرت القوات النظامية على كامل المنطقة فإن ذلك سيخضع المناطق التابعة للمعارضة في حلب للحصار التام». ومنذ يوليو 2012، يتقاسم مقاتلو المعارضة وقوات النظام السيطرة على احياء حلب. ومنذ نهاية 2013 تنفذ طائرات النظام حملة قصف جوي منظمة على الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة تستخدم فيها البراميل المتفجرة، ما أوقع مئات القتلى واستدعى تنديداً دولياً. وخسرت مجموعات المعارضة المسلحة خلال الأشهر الاخيرة مواقع عدة في حلب ومحيطها.

وفي لبنان، بدأ الجيش، أمس، عملية استهدفت مواقع لإسلاميين مسلحين في وسط مدينة طرابلس (شمال لبنان)، إثر مواجهات اندلعت أول من أمس.

وتعاني المدينة الشمالية من عواقب النزاع في سورية المجاورة منذ اكثر من ثلاثة أعوام، حيث شهدت اشتباكات دامية بين مسلحين سنة مؤيدين للمعارضة السورية وعلويين من أنصار الرئيس السوري بشار الأسد، لكنها المرة الاولى التي تندلع فيها معارك بهذا الحجم في عاصمة شمال لبنان.

وأكد مصدر أمني لبناني، أن المواجهات بدأت مساء أول من أمس، بين مسلحين والجيش في أعقاب هجوم استهدف دورية في خان العسكر قرب وسط المدينة أدى إلى إصابة أربعة جنود بجروح.

وانكفأ المسلحون بعد الهجوم على الدورية إلى الأسواق القديمة ذات الممرات الضيقة في وسط طرابلس.

ونفذ الجيش صباح أمس، عملية لإبعادهم من هذه الامكنة، وأدت المواجهات إلى مقتل أحد المسلحين ومدني، وجرح 23 شخصاً هم تسعة جنود وثمانية مدنيين وستة مسلحين. وبين الجرحى صحافي يعمل لإحدى وسائل الإعلام اللبنانية. ولم يكن بوسع المصدر الأمني تحديد الجهة التي ينتمي اليها هؤلاء وغالبيتهم من اللبنانيين، وقال في هذا الصدد «هناك إسلاميون و(زعران) يلاحقهم القضاء».

وخفت حدة المعارك عصر أمس، في حين تجري منظمات غير حكومية محادثات للتوصل إلى هدنة إنسانية تفسح المجال أمام المدنيين المحاصرين في الأسواق القديمة للخروج من هناك، بحسب المصدر الأمني.

وشاهد مراسل «فرانس برس» عشرات المدنيين بينهم اطفال يغادرون منطقة الاشتباكات سيراً ويحمل بعضهم حاجياته الشخصية في اكياس صغيرة.

لكن آخرين لم يتمكنوا من المغادرة. وأفاد مراسل «فرانس برس»، بأن الجيش يطوق الأسواق القديمة ويتمركز عناصره فوق بعض المباني.

وسمع دوي قصف من المدفعية الثقيلة، مشيراً إلى احتراق عدد كبير من المحال التجارية.

وتأتي اشتباكات طرابلس بعد أكثر من شهرين على المعارك الدامية في عرسال بين قوات الجيش و«داعش» و«جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.

تويتر