الضربات الجوية الأميركية توقف تقدم «داعش» نحو المدينة

«الجيش الحر» يرسل قوات لـدعم الأكراد في عين العرب

صورة

أعلن الجيش السوري الحر عن إرسال قوات إلى مدينة عين العرب (كوباني)، السورية الحدودية مع تركيا، للمشاركة في القتال ضد تنظيم «داعش»، بينما أعلنت تركيا أن المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن المدينة سيتلقون تعزيزات من 1300 مقاتل من «الجيش الحر» المعارض لنظام دمشق. في وقت أكد فيه مسؤولون أميركيون أن الضربات الجوية أوقفت تقدم التنظيم نحو عين العرب، مرجحين أن يتمكن المقاتلون الأكراد من الصمود فترة غير محددة، بدعم من الضربات الجوية.

وأكد القائد العسكري الميداني في المعارضة السورية، والعضو السابق في هيئة الأركان العليا التابعة للجيش الحر، العقيد عبدالجبار العكيدي، في مداخلة مع تلفزيون «الجزيرة»، مساء أول من أمس، أن «أكبر التشكيلات العسكرية الموجودة في شمال سورية اتخذت قراراً بأنه تجب مناصرة إخوتنا وأهلنا في عين العرب»، من دون أن يحدد ما هي هذه التشكيلات.

وقال إنه تم توجيه رسالة إلى المسؤولين الأتراك «إننا شكلنا هذه القوة، ونريد الدخول إلى مدينة عين العرب، ورسائل أيضاً إلى قوات التحالف الدولي، من أجل أيضاً مساندتنا وتقديم الدعم اللوجستي إلى قوات الجيش الحر، التي ستتوجه خلال 36 ساعة إلى عين العرب إن شاء الله».

وأضاف أنه تم «إرسال رسائل إلى التشكيلات الكردية والتشكيلات الأخرى (من الجيش الحر)، التي تقاتل داخل عين العرب، ولم يردوا بعد، ونحن ننتظر موافقتهم للدخول إلى عين العرب».

وذكرت قناة «الجزيرة» أن المقاتلين الذين سيتوجهون إلى عين العرب، سيكونون بقيادة العكيدي، الذي ترأس المجلس العسكري لمحافظة حلب في مرحلة كانت قوات المعارضة المسلحة تحقق نجاحات عسكرية بارزة على الأرض في مواجهة القوات النظامية السورية في شمال البلاد، لكنه استقال في نوفمبر 2013، احتجاجاً على تخاذل المجتمع الدولي وتشرذم المعارضة و«لهاث أمراء الحرب وراء المناصب»، كما قال في حينه. لكنه أعلن أنه سيواصل «النضال من مواقع أخرى».

وأوضح العكيدي أن «مدينة عين العرب مدينة سورية، تتبع لمحافظة حلب، وواجب علينا أن نقوم بمؤازرة أهلنا في وجه ما يتعرضون له من عدوان تنظيم (داعش)».

وأضاف «نحن لسنا لمناصرة وحدات الحماية الشعبية فقط، بل نحن لمناصرة أهلنا وإخوتنا في عين العرب من المدنيين ومن الجيش الحر، الذين يقاتلون مع قوات الحماية الشعبية».

وقال «اتخذنا القرار انطلاقاً من حسنا الوطني، ليس من المعقول أن تأتي قوات من البشمركة من أربيل العراق، لتناصر مدينة سورية تتبع لمحافظة حلب، ونحن لا نقوم بهذا العمل».

من جهته، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، في تالين، أن المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن مدينة عين العرب سيتلقون تعزيزات من 1300 مقاتل من «الجيش السوري الحر».

وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأستوني، توماس هندريك إيلفس، إن «حزب الاتحاد الديمقراطي (أكبر حزب كردي سوري)، قبل المساعدة من 1300 من مقاتلي الجيش السوري الحر، هناك محادثات لاختيار الطريق الذي سيسلكونه».

لكن رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم، نفى بشكل قاطع هذا الأمر في مقابلة مع وكالة الأنباء الكردية «فرات نيوز».

وقال مسلم «إنه أمر غير صحيح، لا يوجد أي تصريح للجيش السوري الحر حول اتفاق كهذا»، متهماً تركيا بأنها «تريد زرع الغموض».

وأوضح الرئيس التركي أيضاً، في مؤتمره الصحافي، أن 150 مقاتلاً كردياً عراقياً من البشمركة فقط سيتوجهون، في نهاية المطاف، إلى عين العرب عبر الأراضي التركية.

وقال أردوغان «تبلغت للتو بأن عدد البشمركة تقلص إلى 150»، بعد أن أعلن، أول من أمس، أن عدد هؤلاء المقاتلين سيكون 200. وكان برلمان كردستان العراق وافق الأربعاء الماضي على طلب رئيس الإقليم مسعود بارزاني، إرسال عناصر من البشمركة إلى عين العرب.

وقال وزير البشمركة، هلكورد حكمت، لـ«فرانس برس»، أمس، رداً على سؤال عن موعد إرسال القوات «لا نستطيع تحديد اليوم، لكن الأكيد أنه سيكون خلال الأسبوع المقبل»، علماً بأن بداية الأسبوع في العراق هي يوم الأحد.

وأعلنت السلطات التركية، الإثنين الماضي، أنها ستسمح بعبور تعزيزات من البشمركة العراقيين، عبر أراضيها للتوجه إلى عين العرب، الواقعة على مسافة كيلومترات معدودة من الحدود التركية.

وأضاف أردوغان «كما تعلمون اتفقنا في محادثاتنا مع (الرئيس الأميركي باراك) أوباما على أن يكون الجيش السوري الحر خيارنا الأول (لإرسال تعزيزات إلى كوباني)، والبشمركة الخيار الثاني».

في السياق، أعلن مسؤولون أميركيون، أول من أمس، أنه تم وقف تقدم «داعش» نحو مدينة عين العرب، بعد إعلان الجيش الأميركي أن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا نحو 6600 طلعة جوية ضد «التنظيم»، وألقوا أكثر من 1700 قنبلة.

ويأتي ذلك فيما قتل أكثر من 500 جهادي، خلال شهر منذ توسيع نطاق الحملات الجوية، بقيادة الولايات المتحدة من العراق، لتشمل سورية في محاولة لوقف تقدم جهاديي تنظيم «داعش».

وأقر وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، بنتائج «متفاوتة» للضربات، قائلاً «نعتقد أن استراتيجيتنا تحقق نجاحاً».

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، رفض كشف هويته، إن خطوط القتال بين التنظيم والقوات الكردية لم تتغير منذ أسبوع، مضيفاً «أعتقد أن الأكراد الذين يدافعون (عن المدينة) سيتمكنون من الصمود».

وأورد مسؤول آخر في القيادة الأميركية الوسطى، المكلفة المنطقة «إذا شاهدتهم ماذا حصل منذ أسبوع ونصف، فإن خط الجبهة في كوباني، لم يتحرك تقريباً»، متحدثاً عن «حرب شوارع» على الأرض مع تبادل للسيطرة على بقايا منازل من وقت إلى آخر.

لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بتقدم التنظيم، أول من أمس، بعد اشتباكات طويلة بدأت الأربعاء، في شمال المدينة وفي وسطها، للمرة الأولى منذ أيام. كما تمكن التنظيم من السيطرة على قرى في ريف المدينة الغربي، كان فقد السيطرة عليها قبل أيام لصالح المقاتلين الأكراد، وفقاً للمرصد أيضاً.

تويتر