«التنظيم» يستولي على أسلحة ألقتها الطائرات الأميركية للمدافعين عن المدينة

الأكراد يسـتهـدفــون تجمعـــات لــ «داعش» في عين العـــــرب

كرديات يبكين عند قبور 3 من ذويهن قتلوا في مواجهات مع «داعش» بمدينة عين العرب السورية. أ.ف.ب

استهدف المقاتلون الأكراد في مدينة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية مع تركيا، أمس، تجمعات لعناصر من تنظيم «داعش»، غداة تسلمهم مساعدات عسكرية أميركية، بينما شنّت طائرات التحالف الدولي غارات جديدة ضد التنظيم، الذي استولى بدوره على أسلحة وذخائر ألقتها طائرات التحالف لمساعدة المقاتلين الأكراد في دفاعهم عن المدينة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية هاجموا فجر أمس، تجمعات لتنظيم «داعش» في مناطق تقع في القسم الشرقي من عين العرب، مستخدمين القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة الثقيلة.

ويأتي ذلك بعدما شنّ التنظيم مساء أول من أمس، هجوماً جديداً على مواقع المقاتلين الأكراد في المدينة، عقب تنفيذ اثنين من عناصره تفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين في شمالها.

وتحدث بيان للمرصد صباح أمس، عن دوي انفجار قوي «يعتقد انه ناجم عن انفجار سيارة مفخخة للتنظيم في القسم الشرقي» من عين العرب.

في هذا الوقت، شنّت طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الليلة قبل الماضية غارات جديدة على مواقع التنظيم المتطرف، الذي يحاول منذ اكثر من شهر السيطرة على عين العرب، ثالث المدن الكردية السورية، والتي تبلغ مساحتها من ستة إلى سبعة كيلومترات مربعة.

وقتل في غارات التحالف على المدينة خمسة من التنظيم، فيما قتل 12 آخرون من التنظيم في الاشتباكات داخل المدينة، بينهما عنصران فجرا نفسيهما. كما قتل خمسة مقاتلين أكراد في المعارك، بحسب المرصد.

ودخل التنظيم المعروف باسم «داعش» عين العرب في السادس من أكتوبر الجاري، وبات يسيطر على نحو 50% من مساحتها، خصوصاً في الشرق، ويتقدم بضعة ابنية أو يتراجع بضعة أبنية بشكل يومي، بحسب سير معارك الشوارع التي يتميز بها المقاتلون الأكراد، بحسب خبراء.

في السياق، استولى التنظيم على اسلحة وذخائر ألقتها طائرات التحالف الدولي. وقال المرصد في بيان، أمس، إن مظلتين تحملان أسلحة ومواد طبية، سقطتا عند أطراف مناطق يسيطر عليها التنظيم في عين العرب. وأضاف أن التنظيم «تمكن من سحب إحداها، فيما تضاربت المعلومات حول المظلة الثانية، وما اذا كانت دمرتها طائرات التحالف العربي الدولي، ام ان التنظيم تمكن من سحبها أيضاً».

وكانت القيادة الأميركية الوسطى التي تشمل الشرق الأوسط وآسيا الوسطى (سنتكوم)، أعلنت في بيان، أول من أمس، ان طائرات شحن عسكرية من طراز «سي-130» نفذت عمليات إلقاء إمدادات من الجو لمساعدة مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية، الذين يدافعون عن عين العرب.

وفي وقت لاحق، أعلنت القيادة في بيان ان مقاتلات التحالف دمرت إمدادات سقطت خطأ على مشارف المدينة، خشية وقوعها بيد «داعش» بدلاً من المقاتلين الأكراد.

ونشر، أمس، على الإنترنت تسجيلاً مصوراً حمل عنوان «أسلحة وذخائر ألقتها الطائرات الأميركية وسقطت في مناطق سيطرة (داعش) بكوباني»، ظهر فيه رجل مسلح وهو يتفقد صناديق تحمل ذخائر وأسلحة. وقال الرجل الملثم وهو يسير بالقرب من مجموعة صناديق مربوطة بمظلة فوق ارض ترابية «هذه بعض المساعدات الأميركية التي ألقيت للملحدين»، مضيفاً انها تشمل «ذخائر ومعدات عسكرية».

إلى ذلك، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، أن مدينة عين العرب «مدينة استراتيجية لتركيا، وليس للولايات المتحدة». وقال إن «التدابير التي سنتخذها حيال ذلك، ستكون ذات أهمية خاصة».

ووفقاً لوكالة أنباء «الأناضول» التركية، فقد انتقد أردوغان «سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها» الولايات المتحدة، من دون ذكر اسمها صراحة. وقال «تشعرون بكل هذا القلق حيال عين العرب، لكن لماذا لا تشعرون بأي قلق حيال بقية المدن السورية التي تشهد أحداثاً مماثلة؟!».

 

 

تويتر