«داعش» يشنّ هجوماً لاستعادة أحياء انسحب منها في شرق «عين العرب» عقب 6 غارات للتحالف

فرنسا تؤيد إنشاء منطقة عازلة بين سورية وتركيا

صورة

أعلنت فرنسا، أمس، تأييدها إقامة «منطقة عازلة» بين سورية وتركيا لاستقبال النازحين، وتجنب مجزرة لسكان الشمال السوري. في وقت شنّ تنظيم «داعش» هجوماً في شرق مدينة عين العرب (كوباني) السورية، بهدف استعادة أحياء انسحب منها الليلة قبل الماضية، بعد ست ضربات نفذتها طائرات التحالف الدولي قرب المدينة، وأسفرت عن مقتل 45 من التنظيم. في حين أكدت واشنطن أن الضربات الجوية «لا تكفي لإنقاذ» عين العرب.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان، أمس، إن الرئيس فرنسوا هولاند، تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وأيّد خلاله إقامة «منطقة عازلة بين سورية وتركيا لاستقبال النازحين».

وأضافت أن هولاند أصرّ على ضرورة «تجنب مجزرة لسكان الشمال»، وعبّر عن دعمه للفكرة التي قدمها أردوغان بشأن المنطقة العازلة.

وأوضحت أن هولاند وأردوغان بحثا في «الوضع المقلق في شمال سورية خصوصا مدينة كوباني»، التي يحاصرها تنظيم «داعش».

وأكدت أن الطرفين «لاحظا تطابق وجهات النظر، حول تقديم المزيد من المساعدة إلى المعارضة السورية المعتدلة التي تتصدى لـ(داعش) ولنظام (الرئيس السوري) بشار الاسد».

في السياق، أعلن وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والبريطاني فيليب هاموند، أمس، أن بلديهما على استعداد «لبحث» فكرة إقامة منطقة عازلة على الحدود بين تركيا وسورية.

وقال كيري للصحافيين إن «المنطقة العازلة فكرة مطروحة، تستحق البحث فيها كما انها جديرة بدراستها من كثب».

بدوره، قال هاموند إن لندن «لا تستبعد» فكرة إقامة منطقة عازلة لحماية النازحين بسبب النزاع على الحدود التركية السورية. وأقر بأن «فكرة إقامة منطقة عازلة يجري تداولها» منذ بعض الوقت، و«يتعين علينا استكشاف ذلك مع حلفاء وشركاء آخرين».

إلى ذلك، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أمس، إن اشتباكات عنيفة اندلعت في شرق مدينة عين العرب، بعدما شنّ تنظيم «داعش» هجوماً لاستعادة الأحياء التي فقد السيطرة عليها.

وأضاف أن ثلاثة من أفراد وحدات حماية الشعب (الكردية) قتلوا وأصيب عدد آخر منهم بجروح، وأن هناك خسائر بشرية مؤكدة في صفوف «داعش».

وكان المرصد ذكر في وقت سابق أن التنظيم انسحب الليلة قبل الماضية من مناطق عدة في شرق مدينة عين العرب، ومن الأطراف الجنوبية الغربية.

وأوضح أن الانسحاب جاء بعد استهداف «مواقعهم الخلفية بالغارات، ما خلّف خسائر بشرية في صفوفهم، كما تأكدت اصابة أربع عربات على الأقل للتنظيم».

وتمكن التنظيم مساء الاثنين الماضي، من دخول عين العرب التي يتقدم نحوها منذ اكثر من ثلاثة أسابيع، بعد معارك ضارية مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية. وسيطر على ثلاثة أحياء في شرق المدينة، وتمركز على بعض الأطراف الجنوبية والجنوبية الغربية، قبل أن يتمكن المقاتلون الأكراد من صده، ما اجبره على التراجع بعض الشيء.

وقال المرصد، أمس، إن غارات التحالف الدولي العربي خلال اليومين الماضيين شملت اطلاق 23 صاروخاً، قتل فيها ما لا يقل عن 45 مقاتلاً من التنظيم، معتبراً ان هذه الضربات «كان لها تأثير في قوة (داعش)».

وأمس، أعلن الجيش الأميركي في بيان، ان التحالف الدولي شنّ أمس، وأول من أمس، ست ضربات قرب مدينة عين العرب.

وقالت القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم)، التي تشمل الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، ان الولايات المتحدة وحلفاءها شنّوا تسع ضربات في المجموع على الأراضي السورية، بينها ست ضربات قرب عين العرب المجاورة للحدود مع تركيا.

وقال مدير اذاعة «آرتا.إف إم» الكردية مصطفى عبدي، من كوباني في اتصال مع «فرانس برس»، إن الغارة «استهدفت تجمعاً لمقاتلي (داعش)، وكنت اتابع بالمنظار وشاهدت إلقاء صاروخين على التجمع». وأضاف أن «هناك مجموعة هائلة من المتوحشين المسلحين بكل انواع السلاح والأحزمة الناسفة تطوق مدينة صغيرة، ومقاتلو وحدات حماية الشعب يستبسلون في الدفاع عن الأرض، لكنهم يحتاجون إلى أسلحة وذخيرة».

وبدأ تنظيم «داعش» هجومه في اتجاه كوباني في 16 سبتمبر الماضي، وسيطر على منطقة واسعة في محيطها، حتى فرض عليها حصاراً من ثلاث جهات، بينما تحدها تركيا من الجهة الرابعة. وقتل في المعارك اكثر من 400 شخص أغلبيتهم من المقاتلين من الطرفين، بحسب المرصد السوري. كما نزح اكثر من 300 ألف شخص.

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الأميرال جيمس كيربي، أمس، خلال مؤتمر صحافي إن «الضربات الجوية وحدها لن تنقذ كوباني. يجب أن تكون هناك جيوش قادرة، معارضة سورية معتدلة أو الجيش العراقي»، لهزم «داعش».

 

 

تويتر