التحالف يقصف مواقع للتنظيم في جنوب غرب المدينة «المهددة بالسقوط»

«داعش» يتوغل في «عيــن العرب».. وتركيا تدعو إلى تدخل بري لوقفه

صورة

توغل تنظيم «داعش»، أمس، وسط مدينة عين العرب (كوباني) مع امتداد المعارك العنيفة التي يخوضها مع المقاتلين الأكراد، لتشمل جنوب وغرب المدينة السورية، غداة سيطرة التنظيم على ثلاثة أحياء في شرق المدينة التي تشهد حرب شوارع.

وفي حين حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أن المدينة «على وشك السقوط» بأيدي التنظيم، مشدداً على ضرورة شن عملية برية لوقف تقدمه، شنت طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة غارات جديدة على مواقع للتنظيم في جنوب غرب المدينة.

وامتدت المعارك بين المقاتلين الأكراد وتنظيم «داعش» في مدينة عين العرب لتشمل جنوب وغرب المدينة السورية المحاذية للحدود التركية، غداة سيطرة المسلحين على ثلاثة أحياء في شرق المدينة.

وتدور حرب شوارع بين المقاتلين الأكراد وعناصر التنظيم في أحياء عدة من المدينة المهددة بالسقوط في أيدي التنظيم، على الرغم من ضربات التحالف الدولي التي يعتبرها الأكراد غير كافية.

وبعد ثلاثة أسابيع على بدء الهجوم على عين العرب تمكن «داعش» من الدخول إلى هذه المدينة الاستراتيجية الكردية الواقعة على الحدود مع تركيا.

وسيطروا أول من أمس على ثلاثة أحياء في الناحية الشرقية للمدينة قبل أن تتوسع المعارك، أمس، إلى جنوب وغرب المدينة التي تكتسي أهمية كبرى بالنسبة للأكراد الذين يدافعون عنها بضراوة، لكنهم أقل عدداً وتسلحاً من التنظيم المجهز بدبابات.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن حرب شوارع تدور في المدينة.

وأضاف أن التحالف شن غارات على الجانب الشرقي من عين العرب وعلى أطرافها الجنوبية الغربية سعياً لوقف تقدم التنظيم.

وقال مسؤول محلي في مدينة سروج، أقرب المدن التركية إلى كوباني، إن نحو700 شخص عبروا الحدود للجوء إلى تركيا خلال الليلة قبل الماضية، بينهم مدنيون ومقاتلون من وحدات حماية الشعب، أكبر ميليشيا كردية سورية.

وأكدت صحافية في «فرانس برس» على الحدود التركية القريبة، أن طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة شنت مجدداً صباح أمس، ضربات على مواقع يسيطر عليها التنظيم في جنوب غرب كوباني.

وخلت المدينة في الأسابيع الماضية من غالبية سكانها الذين تخوفوا من ردود انتقامية يقوم بها عناصر التنظيم الذين يرتكبون فظاعات في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في سورية والعراق مثل أعمال الاغتصاب والإعدام.

وأكد ناشط يدعى مصطفى عبدي في اتصال مع «فرانس برس»، أن طائرات التحالف ضربت مواقع التنظيم، لكنه أكد ان هذا القصف لم يترك أثراً في تقدم التنظيم على الأرض بعدما نصبوا الأعلام السوداء للتنظيم على بعد 100 متر شرق وجنوب شرق كوباني.

وقال ان «المقاتلين الاكراد لايزالون متفائلين، فهم ليسوا مجهزين إلا بأسلحة خفيفة، وإنما يعرفون جغرافياً المنطقة جيداً. وسيدافعون عن المدينة حتى آخر عنصر منهم».

وتتولى وحدات حماية الشعب الكردي، أبرز ميليشيا كردية سورية، الدفاع عن المدينة.

وعبر المسؤول الكردي إدريس نحسان أيضاً عن أسفه لأن الغارات «ليست كافية لهزيمة الإرهابيين على الارض» مطالباً «بأسلحة وذخائر».

والأحد وفي محاولة لصد تقدم الجهاديين الذين يحاصرون المدينة، فجرت مقاتلة في الـ20 من العمر نفسها ضد التنظيم شرق المدينة، ما أدى إلى مقتل «عشرات» منهم، كما أفادت مصادر كردية.

وهي المرة الأولى التي تنفذ فيها مقاتلة كردية مثل هذه العملية منذ بدء أعمال العنف في سورية في مارس 2011. وحذرت حركتها بالقول «إذا لزم الأمر فإن كل مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي سيقومون بالمثل».

إلى ذلك، أكد المرصد، أمس، أن أكثر من 400 شخص قتلوا في الهجوم الذي تتعرض له منذ ثلاثة أسابيع مدينة عين العرب.

وأوضح أن 219 من «داعش» قتلوا في الهجوم الذي بدأ في 16 سبتمبر الماضي، فيما قتل من الجانب الآخر 20 مدنياً و163 مقاتلاً كردياً من «وحدات حماية الشعب» (الكردية) و10 مسلحين قاتلوا إلى جانبهم. ونزح أكثر من 300 ألف شخص من عين العرب والمناطق المحيطة بها، وعبر أكثر من 180 ألفاً منهم الحدود نحو تركيا.

في السياق، حذر أردوغان، أمس، من أن مدينة عين العرب «على وشك السقوط» بأيدي «داعش».

وقال في كلمة نقلها التلفزيون أمام لاجئين سوريين في مخيم غازي عنتاب (جنوب)، إن «إلقاء القنابل من الجو لن يوقف الرعب. الرعب لن يتوقف بغارات جوية ما لم نتعاون لشن عملية برية مع الذين يخوضون المعركة على الأرض».

وأضاف «لقد مرت أشهر من دون تحقيق أي نتيجة. كوباني على وشك السقوط».

تويتر