تأهّب للقوات التركية على خط الحدود مع سورية

الأكراد يصدُّون هجوماً لـ «داعـش» بعد تسلله إلى عين العرب

صورة

صد مقاتلون أكراد، الليلة قبل الماضية، هجوماً لتنظيم «داعش» على مدينة عين العرب السورية (كوباني)، بعد معارك عنيفة أسفرت عن مقتل 19 مقاتلاً كردياً و27 مقاتلاً من التنظيم، بعد أن نجح للمرة الأولى في التسلل إلى داخل المدينة، وخسر في كمين شرق المدينة 20 من عناصره. في وقت وضعت فيه تركيا قواتها في حال التأهب على خط الحدود مع سورية، ضد أي تهديد محتمل.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن مقاتلين أكراداً صدوا هجوماً ليلياً لتنظيم «داعش» على مدينة عين العرب بعد معارك عنيفة. وتخلل الهجوم تفجير انتحاريين من التنظيم نفسيهما، في موقع قريب من مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية، على هضبة مشته نور الواقعة جنوب المدينة، من دون أن يعرف ما إذا كان التفجيران تسببا في خسائر بشرية، بحسب المرصد.

وجاء الهجوم بعد تفجير مقاتلة كردية نفسها في مقاتلين من التنظيم، الذين باتوا على مسافة قريبة جداً من المدينة الحدودية مع تركيا، على بعد أقل من كيلومتر في بعض المواقع، ونحو كيلومترين أو ثلاثة في مواقع أخرى.

وأفاد المرصد باشتباكات، أول من أمس، هي الأعنف في عين العرب، منذ بدء هجوم التنظيم في 16 سبتمبر الماضي، مشيراً إلى أنها أسفرت «عن مقتل ما لا يقل عن 19 مقاتلاً من وحدات حماية الشعب الكردي والكتائب الداعمة لها، وأكثر من 27 من تنظيم (داعش)».

وذكر مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، أن التنظيم حاول اقتحام البلدة، من خلال هجوم شنه من الجهتين الشرقية والغربية، لكن المقاتلين الأكراد صدوا الهجوم، مشيراً إلى تراجع وتيرة المعارك، صباح أمس، مع استمرار سقوط قذائف على المدينة بشكل متقطع.

ويحاول التنظيم، منذ نحو ثلاثة أسابيع، دخول عين العرب، ما سيتيح له السيطرة على شريط طويل ممتد بمحاذاة الحدود السورية - التركية. وتسهم الضربات الجوية، التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على مواقع التنظيم، في إعاقة عملية اقتحام المدينة.

وقال المرصد إن التنظيم يركز، منذ يومين، على الاستيلاء على كامل هضبة مشته نور، التي سيطر على أجزاء كبيرة منها. وهو يتقدم فيها حيناً ويتراجع أحياناً.

وفي حال تمكن من السيطرة على الهضبة المرتفعة والمطلة على المدينة، ستصبح المدينة كلها في مرمى نيرانهم، وتحت سيطرتهم عملياً.

في السياق، قتل 20 عنصراً من التنظيم في كمين شرق مدينة عين العرب، التي تمكنوا من دخولها للمرة الأولى منذ بدء الهجوم عليها، قبل أن يتصدى لهم المقاتلون الأكراد.

وقال عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن «20 مقاتلاً قتلوا في كمين نفذته وحدات حماية الشعب، بعد دخول هؤلاء المقاتلين إلى شارع 48» في مدينة عين العرب. وهذه المرة الأولى التي يتمكن فيها التنظيم من التسلل إلى المدينة، منذ بدء هجومهم عليها قبل نحو ثلاثة أسابيع، بهدف احتلالها والسيطرة بذلك على شريط طويل ممتد بمحاذاة الحدود السورية التركية.

إلى ذلك، ذكرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أن فوج المدفعية «أطمجا»، في لواء المدرعات الـ20 بالقوات المسلحة التركية، والمنتشر في ولاية شانلي أورفة جنوب تركيا، اتخذ جميع احتياطاته على خط الحدود بين تركيا وسورية ضد أي تهديد محتمل.

وأوضحت الوكالة أن الجنود المنتشرين في النقاط الحدودية بقضاء «سوروج»، في شانلي أورفة التابعة لقيادة كتيبة الحدود الثالثة في لواء المدرعات الـ20، أتموا استعداداتهم ضد أي هجمات محتملة من المجموعات الإرهابية.

وتنتظر العديد من الدبابات التركية على أهبة الاستعداد، على مدار 24 ساعة، بالتلال المطلة على عين العرب، التي تشهد اشتباكات عنيفة بين تنظيم «داعش» الإرهابي ومجموعات كردية.

كما يقوم الجنود المنتشرون على خط الحدود، الذي نشرت فيه القوات المسلحة التركية أنظمة مدفعية أتوماتيكية، بالحراسة ومراقبة الاشتباكات، فيما تتحرك عربات مدرعة قادرة على حمل تسعة جنود في المنطقة بشكل مستمر، للتدخل في حال حدوث أي أعمال شغب أو خرق للحدود. ويعمد جنود فوج المدفعية «أطمجا» إلى استقبال اللاجئين القادمين من سورية، وتأمين دخولهم إلى تركيا، فضلاً عن تأمين سلامة المواطنين الأتراك الذين يحاولون الاقتراب من الحدود.

من ناحية أخرى، ذكرت صحافية من «فرانس برس»، أن قوات الأمن التركية استخدمت، أمس، الغاز المسيل للدموع، لتبعد عن الحدود السورية التركية عشرات الصحافيين والمدنيين، ومعظمهم من الأكراد الذين يتابعون حصار عين العرب.

ووجهت قوات الأمن إنذاراً بمكبرات الصوت، قالت فيه «ارحلوا أو سنتدخل»، قبل أن تغرق المنطقة بسحابة من الغاز.

وأبعد المدنيون ووسائل الإعلام، الذين يحضرون يومياً المعارك العنيفة التي تدور بين «داعش» والمقاتلين الأكراد، من أجل السيطرة على كوباني، إلى مسافة 700 متر تقريباً عن الخط الفاصل بين سورية وتركيا.

وجاءت هذه الخطوة بعد إصابة خمسة أشخاص بجروح بقذيفة هاون سقطت داخل الأراضي التركية، على بعد بضعة كيلومترات من عين العرب. وسقطت القذيفة التي لم يعرف مصدرها على منزل على بُعْد كيلومترين من الحدود السورية على مشارف بلدة سروج.

تويتر