تركيا تنشر دبابات قرب عين العرب.. وتسعى إلى تفويض من النواب بالتدخل في سورية

التحالف الدولي يستهدف مــــعقل «داعش» في الرقة وحلب

صورة

نفذ التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة، الليلة قبل الماضية، ضربات جديدة استهدفت محافظتي الرقة، معقل تنظيم «داعش»، وحلب في شمال سورية. في وقت نشرت تركيا، أمس، دبابات على تل يطلّ على بلدة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية المحاصرة، بعد سقوط قذائف على الأراضي التركية مع قصف «داعش» للبلدة الذي بات يبعد عنها خمسة كيلومترات فقط، في وقت ستقدم الحكومة التركية إلى البرلمان مشروع قرار يجيز استخدام القوة في سورية، ويتيح لأنقرة الانضمام إلى التحالف ضد «داعش».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن قوات التحالف الدولي، شنّت ضربات جديدة استهدفت محافظتي الرقة، معقل «داعش» وحلب.

وأوضح أن طائرات تابعة للتحالف الدولي شنّت غارات على مناطق في أطراف مدينة الرقة، مضيفاً أنها «قصفت مدرسة عين العروس بالقرب من مدينة تل أبيض، كان يتخذها التنظيم مقراً له، ومبنى آخر في المنطقة».

وفي محافظة حلب، نفذ التحالف «ثلاث غارات على منطقة الصوامع في منبج، التي يسيطر عليها التنظيم بريف حلب الشمالي الشرقي، ما أدى إلى اندلاع نيران في منطقة القصف».

وكانت غارات قد استهدفت، السبت الماضي، الصوامع في هذه البلدة التي يتخذها التنظيم مقراً له وإحدى البلدات القليلة التي لايزال التنظيم المتطرف يسيطر عليها في المنطقة.

كما نفذت قوى التحالف، مساء الأحد، ضربات استهدفت معمل «غاز كونيكو»، الواقع بالقرب من بلدة خشام بالريف الشرقي لدير الزور، أكبر معمل للغاز في سورية، الذي يسيطر عليه التنظيم.

وتهدف الغارة إلى دفع التنظيم لمغادرة الموقع، على ما أورد المرصد.

ويغذي معمل كونيكو محطة توليد الكهرباء جندر في حمص (وسط)، التي تزود محافظات عدة بالكهرباء، كما يغذي مولدات كهرباء في حقل العمر النفطي، التي تزود بدورها، مناطق واسعة من ريف دير الزور الشرقي بالكهرباء، حسبما اشار المرصد.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما، أقرّ بأن الولايات المتحدة أساءت تقدير الخطر الذي يمثله تنظيم «داعش» في سورية. وقال في مقابلة مع شبكة «سي بي اس نيوز»، إن مقاتلي تنظيم القاعدة القدامى، الذين طردتهم الولايات المتحدة والقوات المحلية من العراق، تمكنوا من التجمع في سورية ليشكلوا تنظيم «داعش» الجديد الخطر.

وأضاف «أعتقد ان رئيس اجهزة الاستخبارات جيم كلابر، أقرّ بأنهم لم يحسنوا تقدير ما جرى في سورية».

وأكد أن جزءاً من الحل سيكون من خلال تمكن سورية والعراق من حل أزمتهما السياسية الداخلية.

من ناحية أخرى، قال مراسل من «رويترز»، إن دبابات تركية اتخذت مواقع على تل يطل على بلدة عين العرب السورية الحدودية المحاصرة، أمس، بعد سقوط قذائف على الأراضي التركية مع قصف «داعش» للبلدة.

وتمركزت 15 دبابة على الأقل، وصوب بعضها مدافعه باتجاه الأراضي السورية قرب قاعدة عسكرية تركية شمال غربي كوباني، وتصاعدت أعمدة من الدخان مع سقوط القذائف على شرق وغرب كوباني.

وبات التنظيم، أمس، على بُعد خمسة كيلومترات فقط من مدينة عين العرب، في أقرب مسافة يصلها التنظيم المتطرف إلى المدينة، منذ ان شنّ هجوماً عليها في منتصف سبتمبر. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أمس، «انهم على بُعد خمسة كلم إلى جنوب وجنوب شرق كوباني، انها اقرب مسافة وصلوا إليها»، مشيراً إلى أن «قذائف التنظيم الصاروخية اصابت للمرة الأولى مركز المدينة» الثالثة للأكراد في سورية.

ولفت عبدالرحمن إلى ان «16 قذيفة صاروخية على الأقل اصابت مركز المدينة للمرة الأولى، ما اسفر عن مقتل شخص وجرح آخرين»، معتبراً انه «القصف الأعنف على المدينة».

وأضاف ان القذائف الصاروخية «طالت كذلك الحدود التركية» في شمال المدينة.

في السياق، تقدم الحكومة التركية إلى البرلمان مشروع قرار، يجيز استخدام القوة في سورية، ويتيح لتركيا الانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة «داعش».

ونقلت شبكة «إن.تي.في» الإخبارية التلفزيونية عن رئيس البرلمان جميل جيجيك، قوله «يجب ان ترسل الاقتراحات إلى البرلمان غداً (اليوم)».

وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، قال، أول من أمس، إن النواب سيناقشون تلك الاقتراحات في جلسة علنية مقررة الخميس المقبل.

وأول هذه القرارات التقليدية، سيجدد فترة سنة، الإذن الذي منحه البرلمان للقوات المسلحة التركية للتدخل في العراق.

وكان هذا القرار يتيح حتى الآن لتركيا شنّ غارات على القواعد الخلفية لمتمردي حزب العمال الكردستاني المتحصنين في جبال قنديل في اقصى شمال العراق. وسيمنح القرار الثاني، وهو جديد، الموافقة نفسها على القيام بعمليات عسكرية على الأراضي السورية.

وبعد الرفض الصريح للمشاركة في التحالف الدولي، يبدو ان تركيا مستعدة للمشاركة بدورها في التدخل العسكري الذي يقوم به التحالف. وبررت رفضها التدخل بضرورة حماية 49 من رعاياها كان يحتجزهم رهائن منذ يونيو الماضي، تنظيم «داعش» في القنصلية التركية في مدينة الموصل.

وبعد الإفراج عنهم في 20 سبتمبر الجاري، شهد الموقف التركي تحولاً، وباتت تركيا تلمح إلى انها قد تنضم إلى جهود قتال المجموعات الإرهابية. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، «سنجري محادثات مع السلطات المعنية هذا الأسبوع، سنكون حيث يجب ان نكون، لا يمكن ان نبقى خارج» التحالف.

 

 

تويتر