النظام يستعيد «عدرا».. والأكراد يصدون هجوماً على «عين العرب».. ومجلس الأمن يتبنى قــراراً لــوقــف تجنيد الإرهابيين

ضــربات جـويـة جديـدة للتــحـالف الدولي في سورية تستهدف نفـــط «داعش»

لاجئون أكراد فروا إلى تركيا هرباً من تنظيم «داعش». رويترز

شنت قوات التحالف الدولي عشرات الغارات الجوية على أهداف ومعاقل لتنظيم «داعش» وجبهة النصرة في سورية، أمس، واستهدفت الغارات أيضاً 12 منشأة نفطية خاضعة لسيطرة «داعش» في شرق سورية، مع سعي الولايات المتحدة وشركائها لتجفيف منبع رئيس لأموال للتنظيم، وفي وقت تمكنت القوات الكردية في شمال سورية من صد تقدم «داعش» نحو مدينة عين العرب (كوباني) الحدودية، استعادت قوات النظام السوري بلدة «عدرا» الاستراتيجية شمال شرق دمشق ، بينما تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قراراً يهدف إلى وقف تجنيد وتحركات الإرهابيين الأجانب المشتبه فيهم، خصوصاً من تنظيم «داعش».

وتفصيلاً، استمرت لليوم الثالث على التوالي غارات قوات التحالف الدولي على مواقع ومقار «داعش»، ما أدى إلى مقتل 14 مسلحاً على الأقل من عناصر تنظيم «داعش»، وخمسة مدنيين، بحسب منظمة مراقبة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أمس، إن الغارات، الليلة قبل الماضية، أدت إلى مقتل 14 مسلحاً في محافظة دير الزور وخمسة مدنيين في الحسكة.

وقال مسؤولون أميركيون إن الليلة الثالثة من الضربات الجوية في وقت متأخر، أول من أمس، استهدفت 12 منشأة نفط خاضعة لسيطرة التنظيم في شرق سورية، في محاولة من قوات التحالف لوقف مصدر رئيس لدخل التنظيم.

وقالت القيادة المركزية الأميركية إنه تم تنفيذ 13 ضربة في المجمل ضد 12 مصفاة للنفط يسيطر عليها «داعش» الميادين والحسكة والبوكمال، بالإضافة إلى ضربة أخرى دمرت مركبة تابعة للتنظيم. وأضافت القيادة في بيان «مازلنا نقيم نتيجة الضربة على المصافي، لكن لدينا دلائل أولية على أن الضربات كانت ناجحة».

وقال الجيش الأميركي إن المصافي تدر ملايين الدولارات وتوفر الوقود لعمليات الجماعة المتشددة، وأضاف الجيش «هذه المصافي صغيرة الحجم توفر الوقود لعمليات تنظيم داعش، والأموال لتمويل هجماته المتواصلة في أنحاء العراق وسورية، وثروة اقتصادية لدعم عملياته في المستقبل».

وشن طيران التحالف سبع غارات على مدينة الميادين، وثلاثاً أخرى على بلدة الغورية شرقي دير الزور، واستهدفت الغارات معاقل «داعش». كما شن التحالف غارة جوية على مقار التنظيم في محيط جسر قرية قره قوزاق في ريف حلب الشمالي، وغارات أخرى على قرى وبلدت بريف عين العرب منتصف الليل.

وذكرت شبكة «سورية برس» أنه سمع دوي انفجارات في إدلب، مشيرة إلى أن قوات التحالف الدولي استهدفت مقار تابعة لجبهة النصرة. وأشارت الشبكة أيضاً إلى سبع غارات جوية على مقار تنظيم «داعش» في مدينة تل أبيض، أدت إلى مقتل عدد من عناصر التنظيم و12 مدنياً.

وقال مدير المرصد «قتل 141 مقاتلاً منذ بدء ضربات التحالف الدولي ضد الجهاديين في سورية»، مشيراً إلى أن هؤلاء هم «84 على الأفل من تنظيم (داعش)، و57 من (جبهة النصرة) المرتبطة بـ(القاعدة)». واشار إلى أن 12 مقاتلاً فقط من القتلى هم من السوريين، في حين أن الباقين هم من الأجانب «لاسيما من الأوروبيين والعرب والشيشانيين والأتراك».

ميدانياً، في سورية استعادت القوات النظامية السورية، أمس، السيطرة على بلدة عدرا العمالية شمال شرق دمشق، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ ديسمبر 2013، بحسب ما أفاد مصدر أمني سوري.

وقال المصدر «استعاد الجيش العربي السوري السيطرة على بلدة عدرا العمالية، وأعاد الأمن والاستقرار إليها». وتقع البلدة على مسافة نحو 30 كلم شمال شرق دمشق. وتعد هذه البلدة جزءاً من مدينة عدرا التي تتألف من عدرا العمالية وعدرا الصناعية وعدرا البلد. ويسيطر نظام الرئيس بشار الأسد على المنطقة الصناعية، بينما يسيطر المقاتلون على عدرا البلد.

وتعد المنطقة الصناعية في عدرا الأكبر في سورية. كما تسيطر القوات النظامية على الجزء المطل على الطريق الدولي بين دمشق وحمص. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن القوات النظامية تقدمت بشكل كبير في عدرا العمالية، إلا أن بعض الاشتباكات لاتزال تدور على أطرافها.

وقال مسؤولان كرديان إن القوات الكردية صدت تقدم مقاتلي «داعش» نحو مدينة عين العرب (كوباني) الحدودية، وأضافا أن التنظيم ركز مقاتليه جنوبي كوباني، وتقدم صوب المدينة، لكن قوات حماية الشعب الكردية صدت الهجوم. من جانبه، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قراراً يهدف إلى وقف تجنيد وتحركات الإرهابيين الأجانب المشتبه فيهم، خصوصاً من تنظيم «داعش».

وجاء القرار الذي صاغته الولايات المتحدة وأقره مجلس الأمن برعاية أكثر من 100 دولة، وحظي بموافقة جميع أعضاء مجلس الأمن الـ15 خلال اجتماع ترأسه الرئيس الأميركي، باراك أوباما. ويدعو القرار الدول الأعضاء إلى «منع ووقف» تجنيد وتنظيم وتجهيز الإرهابيين المشتبه فيهم.

كما دعا الدول الأعضاء إلى منع من يشتبه في كونهم إرهابيين من عبور الحدود من خلال تعزيز أمن الحدود ورصد وثائق السفر. ويعد القرار ملزماً قانونياً للدول الـ197 الأعضاء في الأمم المتحدة، لكنه لم يدع إلى أي عمل عسكري. ويقول مسؤولون أمريكيون إن 15 ألف مقاتل أجنبي من 80 دولة، من بينهم 2000 غربي، انضموا إلى المقاتلين المتشددين الإسلاميين.

 

 

تويتر