دمشق تعتبر أن ضربات التحالف تسير في الاتجاه الصحيح

«جبهة النصرة» تُخلي مقارها في إدلب

طفلان في مستشفى ميداني بعد إصابتهما بغارة للقوات النظامية على مدينة دوما بريف دمشق. أ.ف.ب

بدأت «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم القاعدة في سورية، أمس، إخلاء مراكزها في محافظة إدلب، شمال غرب البلاد، غداة بدء تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة شن ضربات ضد مواقع الإرهابيين في سورية. في وقت اعتبرت دمشق، أن الغارات الجوية ضد المتشددين تسير في الاتجاه الصحيح من حيث عدم التعرض للمدنيين أو الأهداف الحكومية.

وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان، أمس، قيام «آلاف العناصر» من «جبهة النصرة»، إضافة إلى اعضاء في «حركة أحرار الشام الإسلامية»، بإخلاء مراكزهم في محافظة إدلب، مشيراً إلى أن الحركة طلبت من عناصرها «إخلاء المقرات والورش والمعسكرات» و«إخطار المدنيين الموجودين بالقرب من المقرات بالابتعاد» عنها.

وتعد الحركة من أبرز مكونات «الجبهة الاسلامية» التي قاتلت إلى جانب «جبهة النصرة» منذ يناير الماضي في المعارك ضد تنظيم «داعش» المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة في سورية والعراق.

وبث حساب «مراسل إدلب» التابع للجبهة على موقع «تويتر» تغريدة يفيد فيها بـ«إجلاء معظم مقرات جبهة النصرة القريبة من المسلمين»، في اشارة إلى المواقع القريبة من أماكن سكنية. وأرفقت التغريدة بصورة تظهر مقاتلاً يحمل على ظهره عتاداً عسكرياً، وهو يخرج من بوابة سوداء اللون.

وأمرت الحركة أتباعها كذلك بإبعاد أجهزة التواصل الفضائية واللاسلكية عن المقار وعدم تشغيلها إلا للضرورة القصوى. ودعت إلى إخفاء الأسلحة الثقيلة وأهابت بالمدنيين الابتعاد عن قواعد الحركة.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت أنها قصفت و«قضت» على مجموعة صغيرة تعرف باسم «جماعة خراسان»، تتألف من عناصر سابقين من تنظيم القاعدة، كانت تستعد لشن هجمات في دول غربية. وأشارت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) إلى أن هذه المجموعة على صلة بـ«جبهة النصرة».

إلى ذلك، أدت الغارات الجوية إلى مقتل «أبويوسف التركي»، أبرز قناصي «جبهة النصرة» في غارة على معسكر تدريب في ريف حلب (شمال)، بحسب ما أفاد ناشطون سوريون أمس.

وقال ناشط في ريف ادلب إن القناص يبلغ من العمر 47 عاماً، وقدم إلى سورية منذ عام ونصف العام، «وقاتل ضد قوات النظام في ريف حماة (وسط) وإدلب واللاذقية (غرب)، قبل ان ينتقل إلى تدريب» قناصي الجبهة.

وقالت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات، إن التركي هو من «أشهر قناصي العالم».

في السياق، قال وزير المصالحة الوطنية السورية علي حيدر لـ«رويترز»، أمس، إن الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد المتشددين تسير في الاتجاه الصحيح من حيث إبلاغ الحكومة السورية وعدم التعرض للمدنيين أو الأهداف الحكومية.

وقالت الولايات المتحدة، أول من أمس، إن سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة سامنثا باور أبلغت نظيرها السوري بشار الجعفري بأن ضربات جوية ستقع، لكن واشنطن استبعدت التنسيق مع الأسد الذي تعتبره جزءاً من المشكلة. وعلى الرغم من ترحيب الوزير السوري بالضربات الجوية، فإنه قال إن الأمر يحتاج إلى ما هو أكثر من هذا العمل العسكري.

وأضاف أن «الحرب على الارهاب ليس لها شكل واحد. الغارات الجوية لا تشكل الوسيلة الوحيدة لمحاربة الإرهاب، ومن دون شك العمل العسكري قد يطول، وهذا جزء من مشروع محاربة الإرهاب». وأكد أنه «ليس لدينا مشكلة أن تقوم الدول بواجبها تجاه محاربة الإرهاب ولكن دون أن يكون هناك تدخل في الشؤون الداخلية».

 

تويتر