الأسد يدعم «أي جهد دولي» لمكافحة الإرهاب.. و«الائتلاف» يطالب بالضغط على دمشق

التحالف يشن غاراته الأولى علـــى «داعش» في ســوريــة بمــشــاركـــة الإمـــارات

سوريون على أنقاض منزل تهدم بالضربات الجوية لقوات التحالف في قرية كفر دريان بريف إدلب التي تضم قاعدة لـ«جبهة النصرة». أ.ب

شن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، للمرة الأولى، فجر أمس، غارات على مواقع لتنظيم «داعش» في شمال وشرق سورية، بمشاركة القوات الجوية لدولة الإمارات، أسفرت عن مقتل 120 عنصراً من التنظيم، في مرحلة جديدة من الهجوم على الإرهابيين الذين تتم محاربتهم في العراق أيضاً. وفيما أكد الرئيس السوري بشار الأسد تأييد بلاده «لأي جهد دولي» يصب في مكافحة الارهاب، رحب الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية بالضربات الجوية التي شنها التحالف، داعياً إلى مواصلة الضغط على حكومة الأسد.

وشنت الولايات المتحدة وحلفاؤها للمرة الاولى غارات على مواقع لتنظيم «داعش» في شمال وشرق سورية.

وأصدرت وزارة الخارجية الإماراتية، أمس، بياناً تؤكد فيه أن القوات الجوية لدولة الإمارات شنت أولى ضرباتها ضد أهداف «داعش» مساء أول من أمس. وقالت الوزارة في بيانها إن العملية جرت بالتنسيق مع القوات المشاركة في الجهود الدولية ضد «داعش».

وتعد هذه العملية التدخل الأجنبي الأول منذ اندلاع النزاع منذ أكثر من ثلاث سنوات في سورية، حيث يسيطر التنظيم على مناطق واسعة متاخمة للحدود العراقية التركية في شمال وشرق البلاد.

وأعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، أن الجيش الأميركي و«شركاء» شنوا للمرة الأولى غارات على مواقع لتنظيم «داعش» في سورية بواسطة مقاتلات وقاذفات وطائرات من دون طيار، وتم إطلاق 47 صاروخ توماهوك من سفن أميركية موجودة في البحر الأحمر ومنطقة الخليج.

وقالت إن الولايات المتحدة تلقت دعماً في ضرباتها ضد التنظيم من حلفائها العرب، الإمارات والبحرين والأردن والسعودية وقطر. وأكدت الوزارة أن «الضربات دمرت أو ألحقت أضراراً بأهداف عدة لداعش، بما فيها مقاتلون ومجموعات تدريب ومقار ومنشآت قيادة ومخازن ومركز تمويل وشاحنات إمدادات وآليات عسكرية».

واستهدفت الغارات التنظيم في معقله في الرقة إلى جانب أهداف على الحدود بين سورية والعراق في دير الزور (شرق) والحسكة (شمال شرق) والبوكمال (شرق)، حيث تم تدمير الاهداف او إلحاق الأذى بها.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن التحالف الدولي شن نحو 40 غارة وضربات جوية ضد مواقع «داعش» أسفرت عن مقتل 120 منهم على الأقل.

كما نفذت القوات الاميركية ضربات ضد مجموعة متطرفة أخرى توجد في حلب (شمال)، هي «مجموعة خراسان» التي تضم عناصر سابقين من «القاعدة».

وعزا البيان سبب الضربة «لإحباط الهجوم الوشيك ضد الولايات المتحدة ومصالح غربية الذي كانت تخطط له» المجموعة.

وانضمت عناصر «مجموعة خراسان» إلى تنظيم «جبهة النصرة» (ذراع تنظيم القاعدة في سورية)، حسبما أكد المرصد، مشيراً إلى مقتل 50 من التنظيم خلال الغارات. كما قتل ثمانية مدنيين بينهم ثلاثة أطفال في الضربات في شمال شرق محافظة حلب. وأشار المرصد إلى إصابة 300 عنصر من تنظيم «داعش» بجروح بينهم أكثر من 100 جريح بحالة حرجة، وتم نقلهم إلى العراق.

في السياق، أعلن الأردن، أمس، أن طائراته أغارت على مواقع لـ«مجموعات إرهابية»، و«دمرت أهدافاً منتخبة» على الحدود مع سورية والعراق، مؤكداً أن هذا «جزء من القضاء على الإرهاب في عقر داره». ونقل بيان للقوات المسلحة الأردنية عن مصدر عسكري مسؤول قوله، إن تشكيلات من طائرات سلاح الجو الملكي دمرت أهدافاً منتخبة تعود لبعض الجماعات الإرهابية التي دأبت على إرسال بعض عناصرها الإرهابية لتنفيذ اعمال تخريبية داخل المملكة.

وأشار المصدر نفسه في البيان إلى ان الاهداف كانت على الحدود الشمالية (مع سورية) والشرقية (مع العراق).

وأضاف أن القوات المسلحة «لن تتردد في توجيه رسالة حاسمة لتلك الجماعات في أوكارها بأن أمن الحدود وسلامة المواطنين الأردنيين لن تكون محل مساومة وتهاون».

بدورها، أكدت البحرين أن طيرانها الحربي شارك، أمس، في الضربات الجوية ضد مواقع «داعش» في سورية.

وقال بيان رسمي نشرته وكالة الانباء الرسمية البحرينية، إن «تشكيلات من سلاح الجو الملكي البحريني وبالاشتراك مع القوات الجوية الشقيقة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقوات الحليفة والصديقة، قامت بضرب وتدمير عدد من المواقع والأهداف المنتخبة للجماعات والتنظيمات الإرهابية ضمن الجهد الدولي المتعلق بحماية الامن الاقليمي والسلام الدولي».

إلى ذلك، أكد الرئيس السوري تأييد بلاده «لأي جهد دولي» يصب في مكافحة الارهاب. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن الأسد قوله خلال استقباله مبعوث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ومستشار الأمن الوطني في العراق فالح فياض، إن بلاده «مع أي جهد دولي يصب في مكافحة الارهاب، وإن نجاح هذه الجهود لا يرتبط فقط بالعمل العسكري على أهميته بل أيضا بالتزام الدول بالقرارات الدولية ذات الصلة».

من جهتها، قالت وزارة الخارجية السورية في بيان بثه التلفزيون السوري، إن «سورية مع أي جهد دولي يصب في مكافحة الإرهاب مهما كانت مسمياته من داعش أو جبهة النصرة أو غيرهما، وتشدد على ان ذلك يجب أن يتم مع الحفاظ على حياة المدنيين الأبرياء وتحت السيادة الوطنية ووفقاً للمواثيق الدولية».

وأشارت إلى أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم تلقى أول من أمس، رسالة من نظيره الأميركي جون كيري عبر وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري «يبلغه فيها أن أميركا ستستهدف قواعد تنظيم داعش الإرهابي وبعضها موجود في سورية». وأضاف البيان، أن سورية «إذ تؤكد أنها كانت ومازالت تحارب هذا التنظيم، فإنها لم ولن تتوقف عن محاربته بالتعاون مع الدول المتضررة منه بشكل مباشر وعلى رأسها العراق الشقيق، وتشدد في هذا الإطار على أن التنسيق بين البلدين مستمر وعلى أعلى المستويات لضرب الإرهاب».

ورحبت المعارضة السورية بالضربات الجوية.

وقال رئيس الائتلاف المعارض، هادي البحرة، في بيان، أمس، إن المجتمع الدولي «انضم إلى صراعنا ضد داعش».

وأضاف «لقد دعونا إلى القيام بضربات جوية كتلك التي بدأت بعد تردد وقلق كبير، ونشدد على ضرورة اتخاذ كل الاحتياطات لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين».

وإذ أيد الائتلاف المعارض الضربات التي استهدفت التنظيم، إلا أنه حث كذلك على مواصلة الضغط على نظام الأسد.

وقال البحرة إنه «لا يمكن الانتصار على هذه الحرب بالقوة العسكرية وحدها».

وأضاف أن ذلك «يتطلب استراتيجية شاملة مع المكونات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويمكن للمجتمع الدولي أن يدعم هذه العملية، لكن يجب أن يقودها وينفذها السوريون».

تويتر