كيري يسعى للحصول على دعم أنقرة ضدّ «التنظيم».. وهولاند مستعد لزيادة المساعدات العسكرية للعراق

دمشق تطالب بإشراكها في التحالف الدولي لمواجهة «داعش»

صورة

اعتبرت المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد، بثينة شعبان، أن بلادها «لابد» أن تكون جزءاً من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم «داعش». وفي وقت أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في أنقرة، محادثات تهدف إلى تشكيل ائتلاف ضد التنظيم، بعد أن رفضت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، السماح باستخدام قواعدها الجوية لشنّ هجمات ضد المسلحين المتطرفين، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بغداد استعداد بلاده لزيادة مساعدتها العسكرية للعراق.

وقالت بثينة شعبان في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، إن سورية «لابد» أن تكون جزءاً من التحالف الذي تقوده واشنطن لمواجهة «داعش»، غداة إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما، حملة «بلا هوادة» على التنظيم، مبدياً عزمه على توجيه ضربات جوية ضده في سورية، وتوفير الدعم للمعارضة المسلحة «المعتدلة» ضد نظام الأسد.

وأضافت شعبان أن «الإرهاب لم يبدأ اليوم في سورية، بل منذ أربع سنوات (في إشارة إلى تاريخ اندلاع النزاع السوري منتصف مارس 2011)، ولابد ان تكون ضحيته (دمشق) والمتضرر منه عنصراً أساسياً في محاربته».

ورأت أن خطاب أوباما «احتوى على العديد من الثغرات، ولم يتضمن شيئاً جديداً»، مشيرة إلى ان «القرار الدولي رقم 2170 اتخذ بالإجماع في مجلس الأمن (منتصف أغسطس الماضي)، ولذلك من المفترض ان تكون كل الأطراف التي وافقت عليه جزءاً من مكافحة الإرهاب».

وأضافت أن «الولايات المتحدة استثنت روسيا والصين (حليفتا النظام السوري) من الدعوة إلى مكافحة الإرهاب، وهذا يشكل ثغرة ثانية».

وتعهدت 10 دول عربية خلال اجتماع امس في جدة، العمل مع واشنطن ضد تنظيم «داعش». وحضرت تركيا الداعمة للمعارضة السورية هذا الاجتماع، إلا انها لم تشارك في بيانه الختامي.

وفيما أكدت واشنطن ان خطتها لن تتضمن نشر قوات على الأرض، قالت شعبان إن «أي قوى مهما كانت عظيمة لا تستطيع أن تحارب الإرهاب من وراء البحار أو بالطائرات فلابد لها أن تسأل وتتواصل مع ضحايا الإرهاب والذين يعانونه».

وكان وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر، اعتبر، أول من أمس، أن أي عمل عسكري ضد «داعش» ينفذ في سورية من دون موافقة النظام او التنسيق معه، سيعد بمثابة «اعتداء».

ويسيطر التنظيم المتطرف بشكل كامل على محافظة الرقة في شمال سورية، وأغلبية محافظة دير الزور (شرق)، إضافة إلى مناطق واسعة في شمال العراق وغربه.

من ناحية أخرى، بحث كيري في أنقرة مع المسؤولين الأتراك وفي مقدمهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تشكيل ائتلاف ضد تنظيم «داعش»، بعد ان رفضت تركيا السماح باستخدام قواعدها الجوية لشنّ هجمات ضد المسلحين المتطرفين.

وحضرت تركيا اجتماع جدة، لكن وزير خارجيتها لم يوقع البيان الختامي، الذي تعهد فيه المشاركون بتعزيز تدابير المواجهة لضرب تنظيم «داعش»، ولم يصدر في أنقرة أي تعقيب على ذلك.

وفي بغداد، أعلن الرئيس الفرنسي، أن فرنسا مستعدة لزيادة مساعدتها العسكرية للعراق، بعد لقاء مع رئيس الوزراء حيدر العبادي.

وقال هولاند خلال مؤتمر صحافي مشترك مع العبادي «جئت إلى هنا إلى بغداد، لأعلن استعداد فرنسا لزيادة المساعدة العسكرية للعراق». وأضاف «سمعت طلب رئيس الوزراء العراقي، نعمل مع الحلفاء على عدد من الفرضيات».

وتملص هولاند من الرد على سؤال حول احتمال توجيه ضربات جوية فرنسية، كما انه أبقى على الغموض في ما يخص الوسائل العسكرية التي بإمكان فرنسا تقديمها، في حين أصر العبادي من جهته على أهمية الدعم الجوي من جانب الحلفاء.

ويبدو أن الرئيس الفرنسي لا يريد الدخول في التفاصيل، قبل ان يحدد المؤتمر الدولي حول السلام والاستقرار المزمع انعقاده في باريس، الاثنين المقبل، موقفاً سياسياً مسبقاً.

وقال إن المؤتمر يأتي في «وقت حساس مع المعركة التي تخاض ضد التنظيم المتطرف، الذي بإمكانه ان يمتد إلى ما يتجاوز العراق وسورية».

وأضاف «لذا، فإن هذا التهديد الشامل يستدعي رداً شاملاً، والإرهاب يهددنا، لأن المقاتلين يصلون من كل الدول، وبإمكانهم الرجوع وارتكاب افعال أخرى».

بدوره، أكد العبادي أن تنظيم «داعش» يشكل تهديداً للعراق والمنطقة والعالم، وعلى المجتمع الدولي دعم العراق لمواجهة هذا التهديد.

وقال إن «قدراتنا الجوية ليست بالمستوى المطلوب، ونحتاج إلى غطاء جوي من حلفائنا، وان فرنسا ستشارك في ضرب مواقع الإرهاب».

وأضاف أن «العراق لديه الكثير من المقاتلين، وهو بحاجة إلى غطاء جوي، لأننا قادرون على الأرض في مواجهة (داعش)، وعلى المجتمع الدولي مساعدتنا على ايقاف الهجمة البربرية». وكان هولاند وعد بدعم بلاده للحكومة العراقية الجديدة، التي «تشكلت بطريقة ديمقراطية»، بعيد وصوله إلى بغداد، حيث التقى الرئيس فؤاد معصوم.

وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي «حرصت على ان أكون حاضراً اليوم هنا في بغداد، لتأكيد دعم فرنسا وتضامنها» مع الحكومة العراقية الجديدة، التي «تشكلت بطريقة ديمقراطية، وتمكنت من جمع كل مكونات الشعب العراقي».

وأكد أن تضامن فرنسا مع العراق «هو أيضاً تضامن إنساني وأمني»، مشدداً على ان العراق يواجه «عدواً، مجموعة إرهابية لا تعترف بالحدود».

من جانبه، قال الرئيس العراقي «كان لقاؤنا جيداً وبحثنا مختلف الأوضاع لاسيما ما يتعلق بدعم العراق من كل النواحي لمحاربة هذه المجموعات الإرهابية». كما شكر الرئيس الفرنسي وفرنسا على التعبئة الدولية وتعبئة الجهود من أجل إنجاح المؤتمر الذي سيعقد الاثنين في باريس.

 

تويتر