«جبهة النصرة» تشترط شطبها من القائمة الدولية لـ «الإرهاب» مقابل إطلاق الجنود الفيجيين في الجولان

الأمم المتحدة توفر الغذاء لـ 4 ملايين سوري في أغســــطس

صورة

أعلن برنامج الأغذية العالمي، أمس، توزيع المواد الغذائية على أربعة ملايين سوري، خلال شهر أغسطس الماضي، نتيجة تحسن فرص الوصول إلى الداخل السوري. في وقت كشف فيه الجيش الفيجي أن «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم القاعدة في سورية، التي تحتجز 45 جندياً فيجياً من قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في هضبة الجولان السورية المحتلة، تطالب بإخراجها من لائحة الأمم المتحدة، ودفع تعويضات عن أعضاء قتلوا خلال المعارك، مقابل إطلاق الجنود الدوليين المحتجزين لديها.

وقال برنامج الأغذية العالمي، في بيان، إنه «قام بتوزيع المواد الغذائية على عدد قياسي من الأشخاص داخل سورية، حيث وصلت المساعدات خلال شهر أغسطس الماضي إلى نحو 4.1 ملايين شخص».

وأوضح أن ذلك يأتي «نتيجة تحسن فرص الوصول، مع ازدياد عمليات العبور في الداخل السوري، بالإضافة إلى ازدياد عدد القوافل العابرة للحدود».

وأضاف البرنامج أنه «سلك مع شركائه في العمل الإنساني، على مدار الأسابيع الستة الماضية، طرقاً عدة لتوصيل المساعدات إلى أكثر من 580 ألف شخص، أي ما يزيد على أربعة أضعاف عدد الأشخاص الذين تم الوصول إليهم خلال الأسابيع الستة التي سبقتها، والبالغ عددهم 137 ألف شخص».

وأشار إلى أن نحو خمس قوافل عبرت الحدود، ابتداء من 25 يوليو الماضي، عبر معبر الرمثا من ناحية الأردن، ومعبر باب السلام من ناحية تركيا، لنقل الحصص الغذائية.

وأوضح أن الحصص الغذائية تشتمل على «الأرز والعدس والزيت والمكرونة والبرغل والأغذية المعلبة ودقيق القمح والفول والملح والسكر، لتوصيلها إلى نحو 69 ألف نسمة في المناطق التي يصعب الوصول إليها بمحافظات: حلب، وإدلب، والقنيطرة، ودرعا».

ووافق مجلس الأمن الدولي على إدخال المساعدات الدولية من أربعة معابر حدودية في يوليو الماضي. وتبنى المجلس القرار 2165، الذي يسمح بعبور القوافل للحدود السورية، عبر أربع نقاط حدودية، هي: باب السلام، وباب الهوا في تركيا، واليعربية في العراق، والرمثا في الأردن.

وقال منسق عمليات الطوارئ لبرنامج الأغذية العالمي للأزمة السورية، مهند هادي، إننا «نقدم المساعدات الغذائية العاجلة إلى عدد متزايد من الأشخاص كل يوم، حيث كان معظمهم يعاني الجوع لأشهر».

وأضاف «سنعمل خلال الأسابيع والأشهر المقبلة بناء على ما تحقق من مكاسب، ونأمل استمرار التزام جميع أطراف النزاع في تيسير وصولنا إلى النساء والأطفال والأسر عموما، الذين لم نصل إليهم بالمناطق المشتعل فيها الصراع».

وبحسب البيان، فإن «الصراع الممتد على نطاق واسع، وانعدام الأمن في سورية، يظلان من أسباب إعاقة وصول برنامج الأغذية العالمي إلى أماكن كثيرة داخل البلاد، لاسيما في المحافظات الشمالية مثل الحسكة، ودير الزور، والرقة».

وأشار البرنامج إلى أنه «يحتاج إلى زيادة ما يقدمه من مساعدات أسبوعياً، بقيمة 35 مليون دولار، لتلبية الاحتياجات الغذائية للأسر المتضررة من النزاع في سورية، واللاجئين في البلدان المجاورة».

وأعلنت الأمم المتحدة، يوم الجمعة الماضي، أن عدد اللاجئين السوريين، الذين فروا من بلادهم هرباً من النزاع الجاري فيها، تخطى ثلاثة ملايين، بينهم مليون خلال عام 2013 وحده.

وإلى جانب اللاجئين، أدت أعمال العنف إلى نزوح أكثر من 6.5 ملايين نسمة داخل البلاد، ما يعني أن نحو 50% من السوريين اضطروا إلى مغادرة منازلهم، بحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة.

وتؤكد الأمم المتحدة أن نصف السكان في سورية يعانون الجوع منهم 6.5 ملايين شخص يعانون نقصاً شديداً في الأمن الغذائي، ولا يستطيعون العيش أو إطعام عائلاتهم من دون مساعدة خارجية.

من ناحية أخرى، قال قائد الجيش الفيجي، موزيسي تيكويتوغا، إن «جبهة النصرة»، التي احتجزت الأسبوع الماضي 45 جندياً فيجياً من قوات الأمم المتحدة في هضبة الجولان، تطالب برفع التنظيم من القائمة الدولية للإرهاب، ودفع تعويضات عن أعضاء قتلوا خلال المعارك.

وأوضح أن الجبهة تطالب أيضاً بإرسال مساعدات إنسانية إلى مدينة صغيرة، ضمن معقلها بالقرب من دمشق، وبدفع تعويضات مالية لثلاثة من عناصرها أصيبوا بجروح في الأيام الأخيرة.

وقال تيكويتوغا «هذه هي المطالب الرسمية (لجبهة النصرة)، لقاء إطلاق سراح جنودنا»، موضحاً أنه تم نقل المطالب إلى الأمم المتحدة.

وأشارت الصحف الفيجية إلى أن الجبهة طالبت أيضاً بالإفراج عن أبومصعب السوري، المعروف أيضاً بـ«مصطفى ست مريم نصار»، وهو مسؤول في تنظيم القاعدة، اعتقل في باكستان عام 2005، وتحتجزه السلطات السورية حالياً.

ووصل فريق من مفاوضي الأمم المتحدة إلى هضبة الجولان قادمين من نيويورك، بحسب تيكويتوغا.

وأضاف تيكويتوغا «مع الأسف لم نحرز أي تقدم، جنودنا موجودون في مكان سري، والمتمردون يرفضون أن يكشفوا عنه». وأشار إلى أن الخاطفين أكدوا أن الجنود بخير، وتم إبعادهم عن مناطق المواجهات.

وقال إن مقاتلي «جبهة النصرة» أكدوا لنا مرة جديدة أن «الجنود الفيجيين» يلقون معاملة حسنة، ويحصلون على الطعام، وتؤمن لهم الحماية. وكانت «الجبهة» تبنت، الخميس الماضي، خطف 45 جندياً من عناصر قوة الأمم المتحدة، لفض الاشتباك في الجولان، والمكلفة مراقبة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسورية منذ 1975.

وفي بيان نقله مركز «سايت» الأميركي لمراقبة المواقع الإسلامية، أكدت الجبهة التي تقاتل إلى جانب المعارضة المسلحة في سورية أنها تحتجز الجنود «رداً على كل ما سبق من جرائم وتواطؤ للأمم المتحدة» مع النظام السوري، الذي يشن حرباً ضد مقاتلي المعارضة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

واحتجز الجنود إثر معارك بين الجيش ومجموعات مسلحة، من بينها «النصرة» بالقرب من القنيطرة المنزوعة السلاح، وحيث تقوم القوات الدولية بدورياتها. وأعلن قائد الجيش الفلبيني الجنرال غريغوريو كاتابنغ الابن، أن 75 جندياً دولياً من قواتها، كانوا محاصرين بسبب المعارك هم في امان الآن، بعد تمكنهم من الهرب.

إلى ذلك، رفع مقاتلو المعارضة «علم الثورة» على الجانب الذي تسيطر عليه سورية لمعبر القنيطرة في هضبة الجولان.

تويتر