حذر من خطر «داعش» على الخليج والأردن

نصرالله: لولا مشاركتنا في سورية لوقعَت المعركة في بيروت

صورة

أكد الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصرالله، أمس، أنه لولا مشاركة حزبه في القتال في منطقتي القصير والقلمون السوريتين لوقعَت المعركة في بيروت والساحل، ووصف تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) الذي سيطر على أراضٍ في العراق وسورية بأنه «وحش ينمو»، وقد يهدد الأردن والسعودية والكويت وغيرها من دول الخليج.

وقال نصرالله في مقابلة مع جريدة «الأخبار» اللبنانية، نشرت أمس، «لو لم يقاتل حزب الله في القصير وفي القلمون، لم تكن المعركة الأخيرة في عرسال فقط. كان البقاع خلص، وكانوا وصلوا إلى الجبل وعكار والساحل، ولكانت المعركة في بيروت والجنوب. هذا أكيد».

ورأى أن «تقديم شهداء لحفظ كل هذه الأنفس والأعراض والدماء والأموال واجب عقلي وديني وشرعي وأخلاقي ووطني وإنساني».

وأضاف نصرالله أن «الذهاب للقتال في سورية هو، في الدرجة الأولى، للدفاع عن لبنان وعن المقاومة في لبنان وعن كل اللبنانيين من دون استثناء، وقد جاءت حادثة عرسال الأخيرة لتؤكّد رؤيتنا، حتى لو أراد خصمنا المكابر أن يقرأها من زاويته».

وقال «كنا حريصين منذ البداية على التأكيد أن وجودنا في سورية ليس على أساس طائفي، وأننا ساعدنا المقاومة في العراق على أساس غير طائفي أيضاً، ونحن ساعدنا حماس والجهاد والفصائل الفلسطينية وهم سنّة».

وأوضح أنه «عندما بدأت الأحداث في سورية كذلك، حولوا الصراع إلى صراع طائفي ومذهبي بالتعبئة والتحريض والخطابات واستنهاض مقاتلين من كل أنحاء العالم»، مشيراً إلى أن «المعركة في سورية تعطينا إضافات نوعية في أي معركة مع العدو الإسرائيلي».

ولفت نصرالله إلى أنه «عندما يقدم أي مساعدة أو مساندة في أي ساحة من الساحات، فإن حساباته لا تكون طائفية، بل انطلاقاً مما نسميه معركة الأمة ومشروع الأمة ومصلحة أوطاننا وشعوبنا». مضيفاً أنه «لا نقاش في صلة حزب الله بالصراع مع العدو الإسرائيلي، وبالوقائع الميدانية داخل فلسطين».

وعما إذا كانت سورية تساعد جدياً في معالجة ملف النازحين السوريين إلى لبنان، عبر السماح لهم بالعودة، قال نصرالله «البعض يستطيع العودة والعيش في أمن وأمان، هناك مناطق بكاملها، في ريف دمشق والقلمون وحمص وغيرها، قاتل فيها مسلحون الدولة ثلاث سنوات، ثم دخلوا في تسويات، واليوم لا أحد يتعرض لهم».

وأضاف «دعونا نبحث عن الأسباب الحقيقية لتمسك البعض بالنزوح إلى لبنان تحديداً، هذا يحتاج إلى إرادة جدية لدى النازحين أولاً، وقرار من بعض القوى السياسية ثانياً بوقف استخدام النازحين ضد النظام إنسانياً وأخلاقياً وأمنياً وسياسياً».

إلى ذلك، رأى نصرالله أنه لم يعد للمعارضة السورية الخارجية في المعادلة السياسية والميدانية «أي قيمة أو تأثير».

وأضاف أن الميدان في سورية «تحكمه المجموعات المسلحة، حتى الجيش الحر لم يكن جيشاً، بل كان تجميعاً لجماعات مسلحة منفصلة بعضها عن بعض، تنسّق في ما بينها أحياناً، وتتصارع في أحيان كثيرة على الغنائم وعلى الحاجز وعلى المعبر الحدودي. عملياً الآن الميدان أصبح جزءاً أساسياً منه مع (داعش)، وجزء أقل مع جبهة النصرة، وجزء مع ما سُمّي في التجميع الأخير الجبهة الإسلامية».

كما وصف نصر الله تنظيم «داعش» بأنه «وحش ينمو»، وقد يهدد الأردن والسعودية والكويت وغيرها من دول الخليج.

وقال إن «الدولة الإسلامية تستطيع بسهولة تجنيد مقاتلين في المناطق التي يروج بها فكرها المتشدد».

وأضاف «يبدو أن الإمكانات والأعداد والمقدرات المتحدة لداعش ضخمة وكبيرة، وهذا ما يثير قلق الجميع، وعلى الجميع أن يقلق».

وأقر بأن دور «حزب الله» في سورية ساعد الرئيس بشار الأسد على التصدي لمقاتلي المعارضة ضد حكمه في مناطق حيوية من البلاد، بينها دمشق ومنطقة تمتد شمالاً من العاصمة «لكن مناطق واسعة في شمال وشرق سورية سقطت في أيدي الدولة الإسلامية». وقال نصرالله «هذا الخطر لا يعرف شيعياً أو سنياً ولا مسلماً أو مسيحياً أو درزياً أو إيزيدياً أو عربياً أو كردياً. هذا الوحش ينمو».

تويتر