«التنظيم» يسيطر على سد الموصل.. والأمم المتحدة تحذّر من «مأساة إنسانية»

«داعش» يستولي على قضاء سنجار الحدودي مع سورية

متطوع في الجيش العراقي في وضع الاستعداد تحسّباً لمعارك مع تنظيم «داعش» في محافظة ديالى. أ.ف.ب

استولى تنظيم «الدولة الإسلامية»، أمس، على قضاء سنجار الواقع قرب الحدود العراقية السورية، بعد انسحاب قوات البيشمركة الكردية التي كانت تسيطر عليه، والتي خسرت ثلاث بلدات وحقلاً نفطياً في القضاء، ما أدى إلى نزوح جماعي للسكان، بحسب ما أفاد مسؤول كردي محلي، كما سيطر التنظيم على سد الموصل بعد انسحاب القوات الكردية أمام تقدم المقاتلين، ما يعزز مساعي التنظيم للإطاحة بحكومة بغداد.

المالكي يبحث عن تطمينات قانونية للتخلّي عن منصبه

 

صرّح برلماني في تيار الأحرار المقرب من رجل الدين مقتدى الصدر، طارق الخيكاني، أن رئيس الحكومة المنتهية ولايته، نوري المالكي، طلب الحصول على تطمينات من التحالف الوطني بشأن عدم محاسبته قانونياً على جميع الاحداث التي حصلت خلال فترة حكمه للعراق، والتي استمرت ثمانية أعوام.

وقال الخيكاني لصحيفة «المدى» إن تمسك المالكي بترشيحه لمنصب رئاسة الوزراء أعاق التحالف الوطني عن تقديم مرشحه للكتل السياسية. وأضاف أن جميع الكتل المنضوية داخل دولة القانون بزعامة المالكي أبدت مرونة في تقديم مرشح توافقي بدلاً من المالكي استجابة لرأي المرجعية، وأن التحالف الوطني سيحسم تسمية مرشحه لرئاسة الحكومة وفق التوقيتات الدستورية.

وتفصيلاً، رفع مسلحو التنظيم راياتهم على المباني الحكومية في هذا القضاء الذي تقطنه الأقلية الايزيدية بعد أن هاجموه أمس، واشتبكوا مع قوات البيشمركة الكردية التي تركت مواقعها وانسحبت إلى منطقة جبلية خارج المدينة.

وقام المسلحون، الذين استخدموا سيارات عسكرية استولوا عليها في مدينة الموصل، بتفجير مرقد السيدة زينب في سنجار.

وقال المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني، خيري سنجاري، إن «قوات البيشمركة انسحبت من قضاء سنجار، واقتحم مسلحو داعش المدينة ورفعوا راياتهم فوق الابنية الحكومية ومقرات الأحزاب». وأضاف أن «المواطنين نزحوا إلى دهوك والمناطق الجبلية والهضاب خارج المدينة» مشيراً إلى ان «قوات البيشمركة تتجمع خارج المدينة وتنتظر وصول تعزيزات».

وكان مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل، غياس سوجي، أكد في وقت سابق أن «قوات البيشمركة انسحبت بالكامل من ناحيتي كرتازرك وملا خضر جنوب سنجار، بعد ان هجم مسلحو داعش على مواقعهم.

وهذه ثاني حادثة انسحاب لقوات البيشمركة من المدن التي فرضت سيطرتها عليها، خلال يومين بعد انسحابها من منطقة زمار الغنية بالنفط. ويقطن سنجار والقرى المحيطة به، وكذلك قضاء زمار، أقلية ايزيدية ناطقة باللغة الكردية.

ويبلغ عدد الايزيديين نحو 300 ألف نسمة في العراق يعيش معظم افرادها في الشمال، لكنهم يشكلون 70% من سكان قضاء سنجار البالغ عددهم 24 ألف نسمة. والايزيدية مزيج من ديانات عدة، مثل اليهودية والمسيحية والاسلام والمانوية والصابئة، ولدى أتباعها طقوس خاصة بهم، ويشتهرون بصناعة الكحول والحلويات، ويجهل مصير آلاف اللاجئين من التركمان الشيعة الذين فروا من قضاء تلعفر المجاور واتخذوا من سنجار ملجأ لهم.

من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة في بيان، أمس، ان استيلاء جهاديين على مدينة سنجار شمال العراق دفع نحو 200 ألف شخص إلى الفرار، محذرة من وجود مخاوف كبيرة على سلامتهم ومن «مأساة إنسانية». وقال المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة في العراق، نيكولاي مالدينوف، في البيان بعد سيطرة عناصر «الدولة الاسلامية» على المدينة الواقعة على الحدود العراقية السورية، والتي تستقبل عشرات آلاف اللاجئين، إن «مأساة إنسانية تحدث في سنجار».

كما أفادت مصادر في قوات البيشمركة الكردية بأن قوات البيشمركة انسحبت من منطقة سد الموصل الإروائي على نهر دجلة شمالي الموصل، وهو أكبر سد في العراق، بعد أن طلب مسلحو الدولة الإسلامية من البيشمركة الانسحاب شمالي مدينة الموصل.

وذكرت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية أن قوات البيشمركة انسحبت من سد الموصل وسيطرت الجماعات المسلحة على السد، بعد أن أمهلت قوات البيشمركة بالانسحاب دون تدخل عسكري. وأضافت المصادر أن سد الموصل الآن بيد المسلحين، بعد ان سلمتهم قوات البيشمركة السد وانسحبت باتجاه دهوك دون أي تدخلات عسكرية واشتباكات مسلحة.

وقد يمكّن الاستيلاء على السد تنظيم الدولة الإسلامية - الذي يهدد بالزحف على بغداد - من غمر مدن رئيسة بالمياه.

تويتر