115 قتيلاً في سيطرة «الدولة الإسلامية» على حقل الشاعر للغاز في حمص

اشتباكات بين القوات النظـامية و«داعش» قرب مطـار ديـــــر الزور

صورة

اندلعت، أمس، اشتباكات بين القوات النظامية السورية وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، خارج مطار دير الزور العسكري، الذي يوصل الإمدادات للقوات السورية في الشرق. في وقت قتل 115 شخصاً على الأقل معظمهم من المسلحين الموالين للنظام، أول من أمس، في حين لايزال مصير نحو 250 آخرين مجهولا، في عملية سيطرة تنظيم «داعش» على حقل «الشاعر» للغاز في محافظة حمص وسط سورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري اشتبك مع مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية»، خارج مطار دير الزور العسكري، الذي تسيطر عليه الحكومة، فيما يسعى التنظيم إلى تعزيز قبضته على شرق البلاد.

ومطار دير الزور واحد من آخر المواقع الاستراتيجية في المحافظة، التي لاتزال خارج سيطرة «داعش»، الذي استولى أيضا على مناطق شاسعة عبر الحدود في شمال العراق وغربه. وأضاف المرصد أن الجيش السوري رد بقصف مناطق حول المطار، الذي يوصل الإمدادات للقوات السورية في الشرق، ولم ترد تفاصيل عن وقوع خسائر. وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إن المعارك وقعت على بعد مئات الأمتار من المطار، مضيفا أنه سيكون من الصعب على «الدولة الإسلامية» التغلب على قوات الحكومة هناك. وطرد التنظيم مقاتلي المعارضة المنافسين من مدينة دير الزور يوم الإثنين الماضي، ليعزز قبضته على المحافظة المنتجة للنفط والمتاخمة للعراق.

من ناحية أخرى، قال عبدالرحمن في اتصال مع «فرانس برس»، أمس، إن 115 شخصاً على الأقل معظمهم من الحراس وعناصر الدفاع الوطني، قتلوا في الهجوم الذي شنه «داعش» على حقل الشاعر للغاز في ريف حمص، وانتهى بسيطرته عليه أول من أمس. وأوضح أن الهجوم هو «الأكبر» الذي يشنه التنظيم ضد موقع تابع لنظام الرئيس بشار الأسد، منذ ظهوره في سورية عام 2013.

وأضاف أن من القتلى «11عاملاً على الأكثر، في حين أن الآخرين هم من حراس الحقل وعناصر الدفاع الوطني»، الموالية للنظام، مشيراً إلى أن «مصير نحو 250 شخصا كانوا موجودين في الحقل، لايزال مجهولا».

وأكد أن العديد من الضحايا «أعدموا بعد أسرهم».

وأوردت «شبكة أخبار حمص الأسد» المؤيدة للنظام على موقع «تويتر» الخبر التالي : «وصول نحو 30 شهيداً الى مشافي حمص من حقل الشاعر النفطي»، مضيفة «حمص ما زالت تنزف.. هل من مجيب؟». وأوضحت أن هؤلاء «كانوا يرابضون لحماية نفط سورية الذي يستخرج منه بنزين سيارات المسؤولين والقادة الامنيين»، متسائلة عن سبب عدم إرسال دعم لهم.

وأظهرت أشرطة مصورة، تداولتها حسابات جهادية على مواقع التواصل، قائلة إنها عائدة إلى «معركة شاعر»، عشرات الجثث المكدسة تعود في معظمها إلى رجال بملابس عسكرية، بعضهم مصاب بطلقات في الرأس.

ويظهر في أحد هذه الأشرطة مقاتل يقوم بضرب إحدى الجثث بحذاء على الرأس، قبل أن ينتقل المصور ليظهر نحو 40 جثة مكدسة في مجموعتين منفصلتين، إضافة إلى بعض الجثث الأخرى الموزعة بشكل انفرادي.

وبدت في هذه اللقطات ثلاثة جراء بيضاء وسوداء اللون، متحلقة حول جثة ملقاة في حفرة صخرية. وسمع المصور يقول تباعا، خلال الشريط «لعنة الله عليهم»، قبل أن يصرخ بصوت عالٍ «هذا من فضل الله». كما ظهرت في الشريط راجمتا صواريخ يرجح أنهما تابعتان للقوات النظامية السورية.

وفي شريط آخر، عنوانه «أبولقمان الألماني بين جثث النصيرية في معركة شاعر»، بدا مقاتل يجلس القرفصاء على تلة ترابية صغيرة وأمامه نحو 20 جثة مكدسة فوق بعضها بعضاً، قبل أن يتحدث باللغة الألمانية، ويردد بين الحين والآخر كلمات وعبارات بالعربية، منها «هذه حيوانات»، «من فضل الله عز وجل»، «كفار»، و«لعنة الله عليهم جميعا».

ودان عبدالرحمن عمليات القتل، قائلا إن «المرصد يدين الإعدامات الميدانية، بصفتها جريمة حرب، بغض النظر عن الطرف الذي يرتكبها في النزاع السوري».

وأضاف أن «الإعدام الميداني جريمة حرب، سواء كان ضحاياه من المدنيين أو المقاتلين، هؤلاء سجناء حرب، ويجب ألا يعدموا».

تويتر