16 قتيلاً بمعارك بين «حزب الله» ومقاتلين سوريين في منطقة القلمون

«داعش» تطرد المعارضة من دير الزور

سوريون بين أنقاض تهدمت ببراميل متفجرة ألقتها القوات النظامية على حي الفردوس بحلب. رويترز

سيطر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، أمس، على مدينة دير الزور شرق سورية، بعد انسحاب كتائب معارضة و«مبايعة» أخرى للتنظيم، في حين قتل 16 شخصاً في معارك عنيفة بين «حزب الله» اللبناني، مدعوماً بمدفعية وطيران القوات النظامية السورية من جهة، ومقاتلين من المعارضة السورية بينهم «جبهة النصرة» من جهة ثانية، في منطقة القلمون الحدودية بين لبنان وسورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون، أمس، إن عدداً كبيراً من مقاتلي الكتائب المقاتلة ضمن المعارضة السورية، وبينها «جبهة النصرة»، انسحبت من مدينة دير الزور، بينما عمد مقاتلون آخرون من هذه الكتائب الى مبايعة «داعش».

وبذلك، باتت الأحياء التي كانت توجد فيها هذه الكتائب تحت سيطرة «داعش»، باستثناء بعض الجيوب، بينما الأحياء الأخرى تحت سيطرة القوات النظامية السورية. وباتت «الدولة الإسلامية» تسيطر على اكثر من 95% من مجمل محافظة دير الزور. وجاء ذلك بعد مقتل «أمير جبهة النصرة في مدينة دير الزور» صفوان الحنت، المعروف بأبي حازم، على أيدي عناصر من «الدولة الإسلامية».

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، أمس، «أصبحت نسبة 95 الى 98% من محافظة دير الزور تحت سيطرة الدولة الإسلامية»، التي تسيطر ايضاً على مساحات شاسعة من العراق المحاذي لشرق سورية.

وأضاف «لايزال النصف الآخر من مدينة دير الزور والمطار العسكري الواقع عند احد اطرافها وبعض القرى في المحافظة خارج سيطرة الدولة».

وتسيطر القوات النظامية على نصف دير الزور ومطارها العسكري، بينما لايزال هناك وجود لبعض الكتائب المقاتلة في بعض قرى المحافظة.

وقال المرصد ان «مقاتلي الدولة الإسلامية اطلقوا الرصاص على أمير جبهة النصرة في دير الزور، الذي يشغل منصب قاضي الهيئة الشرعية في المدينة، اثناء مروره على جسر السياسية (احد مداخل دير الزور)، ما ادى الى مصرعه».

على الإثر، اقدمت ألوية مقاتلة على رفع رايات «الدولة الإسلامية» داخل المدينة، كما رفعت الرايات على عدد من مقار «جبهة النصرة»، و«حركة احرار الشام»، بينما انسحب المقاتلون الذين رفضوا المبايعة.

وأكد الناشط في مدينة دير الزور عاصي الحسين، عبر الانترنت، ان «نصف المدينة تقريباً اصبح تحت سيطرة داعش»، مشيراً الى استمرار وجود الجيش الحر في بعض القطاعات، ومرجحاً ان يقدم عناصره على مبايعة «الدولة» ايضاً.

ورأى ان «الأمور لا يمكن ان تكون غير ذلك، لأن القوة لـ(داعش)، ولن يتمكن احد من مقاومتها».

وأوضح المتحدث باسم «هيئة اركان القوى الثورية ــ الجبهة الشرقية» عمر ابوليلى، لـ«فرانس برس» عبر الانترنت، ان سبب انسحاب الكتائب المقاتلة الرئيس «عدم حصول الجيش الحر منذ اربعة اشهر على اي تمويل رسمي، لا من المعارضة ولا من المجتمع الدولي».

وقال ان «طاقة الجيش الحر على القتال باتت محدودة، لاسيما في مواجهة تنظيم داعش، الذي لا يعاني اي نقص في السلاح او الذخيرة او المقاتلين». من ناحية أخرى، ارتفعت حصيلة القتلى في معارك بين «حزب الله» مدعوماً بمدفعية وطيران الجيش السوري من جهة، ومقاتلين من المعارضة السورية من جهة ثانية، في منطقة القلمون إلى 16 خلال 36 ساعة، بحسب ما افاد المرصد. وتركزت المعارك بين بلدتي عرسال اللبنانية وفي مرتفعات منطقة القلمون السورية.

وقال المرصد إن سبعة عناصر من «حزب الله» قتلوا وأصيب 31 آخرون بجروح، خلال الاشتباكات التي استمرت منذ فجر الأحد حتى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، مع «جبهة النصرة» وكتائب معارضة في الجرود الواقعة بين بلدة رأس المعرة (السورية) وعرسال (اللبنانية).

وأشار الى مقتل تسعة مقاتلين من «جبهة النصرة» وكتائب اسلامية وإصابة 23 آخرين بجروح، نقلوا الى مستشفى ميداني في بلدة عرسال التي تملك حدوداً شاسعة مع منطقة القلمون السورية غير مرسمة بدقة في جزء كبير منها، وينتشر عليها العديد من المعابر الوعرة وغير القانونية بين البلدين.

تويتر