عراقيون يعتبرون عصر «الخلافة» انتهى بسقوط الدولة العثمانية.. وبريطانيا تشكك في صدقية إعلان التنظيم

«داعش» يختطف اثنين من القساوسة وراهبة في الموصل

عراقيون يتجمّعون في البصرة للتطوّع في القتال ضد المتشددين. أ.ف.ب

اختطف مسلحون من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، أمس، اثنين من القساوسة وراهبة شرقي الموصل، وفيما دارت اشتباكات متقطعة بين القوات العراقية ومسلحي التنظيم في بيجي، وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة من قوات الدروع والمشاة والهندسة العسكرية إلى محافظة صلاح الدين في إطار الخطط الأمنية والعسكرية لطرد «داعش» من المحافظة. وبعد ظهور زعيم «داعش»، أبوبكر البغدادي، في خطبة صلاة الجمعة في الموصل، قال عراقيون إن ما بث في الفيديو «استهانة بالإسلام الحقيقي» وإن عصر «الخلافة» انتهى بسقوط الدولة العثمانية، فيما شككت بريطانيا في صدقية إعلان ما يسمى «دولة الخلافة الإسلامية».

تضارب حول فيديو «الخليفة» الداعشي

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/07/166222.jpg

ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن فريق الاستخبارات، الذي يتتبع الحركات المتطرفة، أكد أن من ظهر في الفيديو المسجل بعمامة وملابس سوداء خلال خطبة الجمعة بمسجد بالموصل هو بالفعل أبوبكر البغدادي.

من جهتها، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن شهود عيان قولهم إن من كان في الموصل هو فعلاً أبوبكر البغدادي، وإنه قبل وصوله قام عناصر من «داعش» بتفتيش دقيق للمكان وحددوا كيفية جلوس المصلين، ولم يسمحوا لهم بمغادرة الجامع إلا بعد مرور 10 دقائق من نهاية خطبة بغدادي.

أما قناة «سي.إن.إن» فقد أشارت إلى توقف الاتصالات السلكية واللاسلكية في محيط المسجد الذي أقام فيه أبوبكر البغدادي صلاة الجمعة قبل وصول هذا الأخير بنحو ساعة، بحسب ما نقله شهود عيان للقناة الأميركية.

وبرر تنظيم «داعش» ظهور زعيمه، أبوبكر البغدادي، بعمامة وملابس سوداء خلال الخطبة بأنه اقتفاء بالنبي محمد، صلى الله عليه وسلم. وكانت حكومة نوري المالكي قد نفت أن يكون من ظهر في الفيديو هو أبوبكر البغدادي.

وتفصيلاً، أفاد شهود عيان بأن مسلحين ينتمون إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) اقتحموا كنيسة للمسيحيين واختطفوا اثنين من القساوسة وراهبة شرقي المدينة. وقال الشهود إن مسلحين ينتمون إلى «داعش» اقتحموا كنيسة الراهبات في منطقة الإخاء شرقي الموصل، واحتجزوا العاملين فيها وقاموا باختطاف راهبة واثنين من القساوسة، وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة.

في الأثناء، ذكرت مصادر أمنية عراقية، أمس، إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب أربعة آخرون في حوادث عنف متفرقة، تزامنت مع وصول إمدادات عسكرية كبيرة لمحافظة صلاح الدين. وقالت المصادر إن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب رابع بجروح جراء سقوط قذائف هاون على منازل في منطقة الإسحاقي جنوبي مدينة سامراء، فيما أصيب ثلاثة من متطوعي «سرايا السلام» التابعة للزعيم الشيعي، مقتدى الصدر، المرابطين في سامراء جراء سقوط قذائف هاون على أماكن تجمعهم في سامراء .

وذكرت المصادر أن اشتباكات متقطعة تدور حالياً بين القوات العراقية ومسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في مناطق متفرقة في بيجي ومحيط قاعدة سبايكر الجوية، يتخللها قصف بقذائف الهاون، فيما شوهد وصول تعزيزات عسكرية كبيرة من قوات الدروع والمشاة والهندسة العسكرية إلى محافظة صلاح الدين، في إطار الخطط الأمنية والعسكرية لطرد «داعش» من أرجاء المحافظة.

وغداة الفيديو الذي بث من الموصل، وصف عراقيون ظهور زعيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، أبوبكر البغدادي، في خطبة صلاة الجمعة بالجامع الكبير في المدينة التي تخضع لسيطرة «داعش» منذ نحو شهر، بأنه «استهانة بالإسلام الحقيقي». وقال عراقيون إن الحكومة العراقية كان عليها أن تقطع دابر (داعش) وتحرر أهلها حتى لا يكون للبغدادي وغيره صوت يعلو ويهدد الأمن الاستقرار في البلاد.

وقال الشيح عبدالله النعيمي (46 عاماً) رجل دين سني: «استمعت كثيراً لخطبة البغدادي، وتفحصت كل كلمة قالها، وأعتقد أنه رجل عادي ولا يستحق كل هذا الاهتمام، وإطلاق صفة أمير المؤمنين أو خليفة المسلمين إجراء تتبعه كل القوى التي تسيطر وتحتل أرضاً، وتحاول أن تفرض إرادتها على أهلها، لكن لا يعني أن الناس هناك مؤمنون به».

وذكر أبوهاجر الموسوي ( 52عاماً) موظف حكومي «نخشى أن تتكرر هذه الخطبة لتبدأ بضخ السموم لتفريق الصف العراقي، خصوصاً أن هناك وسائل إعلام مهيأة للترويج لأفكار رخيصة تمجد عمليات (داعش) الإجرامية».

وقالت سمية عبدالمهدي (معلمة ـ 37 عاماً) «يبدو أن العراق سقط في بحر التخلف والدجل لا من سيطرة (داعش) وظهور البغدادي العلني وهو يرتدي عمامة سوداء وبيده اليمنى ساعة»، وأضافت أن «العراق يسير باتجاه التخلف». وقالت «سواء كان الشخص الذي ظهر خطيباً في الموصل أو لم يكن فإننا نرفض كل أشكال التخلف، نحن نعيش في عالم متجدد يؤمن بالتعددية والديمقراطية والتعايش الديني والمذهبي، وهي المعالم الحقيقية للدين الإسلامي، وإن دولة الخلافة انتهت بسقوط الدولة العثمانية ولا مكان لها في العراق».

من جهتها، وصفت بريطانيا إعلان تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ما يسمى «دولة الخلافة الإسلامية» بأنه «ادعاء لا صدقية له». وقالت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، روزماري ديفيس، إن هذا «الادعاء لا صدقية له»، مؤكدة أن «(داعش) منظمة إرهابية وحشية تسببت في معاناة كبيرة للمجتمعات في سورية والعراق». وأضافت ديفيس في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية أن: «العراق بحاجة ماسة إلى توحيد كل الصفوف والدعوة إلى التضامن والوحدة السياسية الآن أكثر من أي وقت مضى، وسنستمر في تعزيز التعاون بين القادة العراقيين لدعم عملية تشكيل حكومة جديدة تشمل جميع الأطياف وتكون قادرة على مواجهة الإرهاب». وقالت «يجب على الحكومة أن تتخذ خطوات عاجلة لتنظيم قوات الأمن على نحو فعال، ودفع (داعش) إلى التراجع من المناطق التي احتلها، وحماية حياة المدنيين والبنية التحتية والمرافق الحيوية للبلاد».

ورأت روزماري أن تنظيم «داعش» يمثل على الأمد البعيد تحدياً إقليمياً واضحاً، ما يبرز أهمية وجود موقف قوي وحازم ضد التطرف والعنف، الأمر الذي حدا بنا للوقوف إلى جانب الجماعات المعتدلة في سورية التي تعارض المنهج الذي يسلكه هذا التنظيم الإرهابي.

وأكدت أن الحكومة البريطانية «تراجع حالياً عدداً من الخيارات المحددة في ما يتعلق بمواجهة الإرهاب في العراق، لكن الموضوع الرئيس في هذه المرحلة هو العمل على تحقيق استقرار الوضع الأمني ومواصلة جهودنا للحد من تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية والعراق». وقالت إن «تنظيم داعش يسعى لتأجيج الصراع الطائفي في الشرق الأوسط، والأعمال التي يقوم بها هذا التنظيم تؤكد أنه يرفض التفاوض، مستغلاً حالة الاستياء السياسي بين ضباط وجنود من عهد صدام حسين ومقاتلي العشائر السنية الذين فقدوا الثقة بالحكومة العراقية».

من جانب آخر، أوضح تقرير للخارجية البريطانية أن الحكومة البريطانية تتخذ إجراءات عملية في ثلاثة مجالات تتمثل في تعزيز الوحدة السياسية بين الأطراف المؤيدة لقيام دولة عراقية ديمقراطية وإرساء دعائم الاستقرار في المنطقة، وتقديم المساعدات اللازمة متى اقتضى الأمر للتخفيف من المعاناة الإنسانية، والنظر في النهج الذي يتعين اعتماده لمواجهة التهديد الإرهابي من سورية والعراق، بما في ذلك الدول الإقليمية المجاورة، واعتبار معالجة تهديد المتطرفين الأجانب المنضوين حالياً تحت راية «داعش» في سورية والعراق من الأولويات المطروحة على طاولة العمل.

وأضاف أنه سيتم مواجهة هذا التهديد من خلال «اتخاذ مجموعة واسعة من الإجراءات بدءاً من وقف تدفق المقاتلين عبر الحدود إلى دعم جهود الشركاء الإقليميين في مكافحة الإرهاب».

تويتر