المالكي يعتبر هجوم المتطرفين خطراً على «السلم الإقليمي والعالمي».. وكيري يعد العراق بدعم مكــــثف ومستمر

المسلحون يسيطرون على تلــــعفر ومعبرين مع سورية والأردن

كيري يؤكد للمالكي أن العراق يواجه تهديداً وجودياً. أ.ب

حقق المسلحون الذين يقاتلون القوات الحكومية العراقية، أمس، مكاسب جديدة على الأرض بسيطرتهم على قضاء تلعفر الاستراتيجي شمال العراق، ومعبر الوليد على الحدود السورية، وطربيل على الحدود الأردنية. في وقت أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لوزير الخارجية الأميركي جون كيري في بغداد، أمس، أن الهجوم الذي يشنه المسلحون المتطرفون يشكل خطراً على «السلم الإقليمي والعالمي»، بينما وعد كيري بتوفير الدعم «المكثف والمستمر» للعراق لمساعدته ضد المسلحين الإسلاميين الذين يشكلون «تهديداً وجودياً» على العراق.

وأعلن مسؤول عراقي في قضاء تلعفر الشمالي وشهود عيان أن المسلحين سيطروا، أمس، على القضاء الاستراتيجي، فيما أكدت السلطات الامنية ان القوات العراقية صامدة و«تقاتل بشجاعة».

وقال المسؤول لـ«فرانس برس»، إن «تلعفر أصبح تحت سيطرة المسلحين»، مضيفاً أن غالبية السكان وعددهم نحو 400 ألف شخص، معظم من التركمان الشيعة غادروا القضاء نحو مناطق مجاورة.

وأكد شهود عيان أن المسلحين يفرضون سيطرتهم على قضاء تلعفر (380 كلم شمال بغداد) الاستراتيجي القريب من الحدود العراقية مع تركيا وسورية، غير أن المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا، قال في مؤتمر صحافي في بغداد، إن القوات الحكومية التي تحاول منذ نحو 10 أيام منع المسلحين من السيطرة على القضاء «صامدة وتقاتل بشجاعة».

لكنه أكد أن «الخيارات مفتوحة أمام قيادات العمليات بأن تتخذ ما تراه مناسباً لتحشيد أو سحب القطع» العسكرية، مضيفاً أنه «حتى لو انسحبنا من تلعفر او أي منطقة أخرى فهذا لا يعني أنها هزيمة أو ترك هذه المنطقة بصورة نهائية».

كما سيطر المسلحون على معبر الوليد الرسمي بين العراق وسورية الواقع في محافظة الأنبار الغربية، بحسب ما أفادت مصادر أمنية عراقية، وسط تضارب في الأنبار حيال سيطرتهم على معبر طربيل بين العراق والأردن.

ومعبر الوليد القريب من الحدود الأردنية أيضاً ثاني معبر حدودي يسيطر عليه المسلحون بعد سيطرتهم على معبر القائم (340 كلم غرب بغداد) الواقع أيضاً في محافظة الأنبار التي تشترك بحدود بطول نحو 300 كلم مع سورية.

وقال ضابط برتبة عقيد في حرس الحدود العراقي وآخر برتبة نقيب لـ«فرانس برس»، إن المسلحين الذين يواصلون منذ يومين تقدمهم في الأنبار سيطروا على معبر الوليد أول من أمس، بعد انسحاب قوات الجيش وقوات حرس الحدود من محيطه.

وذكر المصدران أن تلك القوات توجهت نحو معبر طربيل الحدودي بين العراق والأردن الذي يقع في منطقة قريبة. وقالت مصادر مخابرات عراقية وأردنية، إن عشائر عراقية سيطرت على معبر طربيل الليلة قبل الماضية بعد انسحاب الجيش العراقي من المنطقة عقب اشتباكات مع متشددين مسلحين. وذكرت المصادر لـ«رويترز» أن المسؤولين عن إدارة معبر طربيل تولوا إدارته استجابة لأوامر مقاتلي العشائر في محافظة الأنبار.

وجاءت سيطرة المسلحين على معبر الوليد بعدما دخلوا في وقت سابق إلى مدينة الرطبة (380 كلم غرب بغداد) الواقعة في المنطقة الجغرافية ذاتها، والتي تبعد نحو 150 كلم عن المعبر إثر انسحاب القوات الحكومية منها أيضاً، وفقاً لمسؤول محلي في المدينة.

وبات هؤلاء المسلحون يسيطرون على مدن عدة في محافظة الأنبار وسط تراجع القوات الحكومية نحو بغداد، بينها القائم، وعنه وراوة القريبتان، وكذلك الفلوجة الخاضعة لسيطرتهم منذ بداية العام، والتي لا تبعد سوى 60 كلم عن غرب بغداد.

ويشن مسلحون من تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) وتنظيمات أخرى هجوماً منذ نحو أسبوعين سيطروا خلاله على مناطق واسعة في شمال العراق ووسطه وغربه، بينها مدن رئيسة مثل الموصل (350 كلم شمال بغداد) وتكريت (160 كلم شمال بغداد).

سياسياً، أكد المالكي لكيري، في بغداد، أن الهجوم الذي يشنه مسلحون متطرفون في العراق يشكل خطراً على «السلم الإقليمي والعالمي». وقال المالكي لكيري، بحسب ما نقل عنه بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، إن «ما يتعرض له العراق حالياً يشكل خطراً ليس على العراق فحسب بل على السلم الإقليمي والعالمي»، داعياً «دول العالم لاسيما دول المنطقة إلى أخذ ذلك على محمل الجد». وبدأ كيري، أول من أمس، جولة جديدة في الشرق الأوسط لبحث هذا الهجوم تشمل عدداً من دول المنطقة وعواصم أوروبية، حيث زار القاهرة ثم توجه إلى العاصمة الأردنية عمان قبيل وصوله إلى بغداد في زيارة لم يعلن عنها. وأعلنت الولايات المتحدة التي سحبت قواتها من هذا البلد نهاية العام 2011، بعد ثماني سنوات من اجتياحه، استعدادها لإرسال 300 عسكري بصفة مستشارين، والقيام بعمل عسكري محدود ومحدد الهدف، علماً بأن طائراتها تقوم بطلعات جوية في أجواء العراق.

من جهته، وعد كيري بأن الولايات المتحدة ستوفر الدعم «المكثف» للعراق لمساعدته على مواجهة هجوم المسلحين الإسلاميين. وقال كيري للصحافيين بعد يوم من الاجتماعات في بغداد، إن «الدعم سيكون مكثفاً ومستمراً، وإذا ما اتخذ القادة العراقيون الخطوات الضرورية لتوحيد البلاد، فإن هذا الدعم سيكون فعالاً». وأضاف أن الإسلاميين الذين شنوا هجوماً واسعاً سيطروا خلاله على مناطق شاسعة شمال بغداد يشكلون «تهديداً وجودياً» على العراق. وقال «هذه لحظة القرار بالنسبة لقادة العراق. والعراق يواجه تهديداً وجودياً، وعلى قادة العراق أن يواجهوا هذا التهديد».

تويتر