نظام الأسد يتهم فرنسا بالتواطؤ مع «المجموعات الإرهابية» بعد تصريحات فابيوس

غارات على ر يف دمشق.. واشتباكات في مدن سور ية عدة

صورة

جدّد الطيران الحربي السوري غاراته الجوية على مناطق سورية عدة أمس، وتزامن ذلك مع اشتباكات بين قوات النظام وكتائب المعارضة في مناطق متفرقة. في الأثناء، اتهمت دمشق فرنسا بـ«التواطؤ» مع «التنظيمات الإرهابية» في سورية، وذلك رداً على تصريح لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، وصف فيه الرئيس السوري بشار الأسد بأنه «الحليف الموضوعي» للتنظيمات الجهادية المتطرفة.

وتفصيلاً، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 42 شخصاً قتلوا في سورية أول من أمس، بينهم خمسة أطفال وسيدتان وخمسة قتلى تحت التعذيب و11 مقاتلاً من الجيش السوري الحر. وأكد ناشطون سوريون أن عشرات الجرحى نقلوا إلى مستشفيات ميدانية بعد أن تعرضت مدينة دوما في ريف دمشق صباح أمس، لغارات جوية متتالية أدت أيضاً إلى دمار واسع في البنى التحتية. وأشار الناشطون إلى أن خمسة قتلوا جراء استهداف قوات النظام بالمدفعية سوقاً شعبية في مدينة دوما.

في المقابل، ذكرت شبكة مسار للأنباء أن فصائل من المعارضة اشتبكت مع قوات النظام في محيط بلدة المليحة بريف دمشق، فقتلت ثمانية من قوات النظام ودمرت آلية عسكرية تابعة للجيش، في حين قتل خمسة من مقاتلي المعارضة.

وعلى صعيد الغارات أيضاً، شن سلاح الجو السوري غارات على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وأكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مقتل شخص وجرح آخرين. كما تحدث ناشطون عن مقتل طفلتين وسقوط جرحى عديدين جراء قصف الطيران الحربي لجامعة «إيبلا» بمدينة سراقب في ريف إدلب.

واستأنف الطيران المروحي قصفه بالبرميل المتفجرة لمدينة حلب، حيث سقطت أربعة براميل على أحياء بني زيد والأشرفية والسكن الشبابي، فأسفرت عن مقتل أشخاص عديدين، وإصابة آخرين بينهم نساء وأطفال.

كما اندلعت اشتباكات في محيط سجن حلب المركزي، وتمكن مقاتلو المعارضة من قتل ستة عناصر في جبل عزان بريف حلب، وفق ناشطين. وتعرضت مدينة نوى في درعا إلى قصف عنيف خلال الأيام الماضية، حيث تسعى قوات النظام السوري لاستعادة منطقة تل الجابية غرب المدينة، التي سقطت في يد المعارضة المسلحة قبل أيام.

وشن الطيران الحربي أمس (السبت) غارات عدة على بلدة تسيل في ريف درعا، ما أسفر عن مقتل تسعة مدنيين بينهم أطفال، إضافة إلى إصابة العشرات بجروح. وفي محيط جبل تشالما بريف اللاذقية، أدت الاشتباكات إلى مقتل أربعة من «جيش الدفاع الوطني» الذي يقاتل إلى جانب النظام، وإلى إصابة عدد من مقاتلي المعارضة.

من ناحية أخرى، قال ناشطون في محافظة حمص، إنه تجري مفاوضات برعاية إيرانية بين كتائب المعارضة وقوات النظام بشأن هدنة في حي الوعر الذي تسيطر عليه المعارضة. وأفاد الناشطون بأن النظام قدم طلبات عدة إلى المعارضة من بينها تسليم السلاح، مقابل إطلاق المعتقلين وتسوية أوضاع المطلوبين والمنشقين عن الجيش، إضافة إلى عودة الأهالي إلى حمص القديمة.

وتضمنت الطلبات فتح الطرق ورفع الحصار عن الحي، وإخراج من يرغب في التسوية منه.

من جهة أخرى، اتهم وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أمس، فرنسا بـ«التواطؤ» مع «التنظيمات الإرهابية» في سورية، وذلك رداً على تصريح لوزير الخارجية الفرنسي وصف فيه الرئيس السوري بأنه «الحليف الموضوعي» للتنظيمات الجهادية المتطرفة. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وزير الإعلام «أن تصريحات لوران فابيوس تعكس التواطؤ العميق مع التنظيمات الإرهابية في سورية»، مشيراً إلى أنها «تعبر عن مستواه الأخلاقي وتتناقض مع آداب الخطاب السياسي والدبلوماسي».

وكان فابيوس وصف الثلاثاء الرئيس السوري بشار الأسد بأنه «الحليف الموضوعي» للجماعات الجهادية، وإن كانت هذه المجموعات تقاتله. وأوضح فابيوس أن «المجموعات الإرهابية وبشار الأسد يعززون مواقعهم في شكل من أشكال الإرهاب. في الواقع النظام لا يحارب المجموعات الإرهابية بدرجة كبيرة، بل المعارضة المعتدلة» التي يجب دعمها، على حد قوله.

وأضاف الزعبي أن تصريحات فابيوس «هي دليل إضافي على هزيمة المشروع الاستعماري في سورية والمنطقة وتأكيد انتصار إرادة السوريين».

ولفت الزعبي إلى ان «الشعب الفرنسي يجب أن يدرك أن تاريخه وهويته يتناقضان عميقاً مع سياسة حكومته المتورطة في دعم الإرهاب».

ووفقاً لتقديرات مختلفة قد يكون هناك في سورية حالياً 300 شخص أتوا من فرنسا للمشاركة في قتال النظام السوري. وغادر نحو 800 البلاد إلى سورية أو يعتزمون المغادرة أو هم في طريقهم إلى هذا البلد.

تويتر