معارك واشتباكات في دمشق وريفها.. وقتلى للنظام بحلب

المعــارضــة السوريـــة: إعــادة انتــخاب الأسد «غير شرعية».. و«الثورة» مستمرة

صورة

اعتبرت المعارضة السورية، أمس، أن الانتخابات التي أفضت إلى إعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد، كما كان متوقعا بأغلبية ساحقة لولاية جديدة «غير شرعية»، مؤكدة استمرار «الثورة» ضده، وفيما رأى ناشطون أن بقاء الأسد يعني استمرار النزاع الذي أودي بأكثر من 162 ألف شخص وهجر الملايين، قالت الصحف السورية إن فوز الأسد بنسبة 88.7%، يعد «انتصارا» يمهد لإعادة إعمار البلاد المدمرة.

ميدانيا.. تواصلت المعارك والاشتباكات في دمشق وريفها، فيما أدت إلى سقوط قتلى في صفوف قوات النظام بحلب.

وتفصيلا.. جاء في بيان للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة «يؤكد الائتلاف الوطني السوري أن هذه الانتخابات غير شرعية، ولا تمثل الشعب السوري، كما يؤكد الائتلاف أن الشعب مستمر في ثورته حتى تحقيق أهدافها في الحرية والعدالة والديمقراطية».

وشدد الائتلاف على أن الانتخابات «تستوجب ضرورة زيادة الدعم للمعارضة، لتغيير موازين القوى على الأرض، وإجبار نظام الأسد على القبول بالاتفاقيات الدولية، التي تشكل الأساس للحل السياسي في سورية، وأولها بيان جنيف»، الذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية واسعة.

وكان رئيس مجلس الشعب السوري، محمد جهاد اللحام، أعلن مساء الأربعاء إعادة انتخاب الرئيس الأسد لولاية رئاسية ثالثة من سبع سنوات، إثر نيله 88.7% من أصوات المقترعين في الانتخابات التي أجريت الثلاثاء، في المناطق التي يسيطر عليها النظام.

واعتبر الائتلاف، في بيانه، أن النظام يكون بذلك «أنهى آخر فصول المسرحية الهزلية، وذلك بإعلان فوز المجرم بشار في انتخابات قاطعها معظم السوريين في الداخل، فيما أجبر الطلاب والموظفون على المشاركة تحت التهديد والوعيد، وقد تم بطبيعة الحال إغفال وشطب أكثر من تسعة ملايين نازح ولاجئ في الداخل السوري ودول الجوار».

وفي أول تعليق غربي، رأى وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أن إعادة انتخاب الأسد «إهانة للسوريين». وكان نظيره الأميركي جون كيري، قال مساء الاربعاء، قبل وقت قصير من إعلان النتائج: إن الانتخابات التي وصفها الغرب مرارا بـ«المهزلة»، «لا معنى لها».

وأفاد مصدر مقرب من النظام، لوكالة فرانس برس، بأن الاسد سيؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الشعب في 17 يوليو المقبل، على أن يلقي خطابا يضمنه برنامجه للولاية التي تستمر سبع سنوات. وبحسب المصدر نفسه، ستقدم حكومة وائل الحلقي استقالتها لتعيين حكومة جديدة بدلا منها.

وبحسب رئيس مجلس الشعب، فإن الأسد حصل على «10 ملايين و319 ألفا و723 صوتا، أي نسبة 88.7% من عدد الأصوات الصحيحة». وأضاف اللحام: شارك في الانتخاب أكثر من 11 مليوناً و600 ألف ناخب، من أصل نحو 15.8 مليونا يحق لهم ذلك في سورية وخارجها.

ونال المرشح حسان النوري 4.3%، وماهر حجار 3.2%، في حين بلغت نسبة الأوراق الملغاة 3.8%.

وتصدرت صورة الأسد الصفحات الأولى لصحف دمشق أمس.

ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بأن 10 أشخاص، بينهم سبعة في دمشق، سقطوا نتيجة إطلاق النار، إضافة إلى أكثر من 200 جريح. واعتبر مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، أن إطلاق الرصاص «يدل على أن كتلة المؤيدين للأسد تعتقد أنها انتصرت، ولا رغبة لديها في حل سياسي»، مشيرا إلى أن العديد من الذين صوتوا قاموا بذلك «بدافع الخوف».

وأفاد ناشطون سوريون بسقوط قذائف هاون على أحياء متفرقة من دمشق فجر أمس، فيما شهدت مناطق أخرى بالعاصمة اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام، وسط معارك في مدينتي داريا والمليحة وبلدة ببيلا بالريف الدمشقي أوقعت خسائر بصفوف قوات النظام، كما تكبدت قوات النظام خسائر في الاشتباكات الدائرة بمدينة حلب، التي واصل الطيران قصفها بالبراميل المتفجرة. وقد شهدت أحياء أبورمانة والصالحية والقصاع ومنطقة العباسيين والحلبوني وشارع بغداد، في وقت مبكر من صباح أمس، سقوط قذائف عدة هاون، دون أنباء عن سقوط ضحايا، وفق ما أفادت به وكالة «سورية برس» المعارضة.

وعلى خلفية احتفالات أنصار الأسد، قالت «سورية مباشر» إن إطلاق النار العشوائي في المناطق الموالية للنظام، احتفالا بفوز الأسد أوقع أربعة قتلى، و10 جرحى نقلوا إلى مستشفى المجتهد. وسبق ذلك تصدي كتائب من الجيش الحر لمحاولة اقتحام قوات النظام مخيم اليرموك، جنوب العاصمة السورية وفق مسار برس، في حين دارت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في حي تشرين.

في غضون ذلك، دارت معارك عنيفة على أطراف بلدة ببيلا في ريف دمشق، منذ فجر أمس، بين مقاتلين من كتائب الثوار وقوات النظام من جهة سيدي مقداد، وسط قصف عنيف بالدبابات يستهدف البلدة، بحسب «سورية برس».

وفي ريف دمشق الشرقي، أفاد ناشطون بتجدد الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في بلدة المليحة، وسط قصف مدفعي وصاروخي يستهدف البلدة، في حين دارت مواجهات مسلحة على جبهة المتحلق الجنوبي غرب مدينة زملكا.

وفي مدينة حلب، قالت وكالة «مسار برس» إن مقاتلي المعارضة قتلوا عددا من قوات النظام في الاشتباكات الدائرة بحي الميدان، في حين أشار اتحاد تنسيقيات الثورة إلى أن كتائب المعارضة نسفت بلغم أرضي سيارة للنظام، محملة بالذخيرة قرب السجن المركزي في المدينة.

في المقابل، واصلت مروحيات النظام قصفها بالبراميل المتفجرة، حيث سقط قتلى وجرحى مدنيون، جراء سقوط برميل متفجر على حي قاضي عسكر في حلب، كما سقط برميلان متفجران على القرى المحيطة بجبل عزان في الريف الحلبي، وفق اتحاد تنسيقيات الثورة. وفي إدلب، قصف الطيران الحربي بالبراميل المتفجرة مدينة معرة مصرين، ما أدى إلى مقتل سيدة وإصابة عدد من المدنيين بجروح. وفي حماة، أفاد مركز «صدى» الإعلامي بأن عددا من قوات النظام قتلوا، جراء تفجير سيارة كانت تقلهم بين قريتي معان والشعثة بريف حماة. وفي حمص، دارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على جبهات عين حسين والعامرية شرقي مدينة تلبيسة بريف المدينة الشمالي.

وفي درعا، نقلت «مسار برس» أن مقاتلي المعارضة نصبوا كمينا لقوات النظام على طريق نوى الشيخ مسكين، وقتلوا عنصرين منها، في حين تدور اشتباكات في مدينة بصرى الشام.

وفي اللاذقية، استهدفت قوات المعارضة بالهاون تجمعات قوات النظام في بلدة البدروسية بريف المدينة، وتصدى الجيش الحر لمحاولة عناصر من الدفاع اقتحام منطقة النبعين بريف اللاذقية.

 

 

 

تويتر