الصحف السورية تبرز الاتجاه المحسوم لفوز الأسد

أوروبا تعتبر الانتخابات السورية «غير شرعية» وتدعو دمشق إلى مفاوضات «حقيقية»

جانب من فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية السورية. إي.بي.إيه

دعا الاتحاد الأوروبي، أمس، النظام السوري إلى إجراء «مفاوضات سياسية حقيقية» لإيجاد حل للنزاع، غداة انتخابات رئاسية اعتبرها «غير شرعية». في وقت بدأت، أمس، عملية فرز الاصوات في الانتخابات الرئاسية السورية، بينما أبرزت الصحف السورية، أمس، الاتجاه المحسوم لاستمرار الرئيس بشار الاسد رئيساً لولاية ثالثة من سبع سنوات.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، في بيان، إن الاتحاد يعتبر أن الانتخابات المتوقع ان يحقق فيها الرئيس بشار الأسد فوزاً كبيراً «غير شرعية»، وتسيء إلى الجهود السياسية المبذولة «من أجل إيجاد حل لهذا النزاع المريع».

ودعت النظام السوري إلى استئناف «مفاوضات سياسية حقيقية». من جهته، قال مسؤول كبير في الاتحاد الاوروبي إنه «يجب الآن إيجاد أفكار أخرى لان الخطة التي اقترحها مؤتمر جنيف 1 وصلت إلى طريق مسدود».

ورأى المسؤول أن «من مصلحة» الغربيين تشجيع استئناف المفاوضات في أقرب فرصة، بسبب «عواقب» استمرار النزاع.

وأعلن رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات، هشام الشعار، مباشرة اللجان الانتخابية بفرز الاصوات، مباشرة بعد إغلاق صناديق الاقتراع، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

وعرض التلفزيون الرسمي، أمس، لقطات لعمليات الفرز وإفراغ الصناديق، واضعاً العملية في إطار «الرد على من راهن على تعطيل الاقتراع». وكانت الصناديق فتحت الساعة السابعة، صباح أول من أمس. ومددت مهلة التصويت خمس ساعات اضافية، نظراً إلى «الإقبال الشديد»، بحسب اللجنة.

ومن المتوقع أن يعلن رئيس مجلس الشعب، جهاد اللحام، مساء اليوم النتائج، بحسب مصدر مقرب من النظام وصحيفة «الوطن» السورية.

وشكرت الرئاسة في بيان «جميع السوريين الذين شاركوا بكثافة في انتخاب مرشحهم، وينتظرون نتائج التصويت ليبدأوا مرحلة جديدة من تاريخ سورية العزّة والكرامة والإباء»، معتبرة أنهم أثبتوا «تمسكهم بثقافة الحياة والأمل والتحدّي في مواجهة ثقافة الموت والإرهاب والانغلاق». وأبرزت الصحف السورية، أمس، الاتجاه المحسوم لاستمرار الأسد رئيساً لولاية ثالثة من سبع سنوات.

وقالت «الوطن» إن «الملايين» خرجوا «متحدين الإرهاب وقذائفه وصواريخه وسياراته المفخخة وانتحارييه، ليثبتوا شرعية الرئيس بشار الأسد لولاية جديدة تستمر حتى 2021»، مشيرة إلى أن نسبة التصويت في بعض المحافظات «تجاوزت 70%». وأضافت «كان واضحاً الحجم الكبير للأصوات التي انتخبت المرشح بشار الأسد، وبأنه يتجه للفوز بنسبة عالية في هذه الانتخابات».

وأمس، أصدرت الوفود البرلمانية التي دعيت لمراقبة الانتخابات، والقادمة من دول حليفة للنظام، كإيران وروسيا وكوريا الشمالية، بياناً مشتركاً، اعتبرت فيه أن الانتخابات جرت «في شكل ديمقراطي وشفاف ونزيه». وأضافت أنها «جرت لأول مرة في سورية في أجواء تنافسية بين ثلاثة مرشحين، ما يعد تطوراً مهماً وتقدماً لافتاً في العملية السياسية».

ونظرياً، تعد الانتخابات «أول انتخابات تعددية» في البلاد منذ نحو نصف قرن، لكن قانونها منع عملياً أي معارض مقيم في الخارج من الترشح.

في السياق، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أمس، إنه سجل، أول من أمس، سقوط أكثر من 130 قذيفة هاون في دمشق وعلى مناطق تحت سيطرة النظام في ريفها، ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى، هم سيدة في ساحة السبع بحرات في دمشق، وسيدة في ضاحية الأسد (شمال العاصمة)، ورجل في جرمانا (جنوب شرق).

كما قتل 24 شخصاً آخرين في سقوط قذائف أطلقها مقاتلون معارضون على مناطق أخرى، بينهم 19 شخصاً في مدينة حلب (شمال) وحدها. في المقابل، قصف الطيران السوري والمدفعية مناطق سيطرة المعارضة في أجزاء واسعة من البلاد، وتواصلت المعارك عنيفة على الأرض. وقتل تسعة أفراد في طاقم طبي، بينهم طبيبان في مستوصف في زبدين في ريف دمشق في قصف من الطيران الحربي. ووصف رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد الجربا في مقال نشر في صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية، الانتخابات بأنها «مزورة ونتيجتها محددة سلفاً». ورأى أن الانتخابات ستوفر للأسد «واجهة شرعية»، وأن الطريقة الوحيدة للوصول إلى حل سياسي هي مد المعارضة بالسلاح لتغيير الميزان العسكري.

تويتر