حمص.. تستغيث

دبابات الجيش السوري في حي عربين قرب دمشق - رويترز - أرشيفية

 اقتحمت الدبابات السورية، حي بابا عمر، أحد معاقل المعارضة المسلحة في مدينة حمص اليوم، في حين اتهم محققو الأمم المتحدة، حكومة الرئيس بشار الأسد، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وقال نشطاء، إن قوات الأسد أمطرت الحي بالصواريخ وقذائف المورتر، حيث يتحصن فيما يبدو متمردون مسلحون مع مدنيين خائفين من الهجمات المستمرة لليوم العشرين على التوالي، كما تعرض حي الإنشاءات وحي الخالدية وهما من أحياء السنة أيضاً للقصف.

وقال أبو عماد، الناشط المقيم في حمص، إن الدبابات دخلت منطقة جوبر إلى الجنوب من حي بابا عمرو.

وقال عبد الله الهادي من المدينة، "الانفجارات تهز حمص كلها، ارحمنا يا الله".

ووردت أنباء عن مقتل أكثر من 80 شخصاً بالمدينة، من بينهم صحافيان غربيان، والصحفي السوري المستقل المعارض رامي السيد.

فيما قد أطلق ناشطون من المدينة ذاتها، التي تتعرض لقصف مستمر من قوات النظام منذ ثلاثة أسابيع "نداء استغاثة"، اليوم، بينما يسعى المجتمع الدولي إلى ايصال مساعدات انسانية عاجلة إلى سورية.

وأكد ناشطون من المدينة، لوكالة فرانس برس، أن الاتصالات مقطوعة بشكل شبه كامل، ما يجعل من الصعب معرفة مكان وجود جثتي الصحافيين الغربيين، الأميركية ماري كولفن والفرنسي ريمي اوشليك، جراء القصف الذي طال منزلاً، يستخدم كمركز اعلامي في بابا عمرو، أمس.

كما لم يتسن معرفة مصير الصحافيين الأجانب الثلاثة الجرحى، وبينهم الصحافية في مجلة "لو فيغارو" الفرنسية، اديت بوفييه، وأوضح مسؤول في المجلة لفرانس برس، أن بوفييه، تحتاج إلى عملية جراحية.

وقالت منظمة "مراسلون بلا حدود" إنها تحاول الاتصال بحمص، لكن "القصف عنيف إلى درجة أن أحداً لا يمكنه أن يصعد إلى السطح لاستخدام هاتفه عبر الأقمار الصناعية".

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، إن "حي بابا عمرو وجزءاً من حي الانشاءات، يتعرضان للقصف منذ الساعة السابعة (5,00 ت.غ.)، فيما تسقط قذائف هاون على حي الخالدية".

وأطلق الناشط عمر شاكر عبر سكايب "نداء أخيراً للاستغاثة"، وقال "الناس هنا إن لم يموتوا من القصف، سيموتون من الجوع والعطش".

وقال إن "الاتصال مقطوع مع نحو عشرة ناشطين، لا نقدر على الاتصال بهم لا من خلال سكايب ولا عبر هواتف الثريا".

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية، هادي العبد الله، في اتصال مع فرانس برس من مدينة حمص، "نسمع أصوات انفجارات رهيبة ومروعة".

ويأتي هذا القصف غداة مقتل 24 مدنياً سورياً في حمص، بالإضافة إلى الصحافيين.

وأضاف العبد الله "نحن ننقل الجرحى إلى المنازل، لأن المشفى الميداني استهدف بالقصف، ومحاولة الخروج من بابا عمرو الآن انتحار"، مضيفاً "نتخوف من (ابادة جماعية)، وهذه ليست عبارة نطلقها اعتباطياً".

وتابع "لا نفهم لماذا لم تتحرك الأسرة الدولية بعد، ولم هذا التخاذل، فالشعب يتعرض لمذبحة من أجل أن يتمسك رجل بسدة الرئاسة؟".

ويبدي الناشطون منذ أيام تخوفهم من اقتحام القوات النظامية لحي بابا عمرو، الذي يوجد فيه عناصر من الجيش السوري الحر، بحسب ناشطين.

وقال رامي عبد الرحمن إن نظام الرئيس بشار الأسد "يريد أن يحسم الوضع، لكنه يخاف من مقاومة عنيفة داخل الحي، ويخشى حرب الشوارع".

ورفضت دمشق على لسان وزارة خارجيتها، اليوم، التصريحات التي تحملها مسؤولية وفاة الصحافيين الغربيين اللذين قتلا في حمص، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".

وقال المتحدث باسم الخارجية في تصريح نقلته سانا "نرفض كل التصريحات التي تحمل سورية مسؤولية موت صحافيين تسللوا إليها، على مسؤوليتهم الخاصة ودون علم السلطات السورية بدخولهم وأماكن وجودهم".

وأكدت الخارجية "ضرورة احترام الاعلاميين لقوانين العمل الصحافي في سورية، وتجنب كسر هذه القوانين للدخول إلى الأراضي السورية، بهدف الوصول إلى أماكن مضطربة غير آمنة".

وفي مناطق أخرى، قتل أربعة مدنيين وخمسة من عناصر الأمن في أعمال عنف، اليوم.

في محافظة حلب (شمال)، قتل طفل في الثامنة، بعد منتصف ليلة أمس، في قرية منغ في اطلاق نار من قوات نظامية، وذكر المرصد أن تشييعه صباح اليوم، تحول إلى تظاهرة حاشدة تطالب باسقاط النظام.

وتحركت مجدداً، اليوم، جامعة حلب ونظمت بحسب المرصد "تظاهرة حاشدة تضم نحو ألفي طالب من أمام كلية العلوم في جامعة حلب، التي تنتفض بشكل كبير على النظام" منذ أيام.

وتصدت قوات حفظ النظام للتظاهرة وأطلقت قنابل مسيلة للدموع لتفريقها، ما ادى إلى "اصابة عشرات الطلاب والطالبات بحالات اختناق"، واعتقلت قوات حفظ النظام 12 طالباً خلال تفريق التظاهرة، بحسب المرصد.

في درعا (جنوب)، أفاد المرصد عن اقتحام للقوات النظامية لحي طريق السد في المدينة، ما تسبب بمقتل شاب وطفل في الخامسة من عمره، بالاضافة إلى وقوع عدد من الجرحى.

وأفادت لجان التنسيق المحلية عن تعرض المدينة لقصف، وعن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش السوري الحر فيها.

وقتل رجل في الخامسة والثلاثين من العمر وجرح ستة آخرون في الحي الجنوبي من مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب (شمال غرب)، اثر اطلاق نار من "قوات عسكرية سورية خلال اقتحام المدينة"، بحسب المرصد الذي تحدث عن قيام القوات النظامية بحملة اعتقالات.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن ثلاثة عناصر من قوات حفظ النظام، قتلوا وجرح سبعة في "انفجار عبوة ناسفة معدة للتفجير عن بعد زرعتها مجموعة ارهابية مسلحة في المدخل الجنوبي لمدينة ادلب".

وقتل عنصران وأصيب آخر من قوات حفظ النظام "بنيران مجموعة ارهابية مسلحة في ريف حماة"، بحسب الوكالة.

وأعلن مسؤول أميركي كبير، أن خطة مساعدة انسانية دولية، ستعرض غداً، على مؤتمر أصدقاء سورية، الذي يعقد في تونس، وأن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، بحثت هذه الخطة مع عدد من المسؤولين الأجانب.

وأعلنت الأمم المتحدة، أن أمينها العام بان كي مون طلب من مسؤولة العمليات الانسانية في المنظمة الدولية فاليري اموس، الذهاب إلى سورية عندما تحصل على اذن من دمشق، لتقييم حاجات المدنيين.

وأظهر تقرير للجنة التحقيق الدولية أن مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الانسان تملك لائحة سرية بأسماء مسؤولين سياسيين وعسكريين كبار يشتبه في ضلوعهم بـ "جرائم ضد الانسانية" في سورية.

وقال المحققون في التقرير إن "اللجنة أودعت لدى المفوضية العليا لحقوق الانسان، مغلفاً مختوماً يتضمن أسماء هؤلاء الأشخاص"، وأنهم خلصوا أيضاً إلى قيام مجموعات من الجيش السوري الحر "بتجاوزات لحقوق الانسان".

وأعلنت اللجنة أن الحكومة السورية "اخفقت في حماية شعبها".

تويتر