أكد أمام البرلمان المصري أن ملفات المنطقة تتطلب تعزيز الصف

الملك سلمان يعلن تشكيل قوة عربية مشتركة لمحاربة الإرهاب

الملك سلمان أشاد بالعلاقة بين الرياض والقاهرة خلال لقائه السيسي. أ.ف.ب

أعلن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمة أمام البرلمان المصري، أمس، العمل على إنشاء قوة عربية مشتركة لمكافحة الإرهاب الذي يشكل الخطر الأكبر على العالمين العربي والإسلامي، ودعا لتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب، مؤكداً أن ملفات المنطقة تتطلب تعزيز الصف العربي.

وتفصيلاً، قال العاهل السعودي في كلمته أمام البرلمان المصري «إن المهمة التي ينبغي أن نعمل من أجلها سوياً تتمثل في مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب الذي تؤكد الشواهد أن عالمنا العربي والإسلامي هو أكبر المتضررين منه». وأضاف «نعمل سوياً للمضي قدماً لإنشاء القوة العربية المشتركة».

وقال الملك سلمان في كلمة قصيرة بعد أن تم استقباله بتصفيق حار مرات عدة من قبل أعضاء البرلمان المصري، إن إحدى المهام التي يتعين على مصر والسعودية أن تعملا على إنجازها «سوياً تتمثل في مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/04/467803.jpg

• العاهل السعودي: معالجة قضايا أمتنا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية تتطلب منا وحدة الصف.. والتعاون مع مصر سيعجل بالقضاء على الإرهاب.


رئيس برلمان مصر: الرياض «قبلة» لحل أزمات المنطقة

قال رئيس البرلمان المصري، علي عبدالعال، أمس، إن مصر والسعودية تخوضان المعارك ضد الإرهاب الأسود. وأضاف عبدالعال في كلمته قبيل خطاب الملك سلمان بن عبدالعزيز أمام البرلمان المصري، إن هناك وعياً مشتركاً وتوافقاً كاملاً في الرؤى بين البلدين في القضايا كافة.

وقال: «أصبحت الرياض قبلة للاتصالات الدبلوماسية لحل أزمات المنطقة». وأوضح عبدالعال أنه: «لن ينسى التاريخ للملك سلمان قيادته لعاصفة الحزم لإنهاء أزمة اليمن».

وتابع «لقد أدركت السعودية ضرورة توحيد الرؤى والمواقف لإيجاد حلول عملية للقضاء على هذه الظاهرة فتم تشكيل التحالف الإسلامي العسكري في ديسمبر الماضي لمحاربة الإرهاب فكرياً وإعلامياً ومالياً وعسكرياً».

وأضاف «كما أننا نعمل سوياً للمضي قدماً في إنشاء القوة العربية المشتركة والأمن والأمان وتماسك الأوطان العربية والإسلامية»، وهي فكرة مصرية تعذر وضعها موضع التنفيذ حتى الآن بسبب تحفظ دول عربية عدة عليها.

وكان القادة العرب وافقوا خلال القمة العربية التي استضافها منتجع شرم الشيخ المصري في مارس العام الماضي، على تشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة.

وأكد الملك سلمان أهمية تعزيز الصف العربي في مواجهة الإرهاب، مؤكداً أن ملفات المنطقة تحتم ذلك.

وقال العاهل السعودي، أن التعاون مع مصر سيعجل بالقضاء على الإرهاب. وأضاف «إن معالجة قضايا أمتنا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، تتطلب منا جميعاً وحدة الصف وجمع الكلمة، ويعد التعاون السعودي – المصري الوثيق الذي نشهده اليوم انطلاقة مباركة لعالمنا العربي والإسلامي لتحقيق توازن بعد سنوات من الاختلال، وانتهاجاً للعمل الجماعي والاستراتيجي بدلاً من التشتت، وقد أثبتت التجارب أن العمل ضمن تحالف مشترك يجعلنا أقوى، ويضمن تنسيق الجهود من خلال آليات عمل واضحة».

وأضاف «من المهم أن تتحمل السلطات التنفيذية والتشريعية في دولنا مسؤولياتها الكاملة تجاه شعوبنا ومستقبل أمتنا، وأن نتعاون جميعاً من أجل تحقيق الأهداف المنشودة المشتركة التي تخدم تنمية أوطاننا». وقال «إنه لمن دواعي سروري أن أكون معكم في هذا اليوم الذي أسعد فيه بلقائكم في مجلسكم الموقر».

وأضاف أن مجلس النواب المصري على مدى سنوات طويلة أسهم في تشكيل تاريخ مصر ووجهها الحضاري الحديث في مختلف جوانبه. وأشاد الملك سلمان بالعلاقة بين الرياض والقاهرة وقال «إن القناعة الراسخة لدى الشعبين السعودي والمصري، بأن بلدينا شقيقان مترابطان، هي المرتكز الأساس لعلاقاتنا على المستويات كافة».

واعتبر العاهل السعودي أن لدى الرياض والقاهرة «فرصة تاريخية لتحقيق قفزات اقتصادية هائلة من خلال التعاون بينهما».

وأضاف العاهل السعودي «خلال اليومين الماضيين تم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية والعقود الاستثمارية، كما اتفقنا على إنشاء جسر بري يربط بين بلدينا الشقيقين، وسيربط من خلالهما بين قارتي آسيا وإفريقيا، ليكون بوابة لإفريقيا، وسيسهم في رفع التبادل التجاري بين القارات، ويدعم صادرات البلدين إلى العالم، ويعزز الحركة الاقتصادية داخل مصر، فضلاً عن أن هذا الجسر يعد معبراً للمسافرين من حجاج ومعتمرين وسياح، وسيتيح فرص عمل لأبناء المنطقة. وقد كان من ثمرات الجسر الأولى ما تم الاتفاق عليه بالأمس للعمل على إنشاء منطقة تجارة حرة في شمال سيناء، وهذا سيساعد على توفير فرص عمل وتنمية المنطقة اقتصادياً، كما سيعزز الصادرات إلى دول العالم، وسنصبح أقوى – بإذن الله – باستثمار الفرص التي ستنعكس بعائد ضخم على مواطنينا وعلى الأجيال القادمة».

يذكر أن الملك سلمان بن عبدالعزيز وصل الخميس الماضي إلى القاهرة في إطار زيارة رسمية تستغرق خمسة أيام، وقالت الرئاسة المصرية إن الزيارة تبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن التنسيق والتعاون بين البلدين في مواجهة ما يتعرض له الأمن القومي العربي والخليجي من مخاطر إقليمية وخارجية.

تويتر