5 دقائق

«بارانويا» في سدة الحكم

عبدالله القمزي

الـ«بارانويا» أو الرُهاب مرض نفسي أصاب شخصيات تاريخية وسياسية كثيرة، منها حمد أمير قطر السابق، ومن خلف الكواليس اليوم، حاولت قراءة سلوكه من خلال شخصيته ووجدته فعلاً يندرج تحت فئة هذا المرض النفسي، قد أكون مخطئاً أو غير دقيق، وهذا ليس مقالاً علمياً لكن إليكم ملاحظاتي عن بعض الأعراض:

• الأنانية

موقف: في القمة الطارئة لدول مجلس التعاون الخليجي عام 1990 التي انعقدت في الدوحة بعد غزو نظام الرئيس صدام حسين دولة الكويت الشقيقة، كان حمد ولياً للعهد في قطر، ووقتها قال إن الكويت لن تحرر إلا بعد عودة الجزر المتنازع عليها مع البحرين إلى قطر.

• تبني مواقف حاقدة ضد الغير رغم عدم وجود تهديد

موقف: عندما انقلب الابن العاق حمد على والده وانتزع حكم قطر دون وجه حق، منح الشيخ زايد، طيب الله ثراه، اللجوء لوالد حمد الراحل الشيخ خليفة بن حمد، فاتهمت قطر الإمارات والسعودية والبحرين بالتآمر ضد حمد، رغم أن تصرف الشيخ زايد كان من باب نخوة العربي ومروءته ودفاعه عن المظلوم، إلا أن الابن العاق تبنى موقفاً حاقداً ضد الإمارات استمر إلى اليوم.

• تولد شعور خوف غير مبرر وانعدام الثقة في الأصدقاء

موقف: كان أول موقف لقطر تنظيم الحمدين الإرهابي هو نبذ محيطها الطبيعي وتوطيد العلاقات مع إيران، وفي موقف لا يوصف سوى بالطفولي، أطلق تنظيم الحمدين لقب «شريفة» على تلك الدولة رغم سياساتها العدوانية المعلنة ضد دول المنطقة لإغاظة دول المقاطعة. التحالف مع إيران ضد الأشقاء يبرره التنظيم للشعب القطري بأنها القاعدة السياسية: عدو عدوي صديقي، رغم أن السعودية والإمارات والبحرين لم تكن عدواً لقطر يوماً، والشعب القطري يعلم ذلك.

• انعدام الشعور بالأمان

موقف: منذ انتزاع الحكم تحالفت دوحة الإرهاب مع تنظيم الإخوان المسلمين المجرم ضد دول المنطقة، ومنذ إعلان المقاطعة استضافت الدوحة قاعدة تركية وقوات إيرانية رغم أن المقاطعة إجراء دبلوماسي، وتم التأكيد على استبعاد أي خيار عسكري.

• انعدام الثقة في المرؤوسين (الشعب)

منذ أن جثم تنظيم الحمدين على صدر الشعب القطري وهو لا يثق بأبناء البلد وشرع في عمليات تجنيس واسعة لكل ما اعتبره مواهب رياضية وغيرها، حتى في لعبة الشطرنج جنس التنظيم أفراداً من جنوب غرب آسيا.

• عقدتا الفشل والنقص وشراء الذمم

فشل حمد في الكلية العسكرية في بريطانيا ولم ينجح في شيء أصلاً، فقرر الانقلاب للتخلص من عقدة النقص وإثبات أنه جدير بالحكم، فتولدت لديه عقدة جديدة وهي أنه حاكم غير شرعي، ولأنه يعلم أن قطر دولة صغيرة ومحدودة القدرات لكنها غنية جداً، قرر اختصار الطريق وشراء الذمم بتوزيع الرشى إلى درجة تمويل ورعاية التنظيمات الإرهابية لكسب نفوذ في أوساطها.

ختاماً: من أبرز السياسيين المصابين بهذا المرض أدولف هتلر الذي تسبب في كارثة غزو روسيا لانعدام ثقته بمستشاريه، وجوزيف ستالين الذي ارتكب عمليات إعدام بلا سبب ولم يصدق تحذيرات مستشاريه من خطورة الغزو الألماني. وحديثاً معمر القذافي المتآمر مع حمد ضد السعودية، والإرهابي الهالك أسامة بن لادن، وهذا الأخير كان أيضاً حليفاً لحمد، وكل هؤلاء تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر