ملح وسكر

منافسة شبه محصورة

يوسف الأحمد

من المتوقع أن تتغير ملامح كثيرة في مسارات ومراكز الدوري في النصف الثاني من منافساته، وذلك تبعاً لنتائج مواجهات المتنافسين في أعلى الترتيب وأسفله. ولعل المتتبع للمشهد قد استشف تغييراً قادماً لا محالة، وأن المنافسة باتت شبه محصورة بين فرق معينة، بنت أهدافها على معطيات وممكنات تمتلكها، لمساعدتها نحو الاستمرار في شق الطريق الصعب من أجل تحقيق طموحها وغايتها التي تنشدها. فالتغيير وارد في مراكز المقدمة، وقد تتخلله إزاحات طبيعية أو قسرية، عطفاً على النتائج والظروف المتقلبة، إذ إن مراكز القفز والتراجع ستشهد حراكاً عسيراً، خصوصاً أن المرحلة الحالية لا توجد فيها مساحة كبيرة للتعويض أو انتظار عطايا الآخرين، فالعضّ بالنواجذ سيكون حاضراً بقوة، إذ لا مجال للتفريط أو التراخي، سواء من رغب الفوز برأس البطولة، أو الهرب مبكراً والابتعاد عن منطقة الهبوط. ونتيجة للضغوط والمطالبات التي ستمارس على الأندية، فإن المؤثرات النفسية والفنية ستكون سلاحاً ذا حدين على الفرق ولاعبيها، التي من المفترض أن تتعامل معها بحنكة، كي لا تنعكس سلباً على نتائجها ومراكزها، فكم فريق أضاع بطولات وخسر وجوده مع الكبار بسبب تلك العوامل التي لم يحسن التعامل معها! لذلك هي نصيحة وتذكير بأن حصد البطولة أو البقاء مع الكبار، يتطلب وعياً وتعاملاً ذكياً مع المتغيرات الوقتية لهذه المرحلة، فهناك أدوات مساندة إضافية مطلوبة، من أجل ضبط إيقاع منظومة الفرق داخل الملعب وخارجه!

عندما يكون الشحن والتوجيه حاضرين، يتحول الالتحام إلى ردة فعل مقصدها الإيذاء.

الالتحام والاحتكاك البدني وارد في الملاعب، فهو أحد عناصر اللعبة، ومن دونه لا تستقيم المواجهات، لكن عندما يكون الشحن والتوجيه حاضرين، يتحول الالتحام إلى ردة فعل مقصدها الإيذاء، ويكون حينها اعتداء يجرّمه قانون اللعبة، وله من العقوبات ما يكفي للحد منه، سواء كان بوساطة أصحاب الصافرة في المستطيل، أو لجان الانضباط والعقوبات في المؤسسة الكروية، فالمشكلة حينما يوجه ويكلف المدربون لاعبيهم مراقبة أولئك الذين يصنعون الفوارق، ويكونون بمثابة الورقة الرابحة لفرقهم، من خلال تقييض أدوارهم، والحد من خطورتهم، مستخدمين أساليب عدة لإيقافهم وإفشال مساعيهم في بناء الهجمات أو تسجيل الأهداف، حيث تصبح مهمة صعبة للاعب المكلف، وتتطلب منه تركيزاً ويقظةً حتى لو استخدم فيها القوة والعنف لإنجاز مهمته والفوز برضا مدربه. إذ إن ذلك يخالف قواعد اللعبة، وقد يسبب ضرراً جسيماً غير محسوب على الطرفين، لذا فإن بعض المدربين بحاجة إلى توجيه وتقويم قبل اللاعبين، كون سلامة وصحة غرماء الملعب أهم من عوامل الفوز والخسارة!

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر