5 دقائق

«الفاشنستات».. كل شيء بلاش

خالد السويدي

تلقى مدير أحد الفنادق، في مدينة دبلن الآيرلندية، رسالة من أحد مشاهير التواصل الاجتماعي (الفاشنيستا)، طالباً منه الإقامة المجانية مقابل الترويج للفندق على وسائل التواصل الاجتماعي، المدير ردَّ على الرسالة بقوله: إذا كنت سأوفر إقامة مجانية فمن سيدفع راتب موظفي خدمة الغرف؟ ومن سيتحمل كلفة طعام الإفطار الذي ستلتهمه؟ ومن سيكون مسؤولاً عن كلفة الكهرباء والماء أثناء فترة إقامتك؟ هل تعتقد أنه من اللائق أن أخبر الموظفين بأنني لن أدفع لكم أي راتب، فأنتم ستظهرون في فيديو لأحد مشاهير التواصل الاجتماعي؟!

«الفاشنيستات» في

دول الخليج، على وجه

الخصوص، يريدون كل

شيء مجاناً،

يعتقدون أنهم قد نزلوا

من السماء، ويتعين أن

يتم التعامل معهم

بطريقة مختلفة.

هذه الواقعة أثارت الرأي العام في آيرلندا حول موضوع المشاهير، ومحاولة استغلالهم كل شيء بحجة الشهرة وعدد المتابعين، كان هذا في أوروبا، وإن كان ذلك لا يختلف عن «الفاشنيستات» في دول الخليج على وجه الخصوص، يريدون كل شيء مجاناً، يعتقدون أنهم قد نزلوا من السماء، ويتعين أن يتم التعامل معهم بطريقة مختلفة، وأن تفتح لهم الأبواب، ويفرش لهم السجاد الأحمر أينما وجدوا، وعندما تتم دعوتهم إلى مناسبة اجتماعية، لابد أن يتقدموا باشتراطات غريبة وعجيبة، أولها الدفع الكاش، وآخرها الضيافة بمستوى كبار الشخصيات.

قبل فترة.. تم توجيه الدعوة إلى عدد من المشاهير لحضور أحد المنتديات الإعلامية في الدولة، وتم التكفل بتذكرة سفر على درجة رجال الأعمال، مع خدمة السائق والإقامة في فندق فئة «خمس نجوم»، ومن بعدها بدأت المشكلات، لماذا أجلس في هذا المقعد؟ لماذا لم يتم تكريمي؟ سرير الفندق غير مريح، بوفيه الإفطار بارد! سيارة الضيافة من نوع «أودي» وأنا أفضل «المرسيدس»!

وفي اليوم الأخير من هذا المنتدى، طلبت إحداهن من المنظمين تغيير موعد سفرها، فتم الاعتذار بأنه لا يمكن ذلك نظراً لظروف حجز الطيران، حينها ثارت ثائرتها، وبدأت تلطم شرقاً وغرباً، مع فاصل من التهديد والوعيد بأنها ستتحدث عن عدم تقديرها، وأنها لن تحضر مرة أخرى إلى مثل هذه المنتديات!

أحياناً لا ألوم هذه النوعيات على ما وصل الوضع إليه، بل ألوم الجهات الحكومية التي تحتفي بهم، وألوم كل مؤسسة تعليمية تجعل منهم عنواناً للنجاح، وألوم شريحة كبيرة من المجتمع جعلت منهم مشاهير، عندما تتخذ المؤسسات والمتابعون وغيرهم موقفاً حازماً مما يقوم به مثل هؤلاء سيحسبون 1000 حساب لأي خطوة، وسيعلمون حينها أن من رفعهم إلى الأعلى باستطاعته إعادتهم إلى القاع.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi3

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر