5 دقائق

الفشل ليس نهاية

خالد السويدي

لا أحد يُنكر دور الدولة والجهات الرسمية في تبني المواهب المختلفة، وإبراز الكفاءات الشابة، والتشجيع على الابتكار والبحث العلمي، من خلال الدورات والدراسة، وتوفير البيئة المناسبة للإبداع، وإبرازهم في المحافل المحلية والدولية.

يوجد من يحتاج إلى دفعة معنوية ومادية بسيطة ليتمكن من تلمس طريق النجاح.

إنما هناك في المقابل فئة أخرى من الشباب تعثرت في مرحلة من المراحل، رغم امتلاكها الإمكانات، فقد تجد شاباً لديه أفكار رائعة، ومشروعات مبتكرة، لكنه تعثر فيها، وآخر لم يوفق في عملٍ ما، فوقع ضحية الديون، وشابة متفوقة واجهت صعوبة في الحصول على وظيفة، ليس لشيء، إلا لأنها لا تمتلك «واسطة»، كثيرون مثل هؤلاء الشباب، ممن لم يجدوا الفرصة المناسبة، يشاهد الواحد منهم بأم عينيه الجهات المختلفة تحتفي وتشجع الناجحين، وتغض الطرف عن الفئة التي هي في حاجة إلى المساعدة، ليقعوا في النهاية ضحية للإحباط والاكتئاب والفشل.

الأسوأ من ذلك عندما يرى الواحد من هؤلاء حالات لفاشل يتم دعمه، ويستمر في فشله، ويثبت أنه فاشل مع سبق الإصرار والترصد، وعلى الرغم من ذلك يستمر في مكانه، وهناك موهوب فشل مرة، لكن تم إغلاق الأبواب أمامه إلى أجل غير مسمى.

مجالس الشباب المختلفة في الدولة تضم العديد من الشباب الموهوبين، يشاركون في ندوات، ويخرجون بأفكار بين حين وآخر، إنما لنقف دقيقة، ونفكر ما دور المجالس في دعم الشباب المتعثرين؟ وما الذي قدمته من أفكار لانتشال هؤلاء الشباب؟ أليس من الأولى بمجالس الشباب أن تسعى إلى احتواء مثل هؤلاء؟ ولمَ لا تكون هناك دراسة لحالات تستحق الأخذ بيدها وانتشالها لتكون أداة فعالة في المجتمع؟!

نعم يوجد شباب تغلبوا على الفشل واليأس بفعل الإصرار والإرادة، لكن يجب أن نعي أن القدرات النفسية تختلف من شخص إلى آخر، قد لا يحتاج أحدهم إلى الأخذ بيده، في المقابل يوجد من يحتاج إلى دفعة معنوية ومادية بسيطة، ليتمكن من تلمس طريق النجاح، ويكتب تاريخاً من الإبداع، وكما قال الكاتب البريطاني روديارد كبلينغ: «سيكون أمراً رائعاً أن أبلغ قمة النجاح، لكن الأروع من ذلك، يا صديقي، هو أن نتكاتف ونتضافر أنا وأنت، لنصل معاً إلى هناك».

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر