مزاح.. ورماح

iWarning

عبدالله الشويخ

قبل أن أشرع في كتابة هذه الأسطر، تأكدت أنه لا يوجد تطبيق في الـ«أبل ستور» يحمل هذا الاسم، رغم الحاجة الماسّة إليه، التي لم تعد ترفاً بعد اليوم، لأن غباء بعض المستخدمين وصل إلى تهديد السلام العالمي، وتنبيه أحد الإرهابيين العرب في العاصمة الفرنسية لما يحاك له.

فقد نقلت وكالات الأنباء ما اقترفه أحد الموظفين الأغبياء، حين قام بإرسال رسالة نصية إلى مشتبه فيه يخشى قيامه بعملية إرهابية، بدلاً من إرسالها إلى رؤسائه. وكانت نتيجة الأمر انهيار العملية برمتها، بالإضافة إلى حرج كبير وقعت فيه المخابرات الفرنسية.. ألم أقل لكم إن سر الإرهابيين باتع؟!

وكالات الأنباء لم تذكر طبيعة الرسالة، وهل كانت مباشرة «إنهم يجهزون الشحنة الآن»؟ أم هل كانت مشفرة «السكينة في الزبدة والأقرع ف المدفي»؟ لكنها أقرّت بوصولها إلى الإرهابي المحتمل الذي قرأها، وقام بكل صفاقة بالاتصال بالضابط الفرنسي، وسؤاله عما كان يقصده؟ ألم أقل لكم إنها دولة ديمقراطية لن تتكرر؟!

من ناحية أخرى، انتشرت قصة الخليجي الذي غضب من صديقه لأنه بينما كان الأخير يريه بمجلس منزله أمراً ما في هاتفه المتحرك، ظهرت رسالة من زوجته في الأعلى تسأله فيها: «وهذا متى ناوي يروح بيته إن شاء الله؟!»، ولمخيلتكم معرفة ما حدث بين الصديقين بعدها من حرج، وكيف باتت الزوجة في ذلك اليوم، هذا إن كانت قد باتت في منزلها.. ألم أقل لكم إن الرومانسية هي أساس حياتنا الزوجية؟!

عن نفسي وقعت مرات عدة في أخطاء تقنية غاية في الإحراج، بسبب وجود مجموعات عدة تختلف فكرياً، والاستعجال في الإرسال أثناء الانشغال بأمر آخر، والقصص التي نسمعها بين فترة وأخرى لم تعد مضحكة لفرط تكررها.. فما الحل؟

الحل ببساطة هو أن يقوم أحدهم ببرمجة تطبيق، بالاسم المذكور أعلاه، لنا نحن المستخدمين، وفي حال كان المرسل سيرسل رسالة فيها لفظ خادش أو مشكوك فيه، أو عبارة تحمل معنى سياسياً أو أسرياً، أو أي شيء فيه خراب بيوت، يقوم التطبيق بالتنبيه أو الإنذار: أنت على وشك إرسال رسالة فيها كلمة (...) إلى جهة الاتصال: رئيسك في العمل.. اضغط موافق أو تجاهل.

وهكذا يتم تأكيد الأمور قبل إرسال الرسالة، والحفاظ على سعادتنا وبيوتنا وسمعتنا وسلامنا.. ومن خاف سلم!

Twitter:@shwaikh_UAE

#عبدالله_الشويخ

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر