Emarat Alyoum

«الخدمة 9000»

التاريخ:: 26 أكتوبر 2017
المصدر:
«الخدمة 9000»

الذكاء الاصطناعي قادم! كنتَ مؤمناً بأهميته أم لم تكن، كنتَ ترى فيه تحجيماً للوظائف البشرية أم لم تكن، كنتَ من الذين يحملون فوبيا سيطرة الآلات على الحياة أم لم تكن، هناك واقع يفرض نفسه في حياتنا، وإذا لم تشأ التأقلم معه؛ فيمكنك الهجرة إلى جزر «كوك» التي بحسب تقرير سابق نشر لهيئة الإذاعة البريطانية، تمثل المنطقة الوحيدة التي لا تصلها خدمة الإنترنت، وحتى هذا التقرير قديم نسبياً، وربما تكون قد وصلتها الآن!

الذكاء الاصطناعي يعني بدوره تقديم حزمة جديدة من الخدمات عبر البنية التقنية، وتطويع التكنولوجيا لأفضل استخدام لها، ما الداعي لأن أزور 700 موقع على الإنترنت، وأرسل «الدريول» بحاجاتي إلى الورشة إن كان يمكن القيام بذلك الأمر عن طريق بضعة أزرار في الهاتف! لا مشكلة وهناك آلاف الخدمات التي يمكن تقديمها بهذه الطريقة، ولكن الجهة التي توفر الخدمة تحتاج إلى أن يكون لها دخل، نحن لا نتحدث هنا عن جمعية خيرية!

الأرقام العامة في شركات الاتصالات الإماراتية موزعة بين الرقم 800، الذي يسمح لزبائنكم بالاتصال بك على حسابك، وبين الرقم 600، الذي يسمح لزبائنك بالاتصال على حسابهم. ومن الواضح أن كل الجهات التي كانت تستخدم الرقم 800 أصبحت تتحول إلى الرقم 600، لكي تدفع بالمستخدمين إلى استخدام التطبيقات، ولكن عملية تقديم دعم فني من طرف ثالث هي أمر لابد منه، وهذا الطرف الثالث لابد أن يستفيد، ومن هنا تأتي ضرورة إعادة نظر شركات الاتصالات في إيقاف المشروعات العاملة تحت الرقم 9000 أو ما يعرف

بـPremium rate telephone number، بحيث يقدم طرف ثالث خدمات دعم ذكية، سواء للدعم التقني أو الصحي أو البيئي أو غيرها؛ بحيث يدفع المتصل جزءاً من كلفة الاتصال إلى الجهة المقدمة للدعم، هو وفّر المشاوير والتعب، وهم كسبوا من اتصاله!

هذا الأمر سيفتح آلاف فرص العمل، وعشرات أنماط الأنشطة التجارية التي لم توجد مسبقاً، وإذا كانت تجربة «القمار الإلكتروني» التي كانت على هذا النوع من الأرقام قبل عدد من السنوات، وتسببت في إيقافها، فهي حالة طبيعية كأي تقنية جديدة يتم استخدامها في غير مكانها، ولكن الأمور اليوم تغيّرت، وكلنا ذاهبون في تلك الطريق، فهل ستتكيّف شركات الاتصالات اليوم مع طموح «الذكاء الاصطناعي» الذي تحمله القيادة، أم يبقى جوابهم التقليدي: الخدمة موقفة! حاضراً، ومذكّراً إيانا بالـ«ذكاء» البشري!

Twitter:@shwaikh_UAE

#عبدالله_الشويخ

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .