5 دقائق

«على رأسه بطحة»

خالد السويدي

عندما يوجّه الكاتب نقده إلى جهة معينة أو شخص معين، فليس بالضرورة أن يكون هناك عداء شخصي أو مصلحة يسعى إليها هذا الكاتب، سواء كان ذلك في الصحف الرسمية، أو في وسائل التواصل الاجتماعي.

نعم، توجد حالات يكون فيها النقد غير موضوعي، قد تحركه المصالح الشخصية، ورغبة في النيل من سمعة أحدهم، أو الانتقاص من مؤسسة معينة، إنما هذا النوع يكون واضحاً لدى الأغلبية التي تستطيع التمييز بين النقد والتجريح.

ليعلم الجميع أن الأمم لا ترتقي إلا بالمصارحة والمكاشفة التي تهدف إلى مصلحة الوطن.

هناك مؤسسات وأشخاص يتقبلون كل ما يثار حولهم بصدر رحب، لا يأخذون الموضوع بحساسية، طالما أن ما يثار في وسائل الإعلام يهدف إلى جودة الخدمة وتذليل العقبات، والحرص على المصلحة العامة.

قبل فترة تلقيت اتصالاً من هيئة الصحة في دبي، تعقيباً على أحد المقالات، وقبل أسبوع تلقيت رسالة إلكترونية من وزارة التربية والتعليم، للاستفسار عن حالة تمت الكتابة عنها في المقال الماضي.

الاتصال من هيئة الصحة والرسالة الإلكترونية من وزارة التربية والتعليم جاءا متوافقين مع رغبة هاتين الجهتين في معالجة ما ورد في المقالين المنشورين، ما يؤكد حرصهما على تحسين الخدمة للمواطن والمقيم، وحل مشكلات الموظفين الذين قد يواجهون صعوبة في حل مشكلاتهم.

أما المصيبة، فعندما يعتقد البعض أنه مستهدف في منصبه، وأنّ كل ما يُكتب عن تلك المؤسسات يعتبر طريقة من طرق النيل من المسؤول، وأن الكاتب لابد أن يكون كاتباً مرتزقاً بدعم من جهات وأشخاص آخرين!

هنا تبدأ المصيبة، وتأخذ هذه النوعية العزّة بالإثم، إذ لا يتوانى عن إرسال من يتهجم على الكاتب، وفي بعض الأحيان الطعن في وطنيته، لأنه تجرأ وانتقد مديراً أو جهة حكومية، وربما في حالات أخرى يرفع قضية في المحكمة حتى لو لم يرد اسمه أو اسم المؤسسة على مبدأ «اللي على راسه بطحة يحسّس عليها».

يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: «نحن نتقبل النقد، لأنه ربما يدلنا على الصواب»، لذلك ليعلم الجميع أن الأمم لا ترتقي إلا بالمصارحة والمكاشفة التي تهدف إلى مصلحة الوطن، أما المجاملة والتطبيل فهما ليسا من الوطنية.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر