أبواب

لمن فشلن في «الريجيم»!

أحمد حسن الزعبي

إذا شعرتِ أن أصوات أمعائك بدأت تتعالى، تترجاكِ آناء الليل، وبدأت جنود صبركِ تتساقط على سور الثلاجة، والبرنامج المقسم برتابة على أيام الأسبوع صار أصعب من كتاب الفيزياء المقرر لطلاب الثانوية العامة، وأعلنتِ الاستسلام بعد حرب الأيام الستة أمام جحافل الطعام، فلا تيأسي ولا تحزني، فهناك من يقدّر السُمنة ويتغنّى بها، لا بل إن شعراء وملوك و«أدمغة» العرب القدامى كانوا يفضّلون السمينات على «أم النحافة» كلها.. ثم لا غرابة لو عرفتِ أن العرب كانت تطلق على السمينة كلمة الجميلة، ومعنى كلمة «جميل» في اللغة العربية «الشحم»، تخيّلي يا رعاك الله!

«بلاش».. هل سألتِ نفسك عن الاسم العربي الأشهر «خديجة» ماذا يعني؟ إنه يعني المرأة ممتلئة الذراعين والساقين، كما كانوا يصفون المرأة التي ترجّ الأرض رجّاً لسمنتها بـ«البرمادة».. شيء يذكّرني بالدبابة.

من مدحها الأعشى والنابغة الذبياني والبحتري وعمر بن أبي ربيعة هل ستلتفت إلى ما سيقوله إيلي صعب وجاد غندور وسارة ملكي؟

كما أن المرأة التي تسير بتمايل من السمنة حرّكت قريحة الشاعر العربي الكبير الأعشى، فوصفها بأنها تشبه الهودج قائلاً:

غراء فرعاء مصقول عوارضها

تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل

كما قال ابن شبرمة - أنا مش عارف مين ابن شبرمة - لكنه قال: «ما رأيت لباساً على المرأة أزين من الشحم»، فالبدانة من أهم مقاييس الجمال لدى العرب، فالمرأة «العبلاء»، أي الممتلئة، هي المرأة الجميلة في نظر أبينا العتيق، والمرأة النحيفة «ذات الريجيم» هي المرأة المكروهة، والعياذ بالله، لدى الأجداد، طيب الله ثراهم، إذ قال أحدهم:

أعوذ بالله من زلاّء ضاوية

كأن ثوبيها علّقا على عود

ويصف العرب أيضاً المرأة «المتينة» بأنها خرساء الأساور، لأن السمنة تمتد إلى الرسغ، فتحشر الأساور أيما حشرة، وتمنع ارتطامها ببعضها بعضاً، فتصبح الأساور خرساء محجوبة الرنين، وعلى سيرة الأساور والخلاخيل، فقد قال البحتري أيضاً:

مَشينَ ضحىً بأقدامٍ لِطافٍ

وسوقٍ في خلاخلها خِدالِ

(السوق جمع ساق والخدال الممتلئة الضخمة).

يعني من مدحها الأعشى والنابغة الذبياني والبحتري وعمر بن أبي ربيعة هل ستلتفت إلى ما سيقوله إيلي صعب وجاد غندور وسارة ملكي؟

خلاص استهدوا بالله واتركوا الريجيم.. وتفضّلوا على المقسوم..

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر