Emarat Alyoum

«مبروك الحاسر طال عمرك..!!»

التاريخ:: 05 سبتمبر 2017
المصدر:
«مبروك الحاسر طال عمرك..!!»

لأنه عمليٌّ كبني جلدته، لا يهمه التطبيل أو المديح، بقدر ما يهمه أن تبقى دولته ذات المليار ونيف مواطن في الصدارة، وأن تبقى خزائنه ملأى، وأن ينافس غريمه الأخير (بيل غيتس) على صدارة الترتيب العام، وهو يعلم بأن فرصته أكبر، بسبب عنصر السن، لذلك لم يجبر الملياردير مارك زوكبيرغ، مؤسس «دولة الفيس بوك»، أحداً من رعاياه على الاحتفال بقدوم المولودة الجديدة، واكتفى برسالة عاطفية مؤثرة لمن يتابع حديثه اختيارياً من الجمهور.. وتمنى لمولودته الجديدة الحياة السعيدة، وأن تكون في «ثبات ونبات»، وأعلن أنه اختار لمولودته اسم أغسطس، تيمناً بالشهر الذي ولدت فيه.

وعلى الرغم من عدم وجود أي حسّ إبداعي في اختيار الاسم لدى الشخص الذي أبدعت عقليته إحدى أهم وسائل التواصل التي غيّرت وجه العالم، إلا أن الحقيقة أنه حرّ.. أغسطس بنت مارك الروزكبيرغي.. والنعم.. هل يستطيع أحد أن يقول إنها ليست ابنة عائلة عريقة في زمن احتساب العراقة بما يملك والدها (54 مليار دولار)؟! يعني بحسبة حساد العرب يفصّل أربعة من الوليد بن طلال، ونحو درزن من سعد الحريري! هو حرّ، بفلوسه! لو كنت مكانه لما اكتفيت باختيار أسماء أشهرٍ لأبنائي، بل ربما غيّرت اسمي نفسه لـ«مايو الشويخ»، أو ربما «أيار الشويخ» للادعاء بأنني خريج «الشويفات»!

في تاريخنا العربي والقبلي تحديداً سُمي الكثير من المقرودين بأسماء سخيفة، كنوع من اتقاء الحسد.. مَنْ يحسد شخصاً اسمه «فنيطل» على سبيل المثال؟! فاسمه مدعاة لاستحقاق الصدقة، وليس الحسد، أو «جغيمط»، أو أسماء أخرى كثيرة أخشى ذكرها، لأن بعضهم واصلون، لكن أهمية إبعاد الحسد كانت في زمن ما، تتقدم على أهمية أن ينشأ الطفل، حامل الاسم، عزيزاً، رافعاً رأسه، لا يحمل عقدة سخيفة، يأتي يوم، حتماً، وينكّل بأم المجتمع بسببها.

«لقد عقّقته قبل أن يعقّك»، كانت تلك هي إجابة عمر بن الخطاب على شخص شكا له عقوق ابنه.. ثم أخبره الابن بأنه سمّاه «جعلا»، يعني «خنفوس» بلغة هذه الأيام.

سموا أبناءكم بما يحبون، كي لا يؤذونا بما يترسب فيهم، وتذكروا أن أشد الناس أذى لمجتمعاتنا كانت أسماؤهم تدور في فلك الأذى، ولكل امرئ من اسمه نصيب.

أما الحسد فلا تخافوه إلا حين تقتربون من رقم السيد مارك راعي «الفيس»!

Twitter:@shwaikh_UAE

#عبدالله_الشويخ

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .