كل يوم

قطر.. تسطيح وتمييع المشكلة!!

سامي الريامي

ليس الأمر بتلك السطحية التي تروج لها حكومة وإعلام قطر، فالمشكلة لم تكن أبداً في وجود دولة صغيرة يهدّدها جيرانها الأكبر منها بابتلاع سيادتها والتحكم بها، وبسياساتها الخارجية، فحجم الدول لم يكن يوماً معياراً للعلاقات السياسية بين دول مجلس التعاون، والأدلة على ذلك كثيرة، فالبحرين مثلاً ليست دولة كبيرة، بل هي أصغر من قطر في المساحة، لكنها دولة محبوبة من جيرانها، وهي دولة حرة ذات سيادة وسياسة خارجية مستقلة، لم يهدّدها أحد، ولم يعادها أحد!

غريب جداً ذلك الإنكار القطري للحقائق الدامغة، وغريب جداً تمييع القضايا، والابتعاد عن جوهر الخلاف الرئيس، والتحايل عليه بقضايا هامشية سطحية، لاستعطاف واستمالة الشعب القطري أولاً، الذي يبدو واضحاً أنه مغيّب تماماً عن لبّ المشكلة، ومن ثم استعطاف واستمالة الشعب العربي بشكل عام. ولكن بخلاف أولئك المتحزبين والحاقدين والمأجورين، فإن كذب وتلفيق الإعلام لم ينطلِ على كل من يملك عقلاً مستقلاً، فالأدلة دامغة، والتناقضات القطرية لا يمكن تصديقها!

مشكلة الدول المقاطعة والداعمة لمكافحة الإرهاب مع قطر تتمثل في تمويل الإرهاب، واحتضان قيادات التنظيمات الإرهابية المتطرفة، إضافة إلى الترويج للفكر الضال والشاذّ في منصات إعلامية وأذرعها المنتشرة في دول عدة عبر العالم، والممولة من قبل الدوحة، فلمَ لا تمتلك قطر الشجاعة الكافية للتوقف عن ذلك، وتحفظ أمنها وأمن جيرانها، بدلاً من المكابرة والإنكار، وتمييع القضية، والتباكي تارة، بوصف ما حدث بحصار جائر ضد شعب شقيق، والتباهي تارة أخرى بعدم التأثر، ووصول البضائع من كل مكان في العالم، وزيادة موجودات البنوك والمصارف، لِمَ لا تتوقف عن اتباع سياسة اللعب على الأوتار المتناقضة في كل شيء؟!

قطر تراوغ وتراهن على الغرباء، وهي في ذلك تناقض التاريخ والجغرافيا، وهؤلاء الغرباء لن يستطيعوا نزع موقع قطر من بين دول المجلس، طال الأمد أو قصر، لا يهم دول المقاطعة كم يستمر التعنت القطري، ولا يهمها تلك الإساءات والبذاءات الإعلامية من جميع الذين تدفع لهم الدوحة الأموال، فالدول المقاطعة لن تلتفت لأي شيء، وستستمر في إمعان المقاطعة، وهي عندما اتخذت إجراءاتها كانت تعلم تماماً أن احتمالية تعنت وإنكار قطر أكبر من احتمال التزامها وموافقتها على قائمة المطالب، فالوقت ليس بعيداً عن اتفاقية الرياض والاتفاق التكميلي لها، اللذين نكثت بهما قطر، ولم تلتزم بما ورد فيهما من بنود، رغم توقيع أميرها، لذا ما يحدث اليوم ليس مفاجئاً، بل هو متوقع، فمن ينكث العهد مرة ينكثه مرات، ومن يكذب مرة يكذب مرات، ومن يخن جاره مرة يخنه مرات!

هدف دول المقاطعة الداعمة لمكافحة الإرهاب واضح وصريح ونبيل، هو تحقيق الأمن والأمان والاستقرار للمنطقة وشعوبها، وهي حريصة أيضاً على قطر، لكن قطر الخليجية الجارة الشقيقة، وليس قطر التي تسعى لتقويض الأمن والإضرار باستقرار الجيران، ليست قطر الإيرانية الإخوانية الداعية والممولة للإرهاب بالتأكيد!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر