كل يوم

قوة اقتصادية غير مستغلة رياضياً!

سامي الريامي

دورينا غير ناجح تجارياً، وهكذا حال كرة القدم، وحال الأندية الرياضية أيضاً، قليل من الاستثمارات هُنا وهناك لكنها لا تفي بالغرض أبداً، ولولا دعم الحكومات المحلية للأندية لأغلقت جميع الأندية أبوابها، ولما استطاعت الإنفاق على أي من الألعاب والاستمرار في دفع رواتب الموظفين أو اللاعبين.

وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فإننا سنشهد خلال سنوات مقبلة عمليات دمج بين الأندية، وإغلاق أندية أخرى بشكل مستمر على مستوى الدولة، وسنشهد تراجعاً مؤكداً لمستويات الأندية لأنها لن تستطيع توفير مبالغ للاعبين محترفين، ولا حتى للاعبين محليين، وتالياً فإن المستوى العام مرجح للتراجع!

لذا لابد من أن يتحرك الجميع من الآن، ويفكر الجميع في حلول جذرية، وفي أفكار من خارج الصندوق للنهوض بالأندية، وتنمية مدخولها، والتفكير في آلية عمل اتحاد كرة القدم أيضاً، وكيفية حصوله على مداخيل إضافية، بعيداً عن الترويج التقليدي، وبيع الدوري الذي لا يساوي كثيراً بسبب عزوف الجماهير وضعف المستوى العام!

شخصياً لا أملك كثيراً من الأفكار، ولكن نظرة شاملة ومن زاوية قد تكون مختلفة، سنجد أن هناك قوة مالية واقتصادية كبيرة تقع خارج منظومة الرياضة عندنا، ولابد عاجلاً أم آجلاً التفكير في كيفية الاستفادة منها، وبطريقة ذكية لا تضر أحداً، ولا تؤثر في أحد، بقدر ما تكون رافداً جديداً تستفيد منه رياضتنا مالياً على أقل تقدير. هذه القوة الاقتصادية متمثلة في مئات الجاليات وملايين الوافدين الذين يشاركوننا مختلف مناحي الحياة في الدولة، في حين أنهم يشكلون صفراً في المعادلة الرياضية، لا أقصد هنا فتح الأندية الرياضية لهم، وإشراكهم في الفرق والدوري المحلي، ولكن لابد من إيجاد طريقة ما، وفكرة ما تجعلهم فاعلين ومساهمين وداعمين للأندية الرياضية.

ماذا لو فكر اتحاد الكرة في تنظيم دوري للشركات مثلاً، موازٍ للدوري العام؟ وبالتأكيد سيستفيد الاتحاد من هذا الدوري مالياً أكثر بكثير من استفادته من الدوري المحلي، والدليل على ذلك أن أعداد حضور أي مباراة كريكيت تفوق أعداد حضور عشرين مباراة من الدوري المحلي.

أعتقد أن مثل هذه الفكرة لن تضر أحداً، ويمكن للاتحاد تنظيم هذا الدوري من خلال تأجير ملاعب الأندية لتكون لهم دخلاً إضافياً، ويمكن تشكيل لجان لدراسة كيفية الاستفادة المالية من هذه الفكرة للأندية والاتحاد معاً، ودراسة كل أوجه سلبيات وإيجابيات مثل هذا الأمر.

هناك الكثير من الشركات الكبيرة تفوق ميزانياتها ميزانيات أندية محلية مجتمعة، وهناك كثير من رجال الأعمال الآسيويين والأجانب لديهم من المليارات ما يجعلهم مؤهلين لإنشاء فرق كروية قوية، وهناك ملايين من الوافدين يرغبون في مشاهدة مباراة يلعب فيها لاعبون معروفون من جنسياتهم، فما الضير في تجميع كل هذه الخيوط للخروج بفكرة تسمح لاتحاد الكرة بزيادة دخله بالاستفادة من هذه المعطيات؟!

بالتأكيد لن تعجب هذه الفكرة كثيرين، وسيهاجمها كثيرون، خصوصاً أولئك الذين يتحسسون من كل شيء، عموماً دراستها لن تضرنا في شيء، المهم أن يبدأ الجميع في التفكير خارج الصندوق لمستقبل الأندية والرياضة مالياً، فالوضع الحالي لن يدوم طويلاً!

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر