كل يوم

ماذا فعل المال القطري بالعرب؟!

سامي الريامي

إلى جميع المتشدقين بالحرية، وكل من يجهل أفعال قطر وقناتها الخبيثة الجزيرة، وإلى كل من أسهم ولو بكلمة في إذكاء ودعم وتشجيع ثورات «الربيع العربي» المزعوم، إليهم جميعاً، وإلى شعب قطر وجميع الشعوب العربية، حان وقت إمعان النظر في نتائج تلك الثورات، وجاء وقت التفكير بتركيزٍ في ما حدث، ليكتشف الجميع الدور التخريبي الحقيقي الذي قام به «الحمدان»، حمد بن خليفة، وحمد بن جاسم، وما أحدثته أموال قطر وحكومة قطر، وتلك القناة الموبوءة، من دمار وتخريب في أنحاء الوطن العربي الكبير!

المنتدى الاستراتيجي العربي لخّص كل ما حدث في تقرير مؤلم وصادم، لكنه ضروري للكشف عن غشاوة من ظلت في عينيه غشاوة، بسبب التلاعب بالكلمات، واستغلال العواطف، واختطاف الدين، وإلى كل من لايزال يجهل حجم الفوضى والدمار والقتل والعنف في البلدان العربية، الذي تسببت فيه الحكومة القطرية، من خلال دعمها الإرهابيين باسم الثورات، وتمويلها المنشقين والمتحزبين الطامعين في الوصول إلى السلطة باسم الدين، أولئك الذين دمّروا الوطن العربي بفكرهم وأيديهم وأموال قطر!

نتائج ما يعرف بـ«الربيع العربي»، الذي تم برعاية كاملة من حكومة قطر، وخلال الخمس سنوات الماضية، كانت دماراً شاملاً كاملاً للبنية التحتية لأربع دول عربية، هي ليبيا واليمن والعراق وسورية، ونتج عنه وجود 14 مليون لاجئ عربي، وثمانية ملايين نازح، و1.4 مليون قتيل وجريح، و30 مليون عاطل عن العمل!

وبلغة المال، فقد خسر العرب نحو 900 مليار دولار، بعد بنية تحتية مدمّرة، و50 مليار دولار كلفة اللاجئين السوريين، و640 مليار دولار خسائر في الناتج المحلي العربي، إضافة إلى تريليون و200 مليار دولار كلفة الفساد في المنطقة العربية!

بفضل «الربيع العربي» المزعوم، وبفضل جميع من يموّل ويدعم التخريب والدمار، أصبح 90% من لاجئي العالم من العرب، و80% من وفيات الحروب عالمياً من العرب، و60% زيادة في معدلات الفقر آخر عامين عند العرب، وهناك 70 مليوناً يعيشون تحت خط الفقر، و14.5 مليون طفل لم يلتحقوا بالمدارس هذا العام، وخمس دول عربية في قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم!

أليس من الغريب أن تمضي الحكومة القطرية، رغم هذا كله، في طريق الإرهاب والمؤامرات والدسائس، بدلاً من أن تشعر بالخزي والعار؟! وهل يمكن اعتبار حمد بن خليفة شخصية طبيعية، وهو الذي أسهم بشكل مباشر في نشر هذا الدمار والتخلف في الوطن العربي الكبير، وبشكل لم يسبقه إليه حتى المغول والتتار؟!

تقرير المنتدى الاستراتيجي العربي، أبلغُ من جميع المنظرين والمتفلسفين، وأصدق من الكاذبين المدّعين المستغلين الدين وبساطة العامة، وهو أبلغ رد على تدليس وتلفيق وافتراء «الجزيرة»، والآلات الإعلامية الأخرى، التي تتحرك بأموال قطرية، فالثورات العربية لم تجلب الحرية، ولم تقضِ على الفساد، ولم تكن في مصلحة الشعوب، ولم تكن مرحلة انتقالية لحياة الرخاء والرفاهية، بل كانت سبباً في دمار العرب، وسفك دمائهم، وهي سبب نكبتهم وزيادة تخلفهم، فهل هناك عاقل مازال يشكّ في ذلك!

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 
 

تويتر