كل يوم

أكثر بكثير مما يكفي!

سامي الريامي

الأخ العزيز مروان بن غليطة يرى أن اللاعب الإماراتي لا يستحق سوى 2.4 مليون درهم سنوياً، وبصراحة فإن هذا الرقم ليس قليلاً على لاعبين في دوري محلي، عادي المستوى، لم يحققوا مع المنتخب أي إنجاز خارجي، خصوصاً أن هذا المبلغ يعني 200 ألف درهم شهرياً، وهو راتب مرتفع جداً، مقارنة بسلم الرواتب الحكومية والمحلية في الإمارات!

أُدرك تماماً أنه لا ربط بين رواتب اللاعبين، وسلم الرواتب في المؤسسات والدوائر الحكومية وغير الحكومية، لكنها مقاربة فقط، ومع الاحترام لدور اللاعبين وأهميتهم، خصوصاً في تمثيل الدولة، إلا أنه من الضروري أن يكون لكل مهنة أو وظيفة أو «حرفة» ميزانها، ووزنها المنطقي، الذي يحدد قيمة العمل المبذول، مقارنة بالراتب المدفوع!

في المملكة العربية السعودية حُسم الأمر، وأصبح هُناك سقف واضح لرواتب اللاعبين، لا يتجاوز 150 ألف ريال سعودي، وهو مبلغ جيد وعادل، مع الأخذ بعين الاعتبار جدية ونتائج وإنجازات المنتخب السعودي الشقيق ولاعبيه، لذا فإن الوقت مناسب جداً، لاتخاذ اتحاد الإمارات قراراً شجاعاً على شاكلة القرار السعودي، وأن يبدأ المسؤولون في الاتحاد باتخاذ خطوات جريئة وواسعة في هذا الاتجاه، وتصحيح الوضع السلبي، الذي تفاقم خلال السنوات الماضية، ووصل إلى حد غير معقول ولا مقبول، في المبالغة بالصرف على اللاعبين، واسترضائهم على حساب المجتمع، وأمور أخرى أكثر أهمية من كرة قدم!

أعتقد أن الوضع الآن مهيأ أكثر من أي وقت مضى لإيقاف هذه المبالغات، فالمجتمع بأسره رفض سلوك بعض الأندية، عندما تسابقت لاستقطاب لاعبين محليين، ودخلت في مزايدات رقمية فلكية، مقارنة بحجم الدوري الإماراتي المحلي، حتى أصبح لدينا لاعبون إماراتيون يتقاضون رواتب ومبالغ أكثر من لاعبين أساسيين في ناديي ريال مدريد وبرشلونة!

إنها مسؤولية اتحاد الكرة من دون شك، لكنها أيضاً مسؤولية الأندية، والمصلحة العامة أهم بكثير من مصالح الأندية، والصرف ببذخ على هذا القطاع لا يفيد أحداً، ولا يستفيد منه أحد سوى اللاعبين أنفسهم، ولا أحد غيرهم، فهم غير مطالبين بأي شيء، لعبوا بحماسة وبجد، أو ببرود وفتور، فازوا أو خسروا، النتيجة بالنسبة لهم أبداً غير مهمة، في حين أن المهم هو استمرار تحويل الملايين الشهرية إلى حساباتهم، دون حساب أو عقاب!

ليس تحاملاً على اللاعبين، ولا حسداً لما يحصلون عليه، لكنها الواقعية، ورحم الله امرَأً عرف قدر نفسه، هم مجرد لاعبين في دوري محلي، ليسوا أفضل من غيرهم من لاعبي العالم، ولا لاعبي القارة، ولا حتى لاعبي المنطقة، ولا يوجد مقابل ملموس نظير ما يحصلون عليه من مال، كما لا يوجد أي مردود مالي للأندية أو المجتمع، إنها أموال مهدرة، لأن هناك من لا يستحق أن يأخذ أكثر بكثير مما يستحق، في المقابل فهو عملياً لم يقدم شيئاً يذكر!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر