أبواب

لا تتناول هذا السحور!

أحمد حسن الزعبي

هذه القصة حدثت فعلاً، وليست من قصص ألف ليلة وليلة.. وعليه فإن الفطين من اتعظ بغيره لا بنفسه، وما نحن في الصحافة والإعلام إلا وسطاء خير إن شاء الله، نقصد إلى التنبيه، وتدارك الأخطاء قبل وقوعها، من باب: «حب لأخيك ما تحب لنفسك» والله من وراء القصد.

إذا كان لديك مهام غير رسمية أو فروع أخرى ننصحك عدم تشغيل «الجي بي إس» لسلامتك وسلامة من حولك.

القصة تتلخص بما نشرته الصحف الخليجية ولاقى الخبر أعلى قراءات، وذلك للاهتمام الشديد بتفاصيل الحادث.. مفاد الخبر أن سيدة كويتية اتصلت الأسبوع الماضي بأحد المطاعم هناك لتطلب وجبة سحور متمنية أن تصلها الوجبة في الوقت المناسب، لتتمكنّ من تناوله ومن ثم عقد النية على صيام الغد من شهر رمضان الفضيل، فما كان من مسؤول الطلبات إلا أن طلب رقم الهاتف المعتمد ليستطيع تمرير لموظف التوصيل الذي سيقوم بالبحث عن عنوان المكان في «الجي بي إس» من خلال الرقم.. الزوجة ومن باب الاحتياط أعطته رقم زوجها الطيب الحنون، الموظف - الله لا يوفقه - وأثناء تسجيل الطلبية كان يحاول أن يدقق معها العنوان.. أنتم في حي كذا شارع كذا.. بناية كذا.. للوهلة الأولى السيدة تفاجأت فالعنوان يختلف تماماً عن مكان سكناها.. لكن بحسّها الأنثوي العظيم مشت معه وبدأت تكتب وتسجل ما كان يتلوه عليها الشاب النبيه الدقيق في عمله.. حول العنوان المختلف.. وما أن أغلقت السماعة حتى شغّلت سيّارتها وذهبت إلى العنوان الذي أرشدها إليه مشكوراً موظف المطعم «تن.. تن.. ضربت جرس الشقة»، وإذا بسيدة عربية رشيقة القوام تفتح الباب.. عفواً بيت فلان الفلاني؟ نعم! موجود.. إيه نعم موجود.. أنتِ مين؟؟ أنا زوجته؟؟ وأنتِ؟ أنا كمان زوجته.. وهنا تعطّلت لغة الكلام وبدأت النجوم والشرار تتطاير من موقع معركة ذات السحور والضرب وشدّ الشعر المتبادل، حيث دخل «الإمساك» و«الإمساك» على أشدّه هذه تمسك بشعره هذه وهذه تمسك بشعر هذه.. إلى أن بان الخيط الأبيض من الأسود من دشداشة الزوج المشترك الذي انتهى به سحوره في قسم الشرطة ليحل الخلاف مرحلياً.. وتبدأ مرحلة المباحثات والتفاوض والوسطاء الخارجيين.

العبرة المستفادة من القصة عزيزي الرجل.. إذا كان لديك مهام غير رسمية أو فروع أخرى ننصحك عدم تشغيل «الجي بي إس» لسلامتك وسلامة من حولك.. كما ننصحك باستخدام «نوكيا 3310» أثناء الجولات المكوكية لأسباب أمنية.. وإلا أنت ومشروعاتك كلها ستكون في «وضعية الطيران»!

 ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر