5 دقائق

إذا كذبت العنزة!

خالد السويدي

يقول المثل البلغاري «إذا كذبت العنزة فإن قرنيها لا يكذبان»، هذا بالضبط ينطبق على ما يحدث من الجانب القطري، في نفيه لكل ما قام به خلال السنوات الماضية، فقناة الجزيرة التي تمارس التحريض وافتعال الأزمات لا تبث من لندن، ورموز الإخوان من النطيحة والمتردية لا يقيمون في أميركا، وعدد من المنظمات المشبوهة التي تدعم الإرهاب ليست مدعومة من البحرين، والصحف التي تسيء إلى العلاقات الخليجية لا تمول من الإمارات، والتدخل في الشؤون الداخلية لم يكن من هاييتي، بل إن القاسم المشترك في كل ذلك دولة واحدة اسمها قطر.

الرحلات المكوكية لوزير الخارجية القطري في مشارق الأرض ومغاربها لم ولن تساعد على عودة العلاقات.

لقد مرّ أكثر من أسبوعين منذ بداية الأزمة، ولا يبدو أن هناك ما يبشر بالخير، بل على العكس، تشير التكهنات إلى اتخاذ المزيد من القرارات خلال الأيام المقبلة، إن لم تكن هناك أي بوادر لحسن النية من الأشقاء في قطر.

الرحلات المكوكية لوزير الخارجية القطري في مشارق الأرض ومغاربها لم ولن تساعد على عودة العلاقات، والفبركات الإعلامية، وتخصيص المرتزقة، للإساءة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، لن يكون حلاً للأزمة، والهجوم من القنوات التابعة لقطر لن يثني الدول المقاطعة عن القرارات التي أقرتها منذ بداية الأزمة، وظهور النطيحة والمتردية للإساءة إلى دول الخليج ما زاد شعوب هذه الدول إلا تماسكاً والتفافاً حول قرارات قياداتها.

الجانب القطري يصر على العناد والمكابرة، وستكون النتيجة مزيداً من الضغوط والمشكلات على رأس صاحبها، وعلى الرغم من أن الحل واضح بكل ما تعنيه الكلمة من معنى للأشقاء في دولة قطر، إلا أنهم اختاروا الطريق الخطأ في معالجة الأزمة الخليجية، التي لا يمكن أن ترضي أي خليجي شريف.

دول الخليج كررت مراراً وتكراراً أن حل الأزمة في يد قطر وحدها، لا دخل للأميركيين ولا الاتحاد الأوروبي ولا جزر الكاريبي في هذا الحل، المطالب واضحة جداً، يعرفها الصغير قبل الكبير، أما الاستغباء، وادعاء المظلومية، والهروب إلى الخلف، واستجداء الدول، والعمل بخبث، والاستنجاد بالغريب، فيعني أن الأزمة ستطول كثيراً، وكل هذا ليس في مصلحة قطر ولا الشعب القطري.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر