كل يوم

بناء الإنسان أساس تطور الإمارات

سامي الريامي

صُممت أرضية جناح دولة الإمارات في «إكسبو أستانة» بكازاخستان، بطريقة مستوحاة من الكثبان الرملية في صحراء ليوا الإماراتية، وينبهرالزوار عند دخول الجناح برؤية أفق العاصمة أبوظبي، من خلال تصميم لمقولة الأب المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «مهما أقمنا من مبانٍ ومنشآت ومدارس ومستشفيات.. ومهما مددنا من جسور وأقمنا من زينات، فإن ذلك كله يظل كياناً مادياً لا روح فيه، وغير قادر على الاستمرار، إن روح كل ذلك (الإنسان)، فهو القادر بفكره، القادر بفنه وإمكانياته على صيانة كل هذه المنشآت، والتقدم بها والنمو معها».

وتماشياً مع هذه المقولة الخالدة، كان إنسان الإمارات حاضراً بمجموعة متميزة من خيرة شباب وشابات الدولة في المعرض، فهم يعكسون الثروة الحقيقية التي وصلت إليها الإمارات، ويعكسون تطورها وحجم التنمية الهائل الذي تمر به، متسلحين بالعلم والمعرفة، ممتلئين بطيبة وكرم وتواضع أهل الإمارات، كما يمتلكون خبرات متراكمة في المشاركة بتميز في معارض «إكسبو» العالمية، ما يملأ نفوسنا بثقة كبيرة بقدرتهم على استضافة وتنظيم أفضل وأجمل معرض «إكسبو» على مر التاريخ في دبي 2020، هذا ما وعد به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وكلنا ثقة أنه قادر على ذلك!

ويتميز جناح الإمارات بمواكبته لموضوع الطاقة، وهو شعار «إكسبو أستانة»، وأبدع شبابنا في إيصال الأفكار بتنوع وابتكار، واستطاعوا إبراز مشروعات الطاقة المستقبلية، التي تنفذها الدولة بشكل لافت، ومن خلال عروض تفاعلية لمجموعة رائعة من الأفلام، التي تسلّط الضوء على استراتيجية قطاع الطاقة ومستقبله في الإمارات، وكذلك مشروعات الدولة في مجال الطاقة المستدامة، مثل مشروع مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، الذي تنفذه هيئة مياه وكهرباء دبي، والذي يعتبر أكبر مشروع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وكذلك ما قدمته «مصدر» في مجال الطاقة المتجددة، حيث استثمرت في مشروعات مشتركة بلغت قيمتها الإجمالية 8.5 مليارات دولار أميركي، تتوزع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وغرب أوروبا، إضافة إلى جهود تأسيس مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، بهدف توفير مصدر جديد للطاقة بما يصل إلى 25% من احتياجات الدولة من الطاقة الكهربائية، إلى جانب تقليل الانبعاثات الكربونية بنحو 12 مليون طن سنوياً.

ولاستكشاف ماضي وحاضر ومستقبل قطاع الطاقة المستدامة في دولة الإمارات، يضم الجناح مسرحاً مفتوحاً بزاوية قدرها 270 درجة، ليقدم تجربة فريدة، للتعرف إلى الحياة في الدولة وتطورها. مع التركيز على جوانب الاستدامة والبيئة، وكذلك على التقدم المستمر لقطاع الطاقة، من خلال الابتكار والتقنيات المتقدمة.

جناح الإمارات في «إكسبو أستانة» متميز جداً، وهذا شيء متوقع، يتناسب مع خبرة وتاريخ الإمارات في مشاركاتها الفاعلة والناجحة في معارض «إكسبو»، والأهم أن الإمارات لديها ما تقدمه دائماً في كل مناحي الحياة، وكل المجالات، ورصيدها من الإنجاز والتطور والنمو، يجعلها دائماً محط الاهتمام والنظر، لذا فلا غرابة أن يصطف الزوار في طوابير طويلة، ليدخلوا جناح الإمارات، في حين أن الأجنحة القريبة من جناح الإمارات خاوية، وقلما يدخلها زائر!

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر