5 دقائق

أسلوب رخيص

خالد السويدي

هناك فرق بين إعلام يتناول الأحداث بموضوعية وصدق وشفافية، وبين آخر سلاحه الكذب والتدليس وإثارة الكراهية، فهناك من يعتقد أن النجاح الإعلامي مرهون بالتزوير والبعد عن المهنية والسقوط المخزي.

الأخوة في البيت الواحد قد يختلفون في ما بينهم، ولكن سيبقى خط الرجعة مفتوحاً للعودة في أي لحظة.

صاحب الحق لا يلجأ للأساليب الساقطة للدفاع عن نفسه، وإنه بذلك يثبت ضعف الحجة وقلة الحيلة والسقوط إلى القاع، وما قامت به إحدى الصحف القطرية عندما وضعت صوراً لإماراتيين ونشرت تحت صورهم الشخصية تصريحات ملفقة لم يدلوا بها إلى أي جهة إعلامية، لدليل واضح على السقوط في مستنقع الفبركة الدنيئة، والحرب الإعلامية التي لا تمت للأخلاق بأي صلة.

الإعلام القطري منذ بداية الأزمة لجأ إلى التصعيد، وتصوير المقاطعة على أنها حصار اقتصادي، يهدف إلى تهييج الشارع القطري والعربي، أملاً في أن يتعاطف البعض مع قطر في الأحداث الراهنة التي وضعت نفسها فيها، وعمد إلى استضافة شخصيات مكروهة معروف أنها تنفث السموم منذ سنوات لتأجيج الوضع وزيادة الفتنة.

تارة يتحدثون عن رضيع تم فصله عن والدته القطرية، وتارة أخرى يدّعون أن المملكة العربية السعودية منعت المعتمرين القطريين من دخول الحرم المكي، وكأن الدخول للحرم المكي يتم عن طريق مكتب الجوازات السعودية، بل المضحك عندما يشبه بعض الجهال مقاطعة الدول الخليجية لقطر بمقاطعة قريش للمسلمين قبل الهجرة.

المرحلة المقبلة ليست كما يتناولها الإعلام القطري بأنها محاولة للإذلال، واستخدم فيها مصطلحات لن نركع ولن نخضع.. إلخ، إنها مرحلة الشفافية والوضوح وعدم بث الشقاق والفتنة بين الجيران، هي مرحلة تغليب المصلحة المشتركة بين دول مجلس التعاون.

لو حدثت مشكلة والعياذ بالله في قطر فإن دول مجلس التعاون الخليجي ستكون أول من يهب لنجدتها كما حدث مع الشقيقة الكويت، ولن تنفعها تلك الدول التي يعرف القاصي والداني أنها مصدرة للإرهاب والتطرف والفرقة في كل مكان.

أخوتي في قطر، لن يحك جلدك إلا ظفرك، سنختلف ونقاطع، وقد يحدث التراشق الإعلامي في كل أزمة، إلا أن ما يدركه البعض أن الأخوة في البيت الواحد قد يختلفون في ما بينهم، ولكن سيبقى خط الرجعة مفتوحاً للعودة في أي لحظة، وقريباً بإذن الله وبتغليب الحكمة على العناد سترجع العلاقات أفضل مما كانت عليه.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر