كل يوم

إلى عقلاء قطر.. مصيرنا واحد مهما حدث!

سامي الريامي

القطريون أخوة أشقاء، ما يربطنا ويوحدنا بهم أكثر بكثير مما يفرقنا، والارتماء في أحضان طهران، والعمل مع التنظيمات المتطرفة، ودعم تنظيم الإخوان المسلمين، سيضرهم تماماً كما سيضرنا، لا يمكن فصل المصير الواحد بيننا وبينهم، لذلك لابد من تغليب صوت العقل والحكمة، ولابد من مخاطبة عقلاء قطر وحكمائها وأهلها الطيبين غير المسيسين بشكل منحرف، فهم غالبية وهم كثر، يسوؤهم ما يسيء لنا، ويتألمون لما نتألم له، ويرفضون بكل قناعة تلك السياسات الشاذة والغريبة التي تمزق مجلس التعاون الخليجي، وتسلخ القطريين عنوة من جلدهم الخليجي الذي ينتمون له، ولا يريدون غيره.

بعيداً عن التصعيد الإعلامي، وبعيداً عن تحريض وكذب قناة «الجزيرة» والمواقع الإخوانية المدعومة من قطر، بعيداً عن كل ذلك، هناك ضرر واضح على دول مجلس التعاون، وهناك تأجيج وتحريض وإصرار على شق الصف، وهناك سوء استخدام لوسائل إعلامية بشكل مقزز وغير مسبوق، وهناك دعم مالي ولوجيستي للإرهابيين الذين يدمرون الوطن العربي، فلماذا كل ذلك؟ ولماذا هذه السياسة القطرية الغريبة؟ ولماذا نكثت قطر عهودها؟ ولماذا استمرت في تنفيذ كل ما أعلنت عن الامتناع عن تنفيذه؟ لماذا عادت قطر لسياساتها الغامضة التي تفرق ولا توحد؟ هذا ما نريد أن يسأل عنه الشعب القطري الشقيق حكومته، ألسنا نتعامل مع دولة؟ ألا ينبغي أن تحترم الدولة جيرانها ومحيطها الخليجي والعربي؟

هل جميع الدول الخليجية على خطأ وقطر وحدها عرفت درب الصواب؟

الأزمة التي اندلعت بعد قمم الرياض بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى، ليست مفاجئة، وكان يمكن أن تندلع في أي وقت، هي ليست مرتبطة بتصريحات أمير قطر، والمشكلة ليست في كون هذه التصريحات مفبركة أم حقيقية، هذا تسطيح للقضية الجوهرية، وتشتيت لها، الأزمة مرتبطة باستمرار قطر في سياساتها المؤذية لدول مجلس التعاون، وهذه الأزمة لن تكون الأخيرة إذا استمرت النيران الموقدة لها، ولن تفيدنا سياسة «حب الخشوم»، ولن تحل المشكلة بشكل جذري.

نحن لا نختلف مع قطر على سياسات مستقلة، فالجميع يدرك أن لكل دولة خليجية استقلاليتها، ولها الحق في اتخاذ سياسات مختلفة عن بقية الدول، لكن هذا الاختلاف لا يعطيها الحق أبداً في الإضرار بالآخرين، وتقويض الاستقرار، والتحريض على الدول الأخرى، ودعم وتمويل أعداء الدول الخليجية الذين يريدون لها التفتيت والدمار.

لا نريد من قطر سوى وقف تدخلاتها في الشأن الداخلي لدول الخليج والدول العربية، ووقف التحريض عبر الأدوات الإعلامية القطرية، ووقف دعم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، ووقف الهجوم الإعلامي على مصر، هذه ليست شروطاً تعجيزية، بل هذا هو المسار الطبيعي لدولة خليجية عربية، واستمرار قطر في تنفيذ هذه السياسات الغريبة المتناقضة سراً وعلانية، هو سبب اندلاع الأزمة، وستستمر إذا استمرت هذه الخروقات، لن تحلها أنصاف حلول، ولن يحلها الصراخ والحالة الهستيرية التي يمر بها الإعلام القطري، فدول المجلس اليوم في وضع أصعب، نحن في حالة حرب، والتحريض والتمويل ووصول الأموال إلى جماعات وتنظيمات معادية في اليمن والعراق وليبيا هو سلوك عدائي دون شك!

هذه السياسات وضعت قطر وللأسف الشديد في موقعها الغلط، في حين أن موقعها الصحيح هو بين أهلها وأشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي، فنحن أخوة مهما اختلفنا، والأخ قد يختلف مع أخيه، لكنه لا يفكر أبداً في إلحاق الضرر به، هذا ما نتمناه من إخواننا في قطر، الرجوع إلى جادة الصواب، وتغليب صوت الحكمة والعقل، ولابد لعقلاء قطر وحكمائها أن يسعوا إلى دعوة الحكومة القطرية وحضها على الرجوع إلى حضن دول الخليج، فمصيرنا واحد مهما حدث.

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر