مزاح.. ورماح

«قالت العرب..؟!»

عبدالله الشويخ

ومن قال بأن كل ما قالته العرب صحيح؟

خذ عندك مثلاً هذه المقولة: «المصائب لا تأتي فرادى»..

والحقيقة هي أن المصائب تأتي فرادى.. فلا توجد هناك على حد علمي مؤسسة تجمع لك مصائب عدة لتضعها لك في «باكيج» وتحصل معها على مصيبتين مجاناً.

كل ما في الأمر أنها لعبة نفسية شهيرة، أنت تصاب بالمصيبة الأولى، ولأن الحمقى لديهم أعذار، بينما الناجحون لديهم خطط كما يقول غير العرب بالطبع، عبارة مثل هذه لا تقولها العرب، فإنك بسبب المصيبة الأولى تصبح غاضباً، وهكذا فكل ما تراه من أمور الحياة العادية وتحدياتها يصبح مصنفاً كمصيبة أخرى.

كاد الوقود ينفد من مركبتك.. ألم أقل لكم بأن المصائب لا تأتي فرادى.. جهاز الصرف الآلي ليس به نقود.. ألم أقل لكم بأن المصائب لا تأتي فرادى.. لا تجد موقفاً للسيارة أمام الجمعية.. ألم أقل لكم بأن المصائب لا تأتي فرادى.. من الذي يمكنه أن يجد موقفاً هذه الأيام؟ وأمام الجمعية! مصيبتنا بك.. وليست في المصائب التي تحب بعضها وتعمل بروح الفريق!

يقول مطوعنا الجميل صالح المغامسي، إن أصدق ما قالته العرب: ألا كل شيء ما خلا الله باطل.

وأعتقد اجتهاداً مني بأن أكذب ما قالته العرب كثير، يمكنك أن تجد بيتاً شهيراً في معنى معين، وبيتاً أشهر في معنى يناقض المعنى الأول والشواهد كثيرة!

ومن الأمور الكثيرة تلك: المثل أو المقولة أو الحكمة التي أصبحت تتردد كثيراً أخيراً ويعلكها «العارفون» بما تركه نوترودامس حين زار صحراء البطحا.. فيقولون: إذا أردت أن تحافظ على صداقة شخصٍ ما فلا تشاركه في تجارة ولا تُناسبه!

وهذا لعمري ليس فقط من أكذب ما قالت العرب بل ومن «أحششه» كذلك.. فما هي الصداقة إذاً؟! إذا كان هذا الشخص ليس كفؤاً لكي أئتمنه على مالي في تجارة أو شراكة.. وليس كفؤاً لكي أئتمنه على عيالي في نسبٍ ومصاهرة، فما هو الداعي لمعرفته إذاً؟! لكي يضحكني على ناصية المقهى؟ أو أشاركه في لعبة سخيفة؟

من لا يمكنك ائتمانه على مالك أو عيالك فلا تصنفه أصلاً في خانة الصديق من البداية.. ضع له اسماً آخر: معرفة، زائدة بشرية، وجه ألقاه بالصدفة، شريك «تركس»! أما الصداقة فهي رباط أقدس من هذا بكثير.. أيها العرب!

#عبدالله_الشويخ

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر