أبواب

تحضير أرواح

أحمد حسن الزعبي

لا تخلو قناة فضائية عربية واحدة، مهما كانت محلية وقليلة الانتشار أو لها حضور عربي واسع، من فقرة الطبخ، وتعطي هذه الفقرة مساحة أوسع وتوقيتاً أنسب في رمضان تحديداً.

المسألة ليست مكلّفة، طناجر وفرن وغاز وقليل من الديكور واستضافة أحد نجوم «الطهي»، فنجوم الطهي في الوطن العربي صاروا ينافسون نجوم الطرب بالانتشار والعدد.

المفروض أن تكون هذه الفقرة مفيدة جداً لسيدات البيوت ودليلاً إرشادياً لانتقاء طبخة ذلك اليوم بدل قيامها بالاستفتاء الشعبي الممل على أهل البيت على الطريقة العربية أيضاً «شو أسوي لكم فطور اليوم»؟ فتختار الأغلبية أحد الخيارات المطروحة «كبسة» مثلاً.. فتفاجئهم في آخر النهار بصينية «كفتة»، لتحسّ نفسك أمام ديمقراطية عربية مصغّرة: الشعب أراد شيئاً والقيادة اختارت شيئاً مختلفاً وفرضته! لا أدري لماذا انحرفت إلى السياسة مع أني كنت أنوي الكتابة عن الطبيخ فقط.. آه كنت أقول أنه من الناحية النظرية كان من المفترض أن تكون فقرة الطبخ على الفضائيات العربية مفيدة وتسهّل عمل ربة البيت في اختيار وجبة ذلك اليوم بدلاً من التفكير والتصويت والتردد في اتخاذ القرار.

مأخذي الوحيد على هذه الفقرات وعلى «الشيفات» الذين يحاولون أن يقدّموا وصفة لوجبة إفطار ذلك النهار، أن بعض المواد المستخدمة لن تجدها حتى في كتب الجن، ولا حتى في قطع غيار الإلكترونيات.. يعني من أين سأحضر لك «جبنة الديلشاص السويسرية غير المملحة؟» من أين سآتي لك بخيار برتغالي؟ بقدونس «الكومنولث»؟ بهارات غوانتنامو؟ يعني أكثر من نصف المطابخ العربية لديها المكونات المعروفة «دجاج بطاطا بندورة باذنجان خيار بصل لحمة» إذا كان لديكم وصفات جديدة بهذه العناصر أهلاً وسهلا.. لكن أنا بغنى عن «تحضير الأرواح» الذي تقومون به.. من أين سآتي بزيت «القرفة» و«بقدونس البحر الأسود» و«حليب الفاصوليا الإفريقية» و«كزبرة الناتو وشمال الأطلسي».

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر