أبواب

شارلي شابلن بالعربي

أحمد حسن الزعبي

قرأت قصة من مذكّرات شارلي شابلن - لم أتأكد من صحتها - يقول فيها النجم الكوميدي العالمي إن والده أخذه وإخوته ليحضروا عرضاً في السيرك، كان الأولاد في منتهى السرور والبهجة، وهم يقفون مع أبيهم في طابور التذاكر.. وكان يسبقهم في الدور رجل تبدو عليه علامات الفقر ومعه أطفاله أيضاً، يريد أن يقطع لهم تذاكر ليدخلوا إلى السيرك، في محاولة منه لصناعة السرور للصبية، لكن موظف الشباك طلب منه 20 جنيهاً.. عدّ الرجل النقود التي بحوزته فاكتشف أنها لا تكفي لرسم دخول الأولاد فاعتذر إلى الموظف، وحاول أن ينسحب من الطابور بهدوء، وغيمة من الحزن تمطر في قلبه المكسور، وفي لفتة ذكية من والد شارلي شابلن رمى 20 جنيهاً خلف الرجل الفقير ونبهه أنها سقطت منه.. تناولها الرجل الطيب وقطع تذاكر له وللأولاد.. بينما انسحب والد شارلي شابلن بأولاده، واعداً إياهم بحضور العرض في أيام قادمة، يقول «شارلي»: كان هذا أجمل عرض أحضره في حياتي، حتى لو لم أحضره.

يقول «شارلي»: كان هذا أجمل عرض أحضره في حياتي، حتى لو لم أحضره.

القصة في نسختها العربية، تقول الطرفة إن موظفاً حكومياً استلم راتبه، وعدّه أكثر من مرة أمام الصرّاف بسعادة بالغة، ثم وضعه في الجيب الخلفي لبنطاله، ومضى إلى أقرب مسجد عندما حان أذان الظهر.. صلى خلف الإمام، وعندما انقضى من الصلاة تماماً لاحظ وجود صندوق تبرّعات مركون قرب باب الخروج.. أخرج الشاب الراتب، وبحث عن أصغر قطعة ورقية يملكها.. وبعد التأكد من أنها واحدة لا أكثر، لفّها ووضعها في فتحة الصندوق، ثم نقر عليها حتى سقطت.. في هذه الأثناء، وكزه رجل مسنّ وأعطاه رزمة من الأوراق النقدية من كل الفئات الكبيرة، وناوله إياها.. الموظف الحكومي بدأ يلف الأوراق ويسقطها واحدة تلو الأخرى في الصندوق ويتأكد من نزولها.. والرجل المسن ينظر إليه بعينين وقورتين، وعندما فرغ من التبرّع الكامل، التفت الموظف الحكومي إلى الرجل المسن، وقال له: جزاك الله خيراً على تبرّعك السخي، وإن شاء الله سيعوّضك الله بدل كل قرش 100.. قال له الرجل العجوز بسكينة: يعوّضك أنت إن شاء الله.. أنا لم أتبرع بهذه النقود، فهي سقطت من جيبك الخلفي، وأنا فقط سلّمتك إياها.

الموظف الحكومي، منذ ذلك التاريخ، يقيم في مستشفى الأمراض النفسية تحت المراقبة المشددة!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر