5 دقائق

هيئة الطرق والمواصلات

عبدالله القمزي

تتمتع مدينة دبي اليوم بشبكة مواصلات حديثة ومتنوعة متكاملة، لا تضاهيها أي شبكة مواصلات في إقليم الشرق الأوسط، بل إن المقارنة مع دبي أصبحت تقاس بمعايير شبكات مواصلات في دول متقدمة مثل اليابان وأوروبا وأميركا، عصرنة وتحديث مواصلات دبي جعلاها تتفوق حتى على نظيرتها الأوروبية.

لو عدنا بالزمن لأربعين سنة، وهو عمر دولتنا تقريباً، لوجدنا تطوراً مذهلاً وتاريخياً، لو قسمناه إلى مراحل حسب العقود لوجدنا تطوراً في كل عقد، ولو عدنا بالزمن إلى ما قبل قيام اتحاد الإمارات سنجد أيضاً حقبة تاريخية مهمة في المواصلات لا يمكن إغفالها.

الفكرة التي أود طرحها هنا هي لماذا لا نقيم متحفاً لوسائل النقل والمواصلات في دبي؟ يمكن تقسيمه إلى قسمين: الأول ما قبل الاتحاد، والثاني منذ عام 1971 إلى اليوم.

السائح الذي يأتينا اليوم يشاهد التطور المذهل، وبالتأكيد يريد أن يعرف ما القصة وراءه، أو كيف كانت حال المواصلات قبله. في الوقت نفسه المتحف سيكون بمثابة توثيق للتاريخ وذاكرة مجسدة، يستفيد منها كل من يعيش على أرض الدولة وأجيال المستقبل.

لست خبيراً في تاريخ المواصلات، وقد يكون كلامي هنا غير دقيق، لكني أورده مثالاً فقط، لو أردنا الدخول قليلاً في التفاصيل وتناولنا حقبة السبعينات، سنجد أن سيارات الأجرة والعبرة كانتا من أهم الوسائل وقتها. تتبُّع هاتين الوسيلتين منذ السبعينات إلى اليوم يمر بمراحل كثيرة، ففي الثمانينات كانت سيارات الأجرة مملوكة لأفراد، وتدار من دون عداد، والتسعيرة تدفع بالاتفاق بين السائق والراكب، ثم قررت الحكومة تنظيم الوسيلة بطريقة أفضل، وإدخال العداد، ما نتج عنه أساطيل سيارات أجرة تتمتع بأرقى الخدمات مملوكة لشركات حكومية أو خاصة، وهذا من دون التطرق إلى المرحلة التطويرية الممتدة منذ التسعينات إلى اليوم.

وهناك حقبة مهمة يمكن إضافتها قسماً ثالثاً إلى المتحف، وهي حقبة حكم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي طورت رؤيته طرق دبي ومواصلاتها بشكل لم يسبق له مثيل، يشمل المترو والترام ومشروعات توسعة الشوارع وتطويرها، وبناء الجسور واللوحات الإرشادية التي تبث رسائل تحذيرية للسائقين، فضلاً عن بناء وتطوير الأنفاق المزينة جدرانها بلوحات تشكيلية رائعة عن معالم دبي. ولا ننسى إنشاء هيئة الطرق والمواصلات وإنجازاتها الملموسة في تطوير هذا المجال الحيوي.

لدينا تاريخ غني بالتفاصيل الشيقة نستطيع سرده في المتحف، من خلال الصور والوثائق التاريخية ونُسخ من القوانين التي أسهمت في تطوير المواصلات، وحتى تسجيل السيارات مر بمراحل متطورة جداً من الذهاب لتسجيل السيارة ودفع مخالفاتها في مكان واحد مزدحم إلى انتشار فروع التسجيل في كل منطقة تقريباً، إلى إمكان فعل ذلك عن طريق التطبيق الإلكتروني.

أعلم أن ما ذكرته هنا شيء بسيط جداً من قصة نجاح ضخمة غنية بالتفاصيل الممتعة. دبي تستحق متحفاً يروي تفاصيل إنجازاتها، ومتحف وسائل المواصلات سيكون جزءاً من قصة حضارة، وحقبة ذهبية نعيشها اليوم.

ختاماً: عندما انتهت الحرب العالمية الأولى عام 1918، سارعت بريطانيا في توثيقها بإنشاء متحف خاص بها افتتح سنة 1920.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر