كل يوم

ثلاثة شروط لعلاقات خليجية إيرانية مميزة..

سامي الريامي

الطائفية هي الأشد خطراً على المجتمعات، وهي الأشد فتكاً من جميع أنواع الأسلحة، التقليدية منها وغير التقليدية، وإيران أدركت ذلك تماماً، لذلك فهي تبذل جهدها لنشر العداء الطائفي في مختلف الدول العربية، وأينما استطاعت الوصول.

للأسف نجحت في ذلك في دول، وسيطرت بهذا النهج العدائي على دول عديدة، وتحاول أن تنشر هذا الوباء أينما استطاعت، لتتحكم وتسيطر وتنشر نفوذها وتُحكم قبضتها لتطويق دول مجلس التعاون الخليجي، ومن ثم السيطرة عليها، ليس بالجيوش والحروب المباشرة، بل بالطائفية، وإنشاء الميليشيات المدعومة منها، التي تحارب نيابة عنها، وتنخر في المجتمعات تدميراً وتخريباً.

لا أحد في دول مجلس التعاون يرغب في تصعيد الخلاف مع إيران، ولا نريد منها سوى الالتزام بالقوانين الدولية، واحترام الجيرة، وعدم التدخل في شؤون الدول العربية، فهي تبقى دولة جارة، ومصلحة الجميع في تنمية التعاون، لا في تصعيد الخلافات، وإيران ستستفيد من تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري مع دول المجلس أكثر بكثير من تعزيز الخلافات، وتأجيج المشكلات، ونشر البغضاء والكراهية، والتدخل بشكل غير مقبول في شؤون دول المجلس الداخلية، العقل والمنطق يؤكدان ذلك، لكن العنجهية والشعور بالقوة يلغيان تماماً العقل والمنطق من السياسة الإيرانية تجاه دول الخليج العربية.

سيطرة الفكر الديني في الدولة الإيرانية عائق حقيقي أمام جميع جهود دول المجلس لإنهاء الأزمة مع إيران، خصوصاً أن الفكر الديني المسيطر يقوم على أساس إلغاء وتدمير الآخر المختلف، ويعزز بشكل كبير الطائفية البغيضة، ومن أجل ذلك تصرف إيران مليارات الدولارات، فهي تنفق خمسة مليارات دولار سنوياً في سورية فقط، بخلاف المليارات الأخرى التي تنفقها على دعم وتسليح «حزب الله» في لبنان، وميليشيات الحوثي في اليمن، والمليارات الأخرى في العراق وغيرها، في حين أن الشعب الإيراني يتضور جوعاً في مختلف أنحاء إيران!

دول مجلس التعاون لا تريد من إيران سوى ثلاثة أشياء، لا شيء غيرها، أولاً عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وثانياً وقف الجهود الإيرانية لتصدير الثورة، فالثورة إيرانية، وعليها أن تبقى داخل حدود إيران، ولا يوجد أي منطق لتصديرها إلى دول المجلس، وثالثاً وأخيراً، على إيران أن تفهم أن مواطني دول مجلس التعاون، بمختلف طوائفهم، ولاؤهم لدولهم، وليس لمرشد إيران أو للدولة الإيرانية، فهم مواطنون خليجيون، وسيبقون جزءاً من دولهم الخليجية، ولا يمكن التحكم بهم، أو فصلهم عن مجتمعاتهم، أو استقطاب ولائهم للمرشد في إيران!

هذه الممارسات الإيرانية القائمة على الاستمرارية في النهج المناقض لهذه الأمور الثلاثة، هي أساس الخلافات، وهي الشرر الذي يؤجج نار التصعيد، ويُعقِّد احتمالية التوصل لتفاهمات تُرضي الدول الخليجية، وهي العائق أمام تبادل علاقات التعاون بين الطرفين، فمتى ستستوعب إيران ذلك؟ ومتى تتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها؟ ومتى تتوقف عن حلم تصدير الثورة؟ عندما تفعل ذلك فلن تجد من دول مجلس التعاون إلا كل تعاون وعلاقات طيبة ومميزة.

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر